المناطق_متابعات
كأن أمريكا تفتقر إلى المشكلات… فلديها ما يكفيها من الهموم. وآخرها إعلان السلطات أن ديسمبر 2022 شهد تغيب نحو 1,5 مليون موظف عن أشغالهم، بداعي المرض. وذكرت السلطات أن أكثر من مليون موظف وعامل تغيبوا عن العمل شهرياً خلال السنوات الثلاث الماضية، بدعوى المرض. وطبقاً لإحصاءات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها؛ فإن نحو 7% من الأمريكيين يعانون من مرض «كوفيد المزمن». وهو مرض يؤثر سلباً في إنتاجية الموظف أو العامل، وقدرته على الذهاب إلى عمله. وكانت آخر مرة انخفض فيها عدد المتغيبين عن العمل إلى ما دون المليون نسمة هي خلال نوفمبر 2019.
وخلال السنة الماضية زاد عدد المتغيبين عن أشغالهم إلى أعلى مستوى منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؛ بل منذ بدء رصد الغياب عن العمل في سنة 1976.
وخلال 2022 بلغ متوسط الغياب عن العمل 1,58 مليون موظف وعامل شهرياً، بجملة تصل إلى 19 مليون متغيب خلال السنة الماضية.
وكانت ذروة التغيب عن العمل في يناير 2022؛ إذ بلغ عددهم 3,6 مليون نسمة برروا غيابهم عن العمل بالمرض.
ومع أن مؤشر التغيب عن العمل يعلو ويهبط تبعاً لشدة أو اعتدال تفشي الفايروس؛ إلا أن الإصابة بمرض «كوفيد المزمن» تسهم بدرجة كبيرة في زيادة عدد الشهادات المرضية.
وتشير بيانات من نيويورك إلى أن 71% من مرضى «كوفيد المزمن» لا يزالون يعانون من أعراض كوفيد-19، وغير قادرين على العودة للعمل لما لا يقل عن 6 أشهر.
ومع أن اثنين من كل خمسة منهم عادوا للعمل، إلا أنهم لا يزالون بحاجة إلى علاج طبي. وأشارت دراسة إلى أن عدد القوى العاملة في الولايات المتحدة انخفض بنحو 500 ألف شخص.
وتقول تقارير أخرى إن العدد قد يصل إلى مليون نسمة.
وحتى من يعودون للعمل فإنهم يضطرون إلى تقليص ساعات دوامهم.
وهناك من العاملين من قرر أن يهجر الوظيفة بغير رجعة. وتشير إحصاءات إلى أن القوى العاملة في أمريكا انخفض عددها بنسبة 2.6% من جراء الوباء العالمي.
وأدى ذلك إلى خسارة مليار يوم عمل. ومن يرغب في الاستمرار في العمل من مرضى «كوفيد المزمن» غالباً يطلبون إذناً بالتغيب يوماً أو أكثر خلال الأسبوع، بسبب ظروفهم المرضية.
وبدأت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها رصد عدد مرضى «كوفيد المزمن» خلال سنة 2022. وخلصت إلى أن واحداً من كل خمسة أمريكيين أصيبوا بكوفيد-19 أصيب بـ «كوفيد المزمن».
ويجمع العلماء على أن «كوفيد المزمن» لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدرس المعمّق، لمعرفة أسبابه، وسبل علاجه. وفيما يجمع العلماء على أن المناعة المتأتية من لقاحات كوفيد-19، وتلك الناجمة عن التعافي من إصابة سابقة بالفايروس، تزيد احتمالات عدم الإصابة بـ «كوفيد المزمن»؛ إلا أنهم يتمسكون بأن من المحتمل أن يصاب الفرد بهذا المرض المزمن، حتى لو كانت إصابته بالفايروس خفيفة، أو غير مصحوبة بأعراض. وارتفعت أصوات تطالب المشرّعين الأمريكيين باعتبار «كوفيد المزمن» أحد الأمراض المسببة للإعاقة، بما يتيح للمصابين الحصول على إعانات من الدولة، ومن مخدميهم.
وتشير تحليلات أخرى إلى أن عدداً كبيراً من العاملين من أرباب الأسر الكبيرة لا يستطيعون التغيب من أشغالهم على رغم إصابتهم بـ «كوفيد المزمن»، فيسقط أمثال هؤلاء عن الإحصاءات الخاصة بمرضى «كوفيد المزمن». ويقول الأطباء إن أبرز أعراض «كوفيد المزمن» تشمل صيق النفَس، والتعب، والضعف، ومشكلات في الذاكرة. وغالباً يضطر الأطباء إلى تنويم المصابين بـ «كوفيد المزمن» إذا كانوا مصابين أصلاً بمرض الرئة، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السمنة، أو الاكتئاب.
ويعتقد بأن النساء أكثر عرضة للإصابة بـ «كوفيد المزمن» من الرجال. كما أن ثمة مؤشرات تفيد بأن عدداً كبيراً من مرضى «كوفيد المزمن» اختاروا التقاعد المبكر، ليخرجوا من سوق العمل نهائياً.
الإصابة الثانية…مزيد من المخاطر أم «سوبر مناعة»؟
احتدم الجدل بين خبراء الصحة العامة في شأن ما إذا كانت الإصابة الثانية بكوفيد-19، وما قد يتلوها من إصابات مماثلة، تجلب مزيداً من المخاطر الصحية على المدى الطويل، أم أنها تعطي المصاب بعد تعافيه مناعة فائقة.
وأشارت دراسة نشرتها مجلة «نيتشر» إلى أن الإصابة الثانية وما زاد عليها تحمل كثيراً من المخاطر، كالتنويم، واحتمالات الإصابة بالسكري، والاختلالات العصبية. وأضافت أنه على رغم التعافي من الإصابة السابقة، وحتى لو كان المصاب للمرة الثانية قد حصل على لقاحات كوفيد-19؛ فليس هناك ضمان من عدم تنويمه في المستشفى، وليس هناك ما يمنع احتمالات وفاته. غير أن هناك من يعتقدون عكس ذلك؛ إذ إن هؤلاء يرون أن المناعة الناجمة عن التعافي من الإصابة الأولى تعني أن أية إصابة ثانية أو ثالثة تخفض تلك المخاطر الصحية.
وقالت استشارية مكافحة الأمراض المُعدية الدكتورة سيلين غاوندر: ليس صحيحاً مطلقاً الزعم بأن الإصابة الثانية أخطر من الإصابة الأولى؛ بل لو حدثت إصابة ثانية فستجد أن لدى المصاب قدراً أساسياً من المناعة في وقت الإصابة الثانية.
وهم من وصفهم خبراء صحيون بأنهم يمتلكون «سوبر مناعة».
بيد أن دراسة موسعة أجرتها الخدمة الصحية لقدامى المحاربين الأمريكيين، وشملت 440 ألف شخص لم يتعرضوا للإصابة بكوفيد-19، و40 ألفاً أصيبوا بكوفيد-19 أكثر من مرة، توصلت إلى أن الإصابة الثانية وما تلاها تمثل خطراً متزايداً قد ينتهي بموت المصاب، أو تعرضه لمضاعفات صحية قاسية. ويرى خبراء أن دراسة قدامى المحاربين اقتصرت على أشخاص هم بالضرورة من كبار السن، وغالبيتهم ذكور. وأضافوا أن تعميم الخلاصات التي توصلت إليها تلك الدراسة من شأنه أن يثير الفزع في النفوس من دون مبرر كافٍ.
• لندن: أعلنت اللجنة الحكومية للتطعيم والتحصين أنه يتعين على الحكومة البريطانية وضع خطط لإعطاء الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة جرعة تنشيطية جديدة من لقاحات كوفيد-19. وقال وزير الصحة ستيف باركلاى إن الحكومة ستقوم بإتاحة الجرعة الجديدة خلال خريف 2023. وأوصت اللجنة الخاصة بالتطعيم بإتاحة جرعة تنشيطية أخرى خلال الربيع للمسنين والمصابين بضعف في المناعة الطبيعية. وأعلن الوزير باركلاي أن حملة إعطاء الجرعة التنشيطية التي بدأت خلال خريف 2022 ستنتهي في 12 فبراير 2023.
• زيوريخ: أعلنت شركة مجموعة روش الدوائية السويسرية أنها أطلقت فحص PCR جديداً للكشف عن أسرع متحورات كوفيد-19 تفشياً، وهي متحورة XBB.1.5. وقالت إن الفحص الجديد سيتيح للعلماء تتبع التسلسل الوراثي لهذه المتحورة، ومعرفة تأثيرها في الصحة العمومية. وأشارت روش إلى أن XBB.1.5 غدت تهيمن على المشهد الوبائي في الولايات المتحدة، وتتفشى بشكل متسارع في الدول الأخرى.
وأضافت أن التمييز بين المتحورات، وطبيعة التحورات الوراثية التي تحدث فيها يتيحان للخبراء التكهن بمدى تفشيها، والتمكن من وضع مقترحات ملائمة بشأن إستراتيجيات معالجتها.
قررت محكمة بولاية مونتانا الأمريكية إضافة 10 سنوات في السجن لشخص يقضي محكومية مدتها 23 سنة، بعدما أدانته المحكمة بالكذب عليها حين ادعى أنه تغيب عن جلسة سابقة مدعياً أنه كان مصاباً بكوفيد-19. وكان الرجل قد حوكم بالسجن 23 سنة في 2022، بعد إدانته بالسرقة من مسنّيْن. وفي ديسمبر 2021 تغيب عن جلسة للمحكمة، متعللاً بإصابته بكوفيد-19. وذكرت صحيفة «مونتانا ستاندرد» أن الرجل قدم إلى المحكمة شهادة تثبت إصابته بالوباء العالمي.
بيد أنه اتضح للمحكمة أن الشهادة مزورة. وطالبت هيئة الدفاع عن المدان بأن يدخل الحكم الجديد ضمن الحكم السابق بالسجن 23 سنة. لكن القاضي كورت كروغر رفض الطلب. وقال إن السجل الإجرامي للمدان، البالغ من العمر 50 سنة، يحتم أن يبدأ الحكم الجديد بـ 10 سنوات بعد انتهاء المحكومية الأولى.