
كشفت دراسة أجرتها جامعة “كامبريدج” الإنجليزية على حوالى 500 ألف شخص أن “مواليد فصل الصيف يتمتعون بصحة أفضل طوال حياتهم، مقارنة بأقرانهم الذين ولدوا في الفصول الأخرى”، مشيرة إلى أنهم “يكونون أكثر وزناً عند الولادة وأطول قامة لاحقاً، إضافة إلى تأخر سن البلوغ لديهم، ما يقلل من احتمال إصابتهم بأمراض عدة”.
وتشير الدراسة إلى أن “مواليد الشهور الصيفية تتراوح أوزانهم بين 5.5 إلى 8.8 رطل (2.49 إلى 4 كيلوغرام)”، والمواليد الذين تقل أوزانهم عن 5.5 رطل يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى في شهورهم الأولى، مضيفة أن “مواليد الصيف يكونون أطول من غيرهم، ما يجعلهم أقل عرضة لأمراض السكتة الدماغية والزهايمر وأمراض القلب التي تكون أكثر شيوعاً لدى قصار القامة”.
ومن ناحية العوامل الاقتصادية والاجتماعية، فإن طوال القامة يجنون أمولاً، ويتبوؤون مناصب قيادية ويقيمون علاقات عاطفية ويحصلون على ترقيات على نحو أفضل من غيرهم، وفق الدراسة.
لكن مواليد الصيف لديهم انخفاض في المستوى التعليمي مقارنة بأقرانهم، إذ يقول العالم في جامعة “كامبريدج” رئيس فريق البحث جون بيري إن “جزءاً من سبب الانخفاض قد يرجع إلى إن الأطفال الذين يولدون في شهر آب (أغسطس)، يلتحقون بالمدرسة في سن أصغر من زملائهم بنحو سنة”.
وذكرت الدراسة أن “مواليد فصل الصيف وخصوصاً الفتيات يبلغن في سن متأخر”. ويشير الأطباء إلى أن البلوغ المبكر للشبان والفتيات، والذي يحدث قبل سن العاشرة، من الممكن أن يؤدي إلى مشكلات في العاطفة والصحة العقلية، إضافة إلى كونه عاملاً خطراً على الفتيات في وقت لاحق، منها الإصابة بالنوع الثاني من السكري، إضافة إلى السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفيما لا يعرف الباحثون على وجه اليقين سبب كون فصل الصيف الموسم الأفضل للولادة، يعتقد فريق البحث الذي أجرى الدراسة أن “الأمر له علاقة بأشعة الشمس”.
ويقول بيري إن “المملكة المتحدة تتعرض لمقدار أكبر من أشعة الشمس في تلك الشهور، وعندما تتعرض الحوامل لمقدار أكبر من ضوء الشمس في الثلث الثاني من فترة حملهن، تكون فرصتهن أكبر في الحصول على جرعة مكثفة من فيتامين د”، والذي يؤدي نقصه إلى مشكلات في العظام لدى الأطفال وأمراض أخرى عدة أهمها “الكساح”، مشيراً إلى ان “الدراسة لم تتعرض إلى مدى تأثير فيتامين د على حال الأم والجنين، وقد يبحث العلماء في تلك النقطة العلمية المهمة في دراسات أخرى لاحقاً”.
ويختتم رئيس فريق البحث حديثه بأن “مواليد الفصول الأخرى ليسوا أقل شأناً من غيرهم، لأن شهر الميلاد يعد واحداً من أحد العوامل الأخرى الكثيرة التي تؤثر في حياة الإنسان الصحية لاحقاً”، مضيفاً أنه “توجد مئات من العوامل التي تحدد حال الإنسان الصحية مستقبلاً، وأن هناك ملايين من الأشياء التي تؤثر في وزن وطول الطفل وقت ميلاده”.