بدا 50 من الطاقات الشبابية المحترفين في الغوص رحلتهم الى قاع البحر مدتها 180 دقيقة في اول واكبر عملية استزراع للشعاب المرجانية بطرق علمية في البحر المفتوح لساحل البحر الاحمر او ما يعرف بمنطقة خليج سلمان ضمن فعالية اليوم الثاني الذي اعدته جمعية البيئة السعودية ممثلة في البرنامج الوطني للتوعية البيئية للتنمية المستدامه بيئت علم اخضر وطن اخضر للمشاركة في يوم البيئة العالمي بدعم من مجموعة هوتا ومجموعة الحداد المتخصصتين في البيئة وتدريب الشباب على الغوص
وتاتي فعالية استزراع الشعاب المرجانية في اطار حرص المملكة العربية السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على مشاركة دول العالم في المجالات التي تعني بمصلحة الفرد والمجتمع ومنها اليوم العالمي للبيئة
واكدت العالمة في مجال البيئة نائبة رئيس مجلس ادارة جمعية البيئة السعودية الدكتورة ماجدة ابو راس ان الشعاب المرجانية من النظم الايكولوجية الأكثر تعقيداً نظرا لتعقيد الأشكال الجيومورفولوجية من الشعاب وحساسية حيوان المرجان
واكدت ان أن النمو المرجانى يخضع لضوابط نمو وهي ضوابط محددة من حرارة وضوء وملوحة وخصائص صخور الأساس وحركة مياه حيث لا يحتمل نمو المرجان في بيئة الذبذبة القوية أو الارتفاع المفاجئ في أحد العناصر وإلا سوف يخل بنمو المرجان في بيئته ومن ثم فإن الإخلال بمحددات نمو المرجان يعد أحد الأخطار التي تهدد نموه
واعربت الدكتوره ماجدة ابو راس عن قلقها للممارسات التي تنتهك بسبب تعرض الحيود المرجانية للخطر والتدمير نتيجة اقتلاع المواطنين والسياح لها،ومشيهم عليها( بقصد أو دون قصد ) ، ولعدم معرفتهم بأهميتها
، ولفتت الى ان استزراع المرجان في يوم البيئة العالمي يعد من اهم البرامج التي تعمل عليها جمعية البيئة السعودية من أجل حماية هذة الثروة وجعلها مصدر دخل للاقتصاد الوطني، ب
واشارت الى ان وجود مشروع لزراعة الحيود المرجانية ، من خلال وضع أجسام صلبة على المناطق الرملية داخل مياه البحر والتي يمكن أن تثبت عليها فسائل المرجان يدوياً والاستفادة من قدرة المرجان على التكاثر اللاجنسي بحيث يمكن ليرقات المرجان الناتجة عن التكاثر الجنسي من أن تثبت نفسها عليها بشكل طبيعي .
وشددت ابو راس ان الهدف من مشروع إنشاء حيود صناعية في في قاع البحر الاحمر في المنطقة الممتدة لخليج سلمان حماية هذة الثروة من الانقراض ، مبينة انه من خلال هذا المفهوم قام هؤلاء الشباب المتطوعين في مجال الغوص والبيئة من القيام بزراعة فسائل مرجانية في مواقع محددة من اجل توطيد مفهوم السياحة المستدامة
واضافت انه نظراً لما تشهده شواطي الكورنيش على كافة الأصعدة و إنشاء بعض المرافق الحيوية أو الصناعات على طول الشاطئ التي قد تؤدي إلى تدمير جزء من الحيد المرجاني الطبيعي الموجود. يدعو الى استزراع المرجان ونقل العينات المرجانية وإعادة زراعتها تعد واحدة من المهام البيئية الضرورية بدلاً من تركها تموت تحت وطأة الاستثمار.
