محمد الشقاء
هل يهزم الذكاء الاصطناعي الصحافيين؟ سؤال عريض طرحه الزميل ممدوح المهيني عنوانًا لمقالته في صحيفة الشرق الأوسط، وإجابته المؤكدة هي “لا” لكل صحافي مهني حتى الآن، على الأقل في هذه المرحلة التي يشهد فيها الذكاء الاصطناعي دخولًا قويًا إلى مجال الصحافة.
الخوف الحقيقي ليس في انهزام الصحافيين، بل في قناعة بعض المؤسسات الإعلامية وقياداتها وإدارات الاتصال والإعلام في الجهات الحكومية والخاصة بأن الذكاء الاصطناعي قد يكون بديلاً كافيًا، إلى جانب تغير احتياجات المتلقي وتطور الأدوات والمنصات الإعلامية.
نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي بالنسبة للصحافي مصدر من بين مصادر عديدة، بينما يراه آخرون وسيلة. مع ذلك، علينا تقبل التغيرات المقبلة، والتي قد تأخذنا إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام AGI، وهي مرحلة فائقة القدرة، تمهد لمراحل أخرى كـ”الإنسان المعزز”، ثم “الذكاء الاصطناعي الفائق” ASI الذي يتجاوز القدرات البشرية. ولعلني ذكرت ذلك في مداخلة لي خلال محاضرة بجمعية الثقافة والأدب بحائل نهاية أكتوبر 2024م ألقاها د. محمد العرب حول الذكاء الاصطناعي؛ حيث أشرت حينها إلى الخطر الذي سيواجهنا، وأن الذكاء الاصطناعي في مرحلة ما لن يجد متحديًا له غير نفسه.
عندها ستتغير الأمور وتتبدل بطرق قد تتجاوز حتى ما يتوقعه الذكاء الاصطناعي نفسه، ولعلنا نواجه هذا التحول قريبًا جدًا. والسؤال هنا: كيف نستعد له؟
القلق الحقيقي هو أننا نكرر اليوم سيناريو ما ردده “أهل الورق” قبل عقد ونصف، حينما أكدوا أن الصحافة الورقية لن تتأثر بالإعلام الإلكتروني وما تلاه من منصات التواصل الاجتماعي وغيرها.
إعلامي سعودي