“أربعة عقود” وسعود الفيصل “يملأ عيون السياسة”

عندما يتحدث “خالد الفيصل” فإن الحديث له طعم آخر، ولغة أخرى يتفرد بها سموه، وهناك شواهد عديدة على إبداع وبيان وفصاحة هذا الرجل، وهو يرتجل نثراً ويوظف في حديثه كل فنون اللغة وإبداعاتها، ولكن الآمر يختلف عندما يبدع خالد الفيصل شعراً، ويترنم بأحلى الكلمات وأجمل الصور الشعرية في أي موضوع يطرقه، فكيف عندما يبدع شعراً يصف به أخيه الأمير “سعود الفيصل”.

“خالد الفيصل” تأثر عندما شاهد أخيه سمو وزير الخارجية الأمير “سعود الفيصل” منهكاً في أحد المؤتمرات في “فيننا”، فكان ذلك سبباً لاستثارة قريحته ليقول بيتين اختصرا عشرات القصائد ومئات الأبيات وآلاف الكلمات.. حيث قال:

هـز المـرض رأســــــه ولا مــــــال رأســــــــه         ****           وقفة جبل دون الوطن لأربع عقود

تـدرون مـن يمـلا عيـون السياسه         ****            سعــــــــــود لا قبلــــــــه ولا بعـــــــده سعــــــــــود

ولشدة إعجاب عدد من الشعراء من محبي الأميرين “خالد الفيصل” و “سعود الفيصل” جاروا هذين البيتين ببعض الأبيات التي منها:

هــــزّ المـــرض راســــــه ولا هزّ باســـــه        ****        يبقى ولد فيصل مثل شامخ الطود

ما اهــــــتزت إلاّ قلوبنا والسياسة        ****        من هو لـها غـــيره ومـــن يشبــــه سعود

للشاعر: صنيتان المطيري

يهـز راسـه هزّ عزّ وفــــراســـــــــه      *****        ومع كل هزه تتضـح صورة العــــــــــود

يطيب راس الطيب من طيب ساسه        *****        عساه يبطي ما دخل “داخل العَوْدْ”

للشاعر: معضد العتيبي

مـا هـــــــز راســــــــه غـيــــر فـزعـــــة بـرأســــــه       ****      ولا المرض ما هـــــزّ شعــــــرة من سعـــــود

وأن هـزّ رأســــه عـلـم ما أهـتز ساسه      ****       هـزّه وهزة سـيـــــف من غـمـــــد مجـــــرود

لـلـعـــــزّ نـومـــــــاســــــــــه ولـلـمــجـــــــد نـاســـــــــــــه      ****      وسعـود عـز ومجـد من سالف جـدود

شـرب الـتـعـب والـهـــم مـلـيـــــار كاســــــــه      ****      ما عـدها ولأجـل الوطـن يطلب الـــزود

لـلـصـبــــر حــــــــد ويـنــــتـــهي بـحــــــد يـأســــه      ****      وسعـــــود صبــره بالـــزمـن ما لــه حــــــدود

يـا قـــــو صـبـــــر سـعـــــود يـا قـــــــو بـأســــــــه      ****      أصبح مثال الصــبر من ماضـــي عهــــود

للشاعر: ناصر السكران التميمي

وعندما يأتي الحديث عن “سعود الفيصل” فإن الكلام لا يقف عند الشعراء أو العامة فقط، بل إن العديد من القادة والرؤساء قد أثنوا على رجاحة وحكمة وتفرد هذه الشخصية المختلفة، وهناك قصص ومقولات تناقلتها وسائل الإعلام على مدى السنوات الماضية تعكس شخصية “سعود الفيصل”..

سُئل الرئيس العراقي صدام حسين ـ رحمة الله ـ من سعود الفيصل، فقال:

“أدهى من قابلت في حياتي، فحينما كنت في حرب إيران جعل العالم معي، وبعد أن دخلت الكويت قلب العالم كله ضدي وكل ذلك كان في مؤتمر صحفي واحد !!

ونقل عن السيد يوري اوشاكوف مستشار الرئيس الروسي الأسبق أنه قوله:

“سعود الفيصل يتحدث بوضوح تام مما يجعل محادثيه في حيرة من أمرهم، كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق وهذه الشفافية المطلقة الواثقة، والتلاعب بالدبلوماسية حسب الحوار”.

ذُهل الكثيرون بمعرفته باللغة العبرية ( اليهودية ) وذلك في الاجتماع الذي ضم طرفاً يهودياً وكان أول اجتماع وأثيرت فيه الكثير من القضايا ولكنه لم يلتفت لها ورتب المنظمون مدخلين منفصلين بحيث لَا يلتقيا إلا جلوساً عند الطاولة، حتى صرح وقتها قائلاً: بأننا لم نأتي للتهريج وتضييع الوقت في الرد عن إمكانية وجود مصافحه أو لقاء خاص.

ولما همّ بقية الحضور بالاستماع لما يقوله الوزير الإسرائيلي لم يحمل سعود الفيصل سماعة الآذن المترجمة للغة العربية مبدياً عدم اهتمامه لما يقوله وفي نفس الوقت كان يفهم كل ما يتحدث عنه الوزير.

قال عنه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “كولن باول” : “سعود الفيصل يعادل اللوبي اليهودي!.. بل ويعتبر لوبي سعودي!