وحذرت الدكتوره ابو راس من أنقاض القمامة الملقاة في البحر Clean up dive. مبينا أنه للأسف وبالرغم من جماليات الشاطئ إلا أن كثيرا من الفضلات يتم إلقاؤها في مياه البحر، وبعض هذه الفضلات تنمو عليها شرانق المرجان، منوهة الى أن تلك الأجسام غير ثابتة ولا تشكل أرضية ثابتة لنمو المرجان وفي هذه الحالة لابد من تنظيف أعماق البحر وفي نفس الوقت المحافظة على أية فسيلة مرجانية موجودة وذلك من خلال تبنيها وزراعتها
وقالت أن المرجان هو أحد الكائنات الحية التي اختصها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وجعلها من إعجازه على هذه البسيطة التي خلقها ، مبينا ان المرجان ورد ذكره في صورة خرج منهما اللؤلؤ والمرجان موضحة ان الإعجاز الذي وضعه الخالق عز وجل في المرجان انه حيوان يعيش لمدة طويلة طالما ظلت الظروف الطبيعية المحيطة به من إضاءة ودرجة حرارة وملوحة ومؤثرات كيميائية وفيزيائية جيده لا تتغير. مشددة في ان المرجان هو حيوانا هشا حساسا لأي من المتغيرات السابقة بحيث يؤدي أي تغيير فيه إلى موته لأنه لا يتفاعل
ولفت ابو راس ان الأخطار التي تواجه الشعاب المرجانية هي من صنع الأنسان ومن ابرزها حركة النقل البحري وما تنتجه من تدمير للحيد المرجاني إما عن طريق اصطدامها به بصورة مباشرة وتكسير المرجان ، أو نتيجة ما تلقيه من فضلات وملوثات كيماوية وبترولية تؤثر على المرجان وتؤدي إلى موته ، إضافة الى المخلفات الصناعية والسكانية والتي يتم إلقاؤها في البحر وتؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي وبالتالي موت المرجان ،
كما ان تكسير المرجان أو حجب الضوء عنه عن طريق السير المباشر على أشجار المرجان الهشة أو إلقاء العبوات والأكياس البلاستيكية في البحر ، بالإضافة إلى إلقاء إطارات السيارات يؤدي الى قتل هذا الحيوان الصغير والمهم للبشرية
وقال كبير المدربين في الغوص البحري الكابتن ايهاب ابو العدل ان توفر الشعاب المرجانية للبيئة يعد من اهم الالويات للحياة الفطرية البحرية ، وقد تم العثور على نحو 200 نوع مختلف من المرجان في منطقة الشعاب المرجانية الممتدة لحوالي ألفي كيلومتر على ساحل البحر الأحمر ولأول مرة وجد تنوع البكتريا المصاحبة للشعاب المرجانية في البحر الأحمر.
كما تشير التقديرات إلى أن بعض أنواع الشعاب المرجانية يسكنها ما يصل إلى ألف نوع من البكتريا المختلفة، وتضم الشعاب المرجانية في المياه النقية مجموعة من الهياكل البكتيرية أكثر تنوعا من تلك الموجودة في المناطق الأكثر عرضة للاضطراب البيئي.
فيما يقول الغواص والمدرب عبدالرحمن الحداد إن أخذ عينات من الشعاب المرجانية في المستقبل من مواقع أكثر تنوعا قد يقود إلى فهم أكبر لتأثير النشاط البشري على بيئة الشعاب المرجانية.
وأضاف: “نود أن نبحث في الميكروبات المرتبطة بالشعاب المرجانية الصحيحة وتلك التي تواجه ضغطا بيئيا، وغيرهما من أنواع الشعاب، من أجل فهم أفضل لتأثير عوامل الضغط البيئي على ارتباط الميكروبات بالشعاب”.
واضاف الحداد ان الشعاب المرجانية في البحر الأحمر أكثر تقبلاً لدرجات الحرارة المرتفعة من معظم الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم حيث تشير البحوث الجديدة إلى أن درجات حرارة البحر الأحمر قد وصلت إلى أعلى مستويات تتحملها بعض الشعاب المرجانية، مع تهديد الاحتباس الحراري للشعاب المرجانية ونظمها الإيكولوجية.
