يكتبون

شخصيّة العام: رجل الأمن السعودي

نعم رجال الأمن السعودي هم شخصيّة العام ولن أبالغ وأقول شخصيّة كل عام من عقودنا الأخيرة في تضحياتهم وتفانيهم لحماية أرضهم ومجتمعهم. رأينا كيف سقطت أمام إيمانهم بواجبهم عصابات الفتنة الواحدة تلو الأخرى، وشاهدنا كيف تهاوى “عتاولة” تجّار الشر من مهربي ومروجي المخدرات على أيدي من نذروا أرواحهم في مواجهة كل آثم معتد كي نعيش آمنين مطمئنين. كيف لا نساندهم ولا نستذكر تضحياتهم ورجال الأمن في بلادنا في صدارة التحدّي لحراسة التنمية وتأمين المنجزات الحضاريّة على امتداد رقعة الوطن. كيف لا نسعد برجال الأمن ونحن نراهم في مواسم الحج والعمرة وهم يتسابقون خدماً متفانين للضعيف والعاجز والشيخ الكبير.

إنّ المهمة الأمنيّة الشريفة في بلادنا ليست مهمة يسيرة حيث يتولّى رجال الأمن السعوديون مهام السهر على طمأنينة ما يزيد على 30 مليونا من سكان المملكة وزائريها.

وتحقيقا لمبدأ “الأمن في الأوطان” تنتشر المراكز والنقاط الأمنيّة برجالها على كل مساحة أرضنا الطيبة والتي تتجاوز مليوني كيلو متر مربع، تُمثِّل نحو (70%) من مساحة شبه الجزيرة العربيّة. وفي هذا الوطن القارة ينتشر رجال الأمن البواسل لتأمين حدود بريّة وبحريّة قاهرة وطويلة تقترب من 7 آلاف كيلو متر منها (4.430) كم حدودا بريّة و(2.330) كم حدودا بحريّة. وقد لا يعلم كثيرون أن عدد الجزر التابعة للمملكة تبلغ نحوا من (1285) جزيرة تتابعها العين الأمنيّة على مدار الساعة.

رأينا رجال الأمن في كل فصول العام وتحت كل الظروف المناخيّة يجوبون مساحات الوطن في تفان وإخلاص، يتجاوبون ويتكيّفون مع كل المواقف متوكلين على الله وفوق هاماتهم علم التوحيد مرفرفا بالعزّة والشموخ وعلى صدورهم عبارة التوحيد تعلن للدنيا كلّها أن “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.

ومما يحسب لهؤلاء الرجال وقيادتهم في عصر التقنية والسرعة هذه الاستجابة الحضاريّة الرائعة لمعطيات العصر ومتطلباته. لقد لمس الناس ذلك حين استفادوا من توظيف التقنيات الحديثة في خدمة المجتمع عبر التطبيقات الإلكترونيّة المتطورة في كل خدمة أمنيّة. وفي ذات الوقت كانت الكفاءة والمهنيّة العالية لرجال الأمن ذات أثر واضح في دقة العمل الأمني حين استخدموا معطيات التقنية باقتدار في مواجهة أنماط الجريمة فكانت “الضربات” الاستباقيّة المذهلة لأوكار الشر والجريمة شواهد مضيئة لهم وبهم في كل مجال.

لقد تعرّض رجال الأمن للكثير من التحديات خلال العقدين الماضيين جراء تسارع التقنية وتعقّد أشكال الجريمة فكانوا على مستوى الطموح والمواجهة وحققوا النجاحات التي سينصفهم التاريخ بها حين يدوّن صفحات الفتنة والجريمة في زمن “الفوضى الخلاقة”. ونحن في ذكر رجال الأمن نتذكّر نعمة الأمن ونتذاكر كيف أمتنّها الله على أهل حَرَمه فقال جلّ من قائل: “أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ”. وفي هذه الآية المعجزة من كتاب الله المنزل لكل زمان ومكان العبرة لكل معتبر.

شكرا للوزير الهمام “محمد بن نايف” الذي علّمنا في صمته فضيلة العمل. شكرا لكم أيها الساهرون على أمن وطن الحرمين ورحم الله من مات منكم شهيدا في واجبه، ولنرفع الأكّف جميعا بدعاء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام “رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ”.

مسارات

قال ومضى:

مَنْ عَاشَ فِي خَوْفٍ وَفِي حِرْمَان يُقَدِّرُ كُنُوزَ الأَمْنِ فِي الأَوْطَان.

 

تعليق واحد

  1. مقال رائع جدا من إنسان محب لوطنه وسخر قلمه في فئة من هم حق على كل مواطن شكرهم والدعاء لهم يحرسون ونحن نيام مرابطون لحمايتنا ونحن آمنين تركو ذويهم لكي ننعم بالأمن فالگ الحمد على نعمة الاسلام

زر الذهاب إلى الأعلى