دولي

طهران تستعرض قدراتها الصاروخية كبديل عن نشاطها النووي

بعد أن تنازل النظام الحاكم في إيران عن برنامجه النووي الطموح، في إطار اتفاقه مع القوى الكبرى بوقف أحلامه النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي خنقت شعبه، اتجهت طهران إلى استعراض قدراتها الصاروخية كبديل عن نشاطها النووي.

اعتاد النظام الإيراني منذ الثورة الخمينية، بحسب رأي متابعين، على البحث عن أزمات استفزازية مفتعلة ليوهم شعبه بأنه نظام محارب من قبل كل دول العالم؛ من أجل تحقيق هدف التفاف الشعب حول نظامه الديمقراطي المزعوم، فما أن توقفت أحلامه النووية، عاد ليستعرض قدراته الصاروخية عبر إجراء عدة تجارب للصواريخ البلستية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة ودول الجوار.

الأزمة الصاروخية دخلت مرحلة جديدة على خلفية توجيه أمريكا و3 من حلفائها الأوروبيين هم: فرنسا، وبريطانيا وألمانيا، الثلاثاء 29 مارس/آذار، رسالة للمطالبة باجتماع لمجلس الأمن للرد على الإختبارات الصاروخية الأخيرة للنظام الإيراني، إذ إنهم يعتبرون هذه الإختبارات انتهاكاً لقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن، ودعت هذه الدول الأمين العام للأمم المتحدة إلى تقديم تقرير كامل وشامل عن النشاط الصاروخي الباليستي الإيراني، فيما استجاب بان كي مون لهذا الطلب فوراً وتم انعقاد اجتماع لمجلس الأمن وناقش الأمر.

وفي السياق، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أنه يواصل حازماً وصارماً فرض عقوبات غير نووية على إيران، وكذلك فيما يتعلق بحقوق الإنسان والإرهاب، معتبرا أن على إيران أن تغير الجو السياسي وتتخلى عن الإجراءات الإستفزازية لاكتساب مصالح تجارية تنجم عن الاتفاق النووي، وبالتالي رفض أوباما أحاديث أثيرت مؤخراً في الأوساط السياسية الأمريكية عن ترجيح إعطاء التراخيص للتبادل حسب الدولار إلى إيران، ملمّحاً إلى أنه “بإمكانها أن تستخدم غير الدولار في تبادلاتها”.

كما أن رئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني، حذر من أن تتحول الطموحات الصاروخية إلى أزمة دولية جديدة تفرض على إيران العقوبات الاقتصادية مرة أخرى، خاصة أنها خرجت للتو من مشكلة الحصار الاقتصادي جراء الأحلام النووية الإيرانية، وسرعان تلقى هجمات كلامية من أنصار خامنئي يطالبونه بالسكوت ويتهمونه بالخيانة بسبب دعواته العقلانية حول الطموحات الصاروخية التي قد تعرض إيران لأزمة دولية جديدة تكون حجة لفرض عقوبات اقتصادية أخرى على إيران، تتسبب في خنق الشعب الإيراني الذي لايزال يعاني من التدهور الاقتصادي بسبب الأزمات السياسية المتلاحقة للنظام الحاكم في إيران.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يعقل نظام طهران بعد أكثر من 36 عاماً من التهور واختلاق الأزمات، وخنق الشعب الإيراني؟ أم يستمر في مشاريعه الاستفزازية لدول العالم ويشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة؟ فالمؤشرات تشير إلى أن هناك صراع داخلي بين معسكرين، معسكر يدعو إلى التعقل بقيادة رفسنجاني وروحاني، ومعسكر يدعو إلى استمرار سياسة الاستفزاز والتهور يقوده المرشد الإيراني علي خامنئي، ومجموعة من ممثليه من الملالي وضباط الحرس الثوري، والمنتصر من المعسكرين هو الذي سيضع خارطة الطريق للسياسة الإيرانية، فإما أن تستمر إلى هاوية التهور أو تتجه نحو التعقل السياسي.

زر الذهاب إلى الأعلى