دولي

تزايد في خسائر طهران البشرية في سوريا

رفعت إيران من مستوى دعمها لنظام «الأسد» الإرهابي، خاصة بعد سيطرة المعارضة السورية على محافظة إدلب بالكامل، وامتدادها نحو سهل الغاب في ريف حماة، خلال العام الماضي، الأمر الذي شكل خطرا على قلعة الأسد المتمثلة بمحافظة اللاذقية الساحلية.

وكان الجنرال الإيراني «قاسم سلماني»، قد أعلن في أواخر آب/أغسطس الماضي، أنه سيجلب قرابة 9 آلاف من القوات البرية الإيرانية إلى سوريا، من أجل منع سقوط منطقة جورين التابعة لسهل الغاب.

وعقب هذا التصريح أكدت مصادر في المعارضة السورية، أن قرابة 5 آلاف إيراني وميليشيات أخرى مؤيدة لطهران، وصلوا إلى العاصمة السورية دمشق، وتم توجيه أغلبهم إلى ريف اللاذقية وجنوب محافظة حلب.

وكانت الأنباء تضاربت حول عدد القتلى الإيرانيين بمعارك ريف حلب خلال اليومين الماضيين، فبينما قال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد «أحمد رضا بوردستان»، إن 4 من الكوماندوس الإيرانيين المعروفين بذوي القبعات الخضراء، قتلوا بمعارك العيس ومحيطها بريف حلب الجنوبي، أفادت مصادر المعارضة السورية بمقتل أكثر من 50 عنصرا من القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها بنفس المعارك.

وقال بوردستان خلال مراسم تشييع الضباط الأربعة من القوات الخاصة، أمس الثلاثاء، إن «القبعات الخضراء من اللواء 65 التابع للقوات البرية، تمكنت من قتل 200 مسلح من جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المسلحة، خلال المواجهات التي شهدتها حلب خلال الأيام الماضية»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «تسنيم».

ونشرت «تسنيم» ووكالات إيرانية أخرى، صورا لـ«بوردستان» وهو يبكي أثناء تشييع القتلى الأربعة من القبعات الخضراء وهم كل من الضابط برتبة نقيب «مرتضى زرهرند» من مدينة خراسان الشمالية، والعقيد «مجتبى ذو الفقار نسب»، والملازم «مجتبى يد اللهي» من طهران، والملازم الأول «محسن قيطاسلو».

كما أعلن الجيش الإيراني عن مقتل خامس عناصره على يد الثوار في سوريا، وأحدث القتلى هو العقيد «حمدالله بخشنده»، وهو ضابط في القوات الخاصة الإيرانية.

وكان نائب رئيس قيادة التنسيق في القوات البرية الإيرانية، اللواء «علي آراسته»، أعلن قبل نحو أسبوع، إرسال بلاده قوات خاصة من اللواء 65، ووحدات أخرى إلى سوريا.

وكانت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة قد أفادت بوجود أنباء عن «مقتلة كبيرة حلّت بالميليشيات الإيرانية بين الحاضر والعيس بكمينين محكمين» نفذتهما «جبهة النصرة» و «الجيش الحر»، مشيرة إلى أكثر من 50 قتيلاً تناثرت جثثهم في المزارع والحقول وعلى الطرقات، من دون أن يتمكن المهاجمون من «التقدم باتجاه العيس».

كذلك أوردت «الدرر الشامية» معلومات تؤكد «قتل نحو 50 عنصرا من اللواء 65 (الإيراني) على يد الثوار بالقرب من تلة العيس خلال محاولتهم اقتحام قرية العيس وتلتها».

وعلى مدى الأيام الماضية فشلت جميع محاولات القوات الإيرانية والميليشيات الأفغانية وعناصر ‫‏حزب الله للتقدم في منطقة العيس وريف ‫‏ حلب الجنوبي.

وبعد التدخل البري الإيراني في سوريا، بدأت روسيا في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، بالتدخل الجوي في سوريا، لكنها اتخذت في 13 آذار/ مارس الماضي، قراراً بتخفيض قواتها الموجودة في سوريا.

وقامت طهران بإرسال قوات إضافية إلى سوريا، بهدف تغطية الفراغ الحاصل نتيجة الانسحاب الجزئي الروسي من سوريا، وتعزيز قدرات قوات النظام السوري، مستفيدةً من حالة وقف الأعمال العدائية التي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط/ فبراير الماضي.

وفي بدايات الحرب السورية، اكتفت إيران بإرسال قوات الحرس الثوري إلى سوريا، إلا أنها بدأت في الآونة الأخيرة بتعزيز عناصرها المقاتلة في سوريا، بقواتها الخاصة.

وكان «أمير علي آراسته»، مساعد منسق وحدات سلاح البر في الجيش الإيراني، أعلن الأسبوع الماضي، إرسال بلاده، قوات مشاة من اللواء 65 إلى سوريا، بهدف القيام بأعمال استشارية.

وتشير الأرقام الصادرة عن مصادر محلية في الداخل السوري، إلى وجود قرابة 10 آلاف مقاتل إيراني، و4 آلاف من ميليشا حزب الله اللبناني المدعومين إيرانيا، في ساحات القتال بسوريا.

وبالتزامن مع تزايد عدد أفراد القوات الإيرانية في سوريا، يزداد عدد قتلى ضباطها، فقد أعلنت وسائل إعلام إيرانية، أن طهران فقدت خلال شهر نيسان/أبريل الجاري، 23 عسكريا لها في سوريا، بينهم العقيد «ماشاء الله شمسة» العامل في صفوف الحرس الثوري، حيث قتل في 2 أبريل/نيسان، على يد أحد قناصي تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة حلب.

ومن القوات الخاصة المرسلة خلال الآونة الأخيرة، قتل عدد من العسكريين منهم «سيد روح الله حسيني»، و«مهدي جعفري»، و«بشير ناطقي» من (كتائب الفاطميون)، و«غلام حسين، وأمجد علي، وسيد سرتاج حسين، ومرتضى حيدري (ميليشيات زينبيون الباكستانية) في معارك بمحيط حلب.

وإلى جانب قتلى الإيرانيين، أعلنت وسائل إعلامية مقربة من حزب الله اللبناني، مقتل 12 من عناصر الحزب في سوريا بينهم القائد الميداني، «إسماعيل نايف حلاوة»، خلال الأسبوعين الماضيين.

وتقوم إيران بدعم النظام السوري، منذ اليوم الأول من إندلاع الحراك الشعبي ضد نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، ويرفض المسؤولون الإيرانيون الاعتراف الرسمي بوجودهم العسكري في سوريا، ويطلقون على قتلاهم اسم «المتطوعون»، فيما يدعون بأن ضباط الحرس الثوري الذين لقوا حتفهم في المعارك السورية، جلهم من المتقاعدين أو عسكريين قدامى أو مستشارين.

وبحسب المصادر الإيرانية، فقد قتل 10 جنرالات إيرانيين في سوريا منذ شباط/فبراير 2013، بينهم، «حسن شاطري، ومحمد جمالي زادة، وعبد الله اسكندري، وجبار دريساوي، وعلي اللحدادي، ومساعدا قاسم سليماني: حسين مهداني، حاج حامد مختاربند الملقب بأبو زهرة، وفرشاد حسوني زادة».

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية. 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى