منطقة تبوك

تبوك.. المدينة الحالمة

إن التطور المشهود الذي حظيت به تبوك ومحافظاتها، لا شك أنه نتيجة تخطيط ودراسات علمية موثقة، بدءا بإنشاء بنية تحتية قوية مؤسسة؛ لتصير مؤسسةً –كما صار واقعاً- للانطلاقة التنموية للمنطقة عمرانياً واستثمارياً وخدمياً.. وهلم جرا.
وكان للمشاريع التعليمية والصحية القدحُ المعلى من حركة التنمية؛ إذ إن من أهم حقوق المواطن: التعليم والصحة، فشهدت المنطقة مشاريع جديدةً تم افتتاحها بعد الزيارة المباركة للملك سلمان بن عبدالعزيز إبان الجولة المناطقية؛ إذ بلغ عدد المشروعات 151 بتكلفة وصلت إلى 11.8 بليون ريال، إضافة إلى مشروع صندوق الاستثمارات في ساحل البحر الأحمر.

وحيث كانت المشاريع التي تعنى بالتعليم تتسارع وتيرة إنجازها باطراد، تم الانتهاء من الكليات المختلفة في سائر المحافظات، وما بها من تخصصات حديثة، إضافة إلى التخصصات الموجودة، فأفادت الطلبة الذين هبوا إليها زرافاتٍ ووحداناً من القرى والمدن بالمحافظات المختلفة، فبدا للعيان نتيجة التخطيط والتطوير والتنمية للحصول على مخرجات تعليمية مؤسسة للنهوض الحضاري بالبلاد على أيدي أبنائها الذين تشربوا بالعلم والمعرفة؛ ما ينبئ بالغد المشرق المأمول. وكان إنشاء مستشفى الملك فهد التخصصي بتخصصاته المتنوعة إنجازاً كبيراً في المجال الصحي؛ إذ إنه يعد إضافة نوعية للمستشفيات والمراكز العلاجية لتقديم العناية الصحية الكاملة للمواطنين، ومن ثم إضافة إلى التطور التنموي الكبير الذي تستحقه هذه المنطقة.

ومن المشاريع التنموية المهمة في المحافظات التابعة للمنطقة، انتهت الشركة السعودية للكهرباء من حوالى 80 في المئة -حتى الآن- من محطة توليد ضباء الخضراء على ساحل البحر الأحمر، فيما المشاريع السياحية الفريدة والنشطة ما تزال مستمرةً فيها، وتتابع عجلة التنمية سيرها الذي حظيت به منطقة تبوك -خاصة محافظاتها الساحلية – في العقد الأخير، وظهر ذلك للعيان من خلال نجاحها في استقطاب السياح الذين توافدوا عليها، لاسيما في محافظة حقل وما حوته من مهرجانات سياحية لفتت أنظار الجميع بجمال المحافظة وإمكاناتها الكبيرة والمتميزة، التي تمتعت بالكثير من المشاريع، أبرزها إنشاء المسطحات الخضراء بالمحافظة، ومشاريع درء أخطار السيول، وتصريف مياه الأمطار، التي تشمل أعمال الحمايات في وادي عميق وأم جرفين، وتصريف مياه الأمطار في مخطط الدوائر الحكومية، بقيمة إجمالية بلغت 13 مليون ريال، وكذلك مشروع سفلتة مخططات المنح التي تجري على مرحلتين، المرحلة الأولى سفلتة كاملة في مخطط المروج، والمرحلة الثانية سفلتة ٣٥ في المئة من مخطط جنوب الحميضة بقيمة إجمالية 2.3 مليون ريال.

أما محافظة شرما الساحلية، فإنها تشهد المشاريع العملاقة التي تجري على قدم وساق؛ ما أدى إلى جعلها وجهة سياحية يؤمها وتستهوي كل شرائح المجتمع؛ بحيث تتمتع هذه المحافظة الساحلية بأرقى المنتجعات والفنادق الراقية، وباتت مقصداً حيوياً ورافداً سياحياً مهماً في منطقة تبوك، وذلك بعد افتتاح مطار خليج نيوم.

لقد أسهمت هذه المشاريع التنموية في رسم صورة جديدة للمنطقة، يبدو من خلالها مدى التطور والتنمية التي حدثت، حتى إنه يؤمل أن تكون المحافظة الأكثر تطوراً، بما تمتلك من موقع جغرافي متميز فريد يتحالف القطاعان: الحكومي والخاص على استثماره بالشكل الأمثل، علماً بأنه قامت الحكومة – التي تولي دعمها الأكبر للمحافظات الساحلية – بإعداد وتأهيل أماكن عدة لتنفيذ المشاريع الرائدة من قبل أمانة المنطقة، بمشاركة هيئة التنمية السياحية، فأصبحت كل من الخريبة وقيال وجهةً للمصطافين والسياح في الإجازات الأسبوعية، خاصة أن هاتين المنطقتين تتمتعان بجزر ساحرة، وأماكن رفاهية باذخة الجمال، بشواطئها الفاتنة، التي تم استثمارها لكي تكون مكانا للاستجمام الأسبوعي لأهالي منطقة تبوك.

إن منطقة تبوك اليوم تعد – بقيادة أميرها – إحدى أهم مناطق المملكة في تنفيذ المشاريع الكبرى؛ مما يخولها أن تكون في المستقبل القريب واجهة لكل الزوار والقادمين، إذ كان أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان يولي اهتمامًا ومتابعة متواصلة؛ كي تكون «المنطقة» مدينة المستقبل الذكية بجهود القيادة الحكيمة.

كاتب سعودي
نقلاً عن: الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى