تابعنا بشغف وأطلعنا على أدق التفاصيل في إعلان رؤية السعودية 2030, وفي أحاديث مهندسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد ورئيس مجلس الاقتصاد والتنمية .
هنا لن أتحدث كثيراً عن هذه الرؤية الطموحة والتحول المنتظر لنقل السعودية لمصاف الدول المتقدمة , سأتحدث عن بلد في الشمال بات طويلاً ينتظر التحول , يتلهف لتطويع مكتسباته التي حباها الله بها لاستثمار مقدراتها بشكل صحيح لتكون رافدا هذا الوطن المعطاء وأحد حقوله الاستثمارية المؤثرة .
منطقة الجوف الأرض الخصبة لاستثمارات واعدة تتنوع كنوزها ولازالت تنتظر استخراجها وتطويعها بالشكل الصحيح .
الجوف أرض الزيتون التي تتباهى بملايين الأشجار من الزيتون تحتضنها , وعندما تبدأ السعودية العمل على الاستغناء عن النفط الأسود , يجب أن نعمل اليوم لتوسعة رقعة الاستثمار في النفط الأخضر في منطقة الجوف , اليوم لغة الـ “هكتار” هي لغة الحديث في إنتاج الزيتون وزيت الزيتون بعد تطور الآليات والاستغناء عن آلاف الأيدي لإنتاج زيت الزيتون , تقنيات حديثة وأرض مباركة وظروف ملائمة , كل هذا يجتمع بالجوف لتصدر منتج ينافس العالم , فالجوف اليوم مؤهلة لتصل حد الاكتفاء السعودي بل الخليجي من الزيتون وزيت الزيتون , هذه الشجرة المباركة لا تكتفي بنوعين من الإستمثار فهي تصل لعشرة أوجه بشجرة واحدة وهذا محفز للمستثمر للإقدام على هذه الشجرة .
أننا قادرون في منطقة الجوف على تحقيق الاكتفاء الغذائي من الخضار والفاكهة للمملكة والخليج إذا ما تم العمل على توسيع رقعة الإستثمار في بسيطا , فهناك عشرات التجارب قامت بها الشركات الحالية وسجلت نجاح كبير للإنتاج الجيد في الخضار والفاكهة والصناعات الغذائية , فهناك منتجات حتى ابن الجوف لا يعرف أنها نجحت وأنتجت فيها ولعلي أحدهم عندما وقفت منذ يومين أما حقل ينتج “الفستق الحلبي” بشركة الوطنية وأخر ينتج زيت للمحركات !.
هل ستبدأ منطقة الجوف بالعمل لتحقيق هذه الرؤية وتقديم ملفاتها والتسويق لها , هل ستشكل هيئة جديدة للإستثمار تقوم بحصر التجارب الناجحة وتسويقها , تعمل على تهيئة الظروف وتعرف المساحات الجاهزة للإستثمار , تسوق وتسهل وتضع مخططاتها لتكون الجوف السلة الغذائية الأولى للخليج , تدرس حجم الإستهلاك وتعرف حجم الإنتاج لتسعى أن تصل لكامل المعادلة حيث تنتج ما يتم استهلاكه بنسبة 100% .
وعلى صعيد الترفيه والهيئة الجديدة التي تعمل على إستثمار ثروات الوطن , فالجوف صيفاً مساؤها لا يعرف الصيف , وشتاءاً نهارها لا يعرف الشتاء , بلد تاريخي , يضم مقومات عديدة ليكون وجهة سياحية , متى تبدأ بحيرتها تترجم على أرضها الدراسات والمشاريع والرؤى التي سئمت منها منذ عشرات السنين , بدأت ملامحها تختلف ولكن بخجل , فهي مؤهلة لأكثر من هذا بكثير , مواقعها التاريخية , وأجوائها المعتدلة , وموقعها الإستراتيجي كل هذا يجب أن يتم العمل لاستثماره , واستخدام المقدرات الحقيقة للجوف في 2030 .
هذه الرؤية الطموحة بدأ العمل لتحقيقها منذ إعلانها فهي لم تنتظر حلول 2030 لتحقيقها, ولعل التعديلات الأخيرة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين حفظة الله هي نقطة الإنطلاق الحقيقة للسعودية الجديدة، ونريد في الجوف أن نبدأ مع الركب من اليوم للتحول, نضع خططنا التي تتناسب مع هذه الرؤية ونعمل لتحقيقها, فمنطقتنا قادرة على ذلك .
كتب – تيسير العيد