أبرز المواددولي

الحمام الزاجل.. وسيلة “داعش” للتواصل بعيداً عن التكنولوجيا

لجأ تنظيم الدولة إلى فكرة غير تقليدية للتواصل مع أحد عناصره في الأردن؛ عبر الاستفادة من خدمة البريد المستخدمة في العصر القديم “الحمام الزاجل”، لكن الوسيلة هذه لم تفلح، حيث استطاعت القوات المسلحة الأردنية اكتشاف الحيلة، وفق قائد قوات حرس الحدود، العميد صابر المهايرة.

القصة بدأت حينما اكتشفت قوات حرس الحدود الأردنية حمامة من النوع الزاجل، قادمة من الأجواء العراقية، تحمل رسالة تحوي رقم هاتف يبدأ بـ (077) لأحد الأشخاص المقيمين في الأردن، والمقربين من تنظيم داعش، ليصار إلى معرفة هوية الشخص المعني في الرسالة واعتقاله، ليتبين أنه مقرب من تنظيم “داعش”.

كما كشفت القوات المسلحة الأردنية عن قيامها بالإمساك بطائرة تجسس قادمة من العراق، يرجح أنها تتبع أيضاً لتنظيم “الدولة”.

وفي تعليقه على الحادثة سخر الخبير العسكري، أنور خريسات، في حديثه لـ “الخليج أونلاين” من استخدام تنظيم “داعش” لطرق بدائية بهدف تواصله مع عناصره وأتباعه، من خلال استخدام الحمام الزاجل، وقال: “مما لا شك فيه أن هناك عناصر تتبع تنظيم داعش في الأردن، والتنظيم معني تماماً بالتواصل معها بأي طريقة كانت”.

وأضاف: “جاهل، أو يعيش حالة لا وعي، من ينكر وجود مؤيدين أو أنصار لداعش داخل الأردن”.

وأوضح خريسات بالقول: “إن وجود ما يزيد على 3 آلاف عنصر أردني يتبعون تنظيم داعش في سوريا والعراق، لدليل قوي على أن لتنظيم داعش موطئ قدم، وأتباعاً هنا أو هناك في الأردن، وهو يسعى إلى توصيل رسائله لهم، بأي طريقة كانت، حتى لو كانت عبر الحمام الزاجل”.

بدورهم أكد مراقبون وفقا لـ “الخليج أونلاين” أن “تنظيم داعش يسعى للبحث عن البدائل غير التكنولوجية أو التقليدية بهدف التواصل مع أنصاره، خاصة بعد أن أعلن الجيش الأمريكي عن بدء حملة إلكترونية جديدة ضد التنظيم، تستهدف قدراته على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لتجنيد مقاتلين جدد”.

وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر كان قد حث القادة في فورت ميد بولاية ماريلاند الأمريكية، الشهر الماضي على تكثيف المعركة ضد تنظيم “داعش” على الجبهة الإلكترونية، من خلال تعطيل أنشطة التنظيم على الإنترنت.

وفيما رفض مسؤولون أمريكيون مناقشة التفاصيل، أكدوا على أن الهجمات ستشمل الجهود المبذولة لمنع التنظيم من توزيع الدعاية، والمقاطع المصورة، أو الوسائل الأخرى من تجنيد وإرسال الرسائل على مواقع وسائل الاعلام الاجتماعية مثل تويتر، وعبر شبكة الإنترنت بشكل عام.

بدوره أشار عمران الحاج حسن – الخبير الأمني، إلى أن “تنظيم داعش استطاع خلال الفترة الماضية اسثتمار مبالغ كبيرة فيما يتعلق بطرق الاتصال عبر الهواتف المرتبطة بالأقمار الصناعية”.

وبين الحاج حسن أن ذلك يأتي “بهدف تزويد قياداته في جميع أنحاء العالم بهذا النوع من الهواتف، من أجل تسهيل عملية الاتصال وضمان السرعة والهروب من الرقابة الأمنية، التي كانت تفرض على الاتصالات الأرضية”.

وأضاف: “اليوم فإن الأفق الالكتروني بدأ يضيق على التنظيم لدرجة بات معها لا يستطيع استخدام شبكة الإنترنت، بعدما أصبحت عاملا أساسياً في نقل أفكاره وأخباره”، مشيراً إلى أن “داعش يبحث عن البدائل حتى لو كانت قديمة وبدائية بهدف إيصال رسالته إلى أنصاره، وإبقاء حالة التواصل مع أفراده مستمرة بلا توقف”.

زر الذهاب إلى الأعلى