دعا دولة رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد إلى استغلال كميات الرمال التي تحتل مساحات شاسعة من أراضي منطقة القصيم واستثمارها في صناعة الزجاج بكافة أنواعه واستخداماته وحتى في تجهيز العلب التي تغلف بها التمور , مندهشاً لما رآه في القصيم من تطور حضاري وعمراني وما تتمتع به من مقومات وامكانيات تجعلها مؤهلة للعب دورٍ بارزٍ في العملية التنموية ، باحتلالها موقعاً استراتيجياً يتوسط المملكة وتمتلك شبكة طرق حديثة ومطار يسير رحلات دولية إلى عدة جهات في العالم ولديها ثروة زراعية ممثلة بالنخيل والتمور , مشدداً على أهمية الاستفادة منها بشكل أفضل وإدخال مادة التمر في صناعات تحويلية ومنتجات غذائية وطبية ، لافتاً إلى أن مشروع الميناء الجاف في حال تنفيذه بالمنطقة سوف يحدث نقلة نوعية في نشاط نقل بضائع الترانزيت ويكون له مردود إيجابي على القطاعين التجاري والخدمي بشكل عام.
جاء ذلك خلال حضوره حفل تتويج صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم لـ28 شاباً وشابة من الفائزين بجائزة الشاب العصامي في نسختها السابعة على هامش ملتقى الشباب التاسع (شبابنا مستقبلنا) بمدينة بريدة ، الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم.
حيث تحدث الدكتور مهاتير محمد عن التجربة الاقتصادية الماليزية ومقومات نجاحها وازدهاراها وكيف تأسست على بنية تحتية متطورة وخطط استراتيجية تنوعت معها مصادر الدخل لتتحول إلى مجتمع صناعي ، مشيداً بفكرة جائزة الشاب العصامي لتشجيع الشباب على الإبداع والعمل الحر والاعتماد على الذات وشق طريق العمل التجاري الحر للإسهام في تنمية الدولة ، مباركاً للفائزين والفائزات هذا النجاح اللافت الذي حققوه.
وقال: إن العالم يشهد تطورات متلاحقة وتغييرات سريعة في كافة نواحي الحياة ونحن لا نستطيع أن نعيش في معزل عن العالم وعلينا مواكبة هذه التطورات وأن نفعل كل ما بوسعنا لنغير من واقعنا نحو الأفضل بالاستفادة من خبرات وتجارب الأخرين الذين سبقونا وأن تكون لدينا القدرة على الانتاجية بأنفسنا وذلك من خلال معرفة قدراتنا بشكل جيد حتى نستفيد منها بصورة مناسبة عبر خطط عملية منهجية وأهداف واضحة تسخر لها كافة الامكانيات المتاحة ، موضحاً أن ماليزيا كانت دولة فقيرة تعتمد على صناعة الصفائح والمطاط ولكن اتجهوا نحو التغيير المنتج بتطوير الأراضي الزراعية وصناعة زيت النخيل مع الحفاظ على الغابات في المنطقة وقررنا بعدها أن نتجه نحو الصناعة العامة لم يكن لدينا في ذلك الوقت التقنيات ولا القدرة المالية والخبرات الكافية لكننا استطعنا أن نستفيد من نجاحات الأخرين حتى ننشئ النظام الصناعي وكان هدفنا الأول هو إيجاد فرص عمل ووظائف لأبناء البلد حتى أننا لم نكن نأخذ ضرائب عل المستثمرين حتى نقوم بجذبهم للعمل في الداخل ، وبعد فترة بسيطة أصبحنا دولة غنية عن طريق الاستيراد والتصدير وتعددت الموارد وأنشئنا بنية تحتية وخدمية متطورة وقوية وتحولنا من دولة زراعية إلى صناعية كبيرة.
وأشار إلى أهمية التعليم كمنطلق لبناء الإنسان والأوطان وباعتباره أساس التوعية والثقافة التي هي مجموعة من القيم المحلية والتي لا تمنع أن نأخذ المفيد من ثقافات الأخرين , وأن القرآن الكريم فيه من التوجيهات والتشريعات التي تحثنا على العمل وترشدنا إلى كيفية بناء الدولة والحفاظ على المجتمع.
إظهار تعليق واحد