واجمع الغواصين ماجد حسين ابو الالخير وعمار المشاط ووفيق لبان واحمد غالب وزكريا باسمير وابراهيم الشريف ووسام ابراهيم كمال وخالد الحداد وعلاء شريف ووائل الاحمدي وايهاب قبلاوي وعبدالله جبر وحسام كمال أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر -حيث درجات الحرارة أعلى- وصلت إلى حافة قدرتها على التحمّل. وتُعَد هذه النتائج نذيرًا لتأثير الاحترار العالمي على هذه الشعاب المرجانية وقد تكون الشعاب المرجانية في البحر الأحمر أكثر تحملاً للحرارة من أي شعاب مرجانية أخرى في العالم، ولكن التغيرات المناخية قد تصل بتحملها إلى أقصى حدوده.
وقالوا ان الامل أن يتم استخدام زراعة الشعاب المرجانية بشكل فعال لتعزيز استدامة النظم البيئية للشعاب المرجانية على الساحل السعودي للبحر الأحمر» ، ويضيف: «من المهم الحد من الإجهاد المزمن الناتج عن التنمية البشرية وسوء استغلال الموارد».
وشددوا على ان الشعاب المرجانية هي ثروة وطنية أضعنا جزءا كبيرا منها وما زلنا غير منتبهين لقيمتها الحقيقية؟، أي شخص يلقى نظرة مباشرة على الشعاب المرجانية أو يشاهد صورها يدرك مدى جمال هذه الثروة التي أنعم بها الخالق ــ عز وجل ــ على بلادنا.
وقالوا ان هذه المخلوقات تشكل عامل جذب مهم للسياح من كافة أنحاء العالم، ويمكن أن تقوم عليها صناعة سياحية متكاملة. فوق ذلك تلعب الشعاب دورا أساسيا في إثراء الثروة السمكية بحمايتها للأسماك الصغيرة خلال فترة نموها. واضافو ان ما تعيشه الشهاب المرجانية من تدمير نصفه بالحالة المزرية التي تبدو عليها السواحل المتاخمة لمدننا الساحلية الكبيرة مثل مدينة جدة وغيرها كافية لإدانتنا بالإهمال والتفريط في هذه الثروة.
واوضحوا ان ما يحدث لا يمكن تصوره لمقدار الضرر الذي تعاني منه الشعاب المرجانية بصفة عامة على طول سواحلنا، وان أقل ما يمكن فعله هو توفير الحماية للشعاب المرجانية وحفظ هذه الثروة الناضبة لأبنائنا. عن طريق إيقاف كافة أنواع التلوث التي نلقيها في البحر، ومنع ردم أو حفر السواحل والصيد الجائر للأسماك والاقتلاع المباشر للشعاب المرجانية بغرض بيعها، ومنع التلف الذي تتعرض له بسبب مراسي القوارب.
وقالوا انه إذا كانت لنا الرغبة في حماية الشعاب المرجانية، فلماذا لا نعلن كافة المناطق الأساسية لتواجد هذه الشعاب كمناطق محمية يحظر فيها الصيد ورمي النفايات والبناء وكافة الممارسات التي تعرض هذه المخلوقات للخطر والحفاظ عليها فقط للمشاهدة والاستمتاع بجمالها؟
لماذا لا نفرض عقوبات من الآن وبطريقة تصاعدية على كل من يقوم بإلقاء مياه الصرف في البحار، بما في ذلك شركات المياه والصرف الصحي وأمانات المدن الساحلية والمجمعات السكنية والمصانع، بحيث يصبح من الأجدى اقتصاديا لهذه الجهات معالجة مياه الصرف و إعادة استخدامها؟ وأخيرا، وليس آخرا، لماذا نتلكأ لسنوات طويلة في إصدار أنظمة تحمي السواحل وكل ما فيها من ثروات وجمال؟ لقد أصبح متوفرا لدينا ثروة من المعلومات، ولم يعد لنا عذر في إهدار كنوز البحار التي نمتلكها.