أبرز الموادمحليات

“فلكية جدة”: أقرب بدر عملاق في 2022 .. الأربعاء المقبل

كشف رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة بأن سماء السعودية والوطن العربي ستشهد يوم الأربعاء 13 يوليو اكتمال قمر ذي الحجة، وسيمثل ثالث بدر عملاق والأقرب هذا العام وسيكون مشاهدًا طوال الليل.

 

وأضاف المهندس أبوزاهرة بأن القمر سيصل عند الساعة 12:05 ظهرًا بتوقيت مكة (09:05 صباحًا بتوقيت غرينتش) إلى أقرب نقطة له من الأرض لعام 2022، وسيكون على مسافة 357,263 كيلومترًا.

 

وأشار أبوزاهرة إلى أنه بعد ذلك سيشرق البدر العملاق من الأفق الجنوب الشرقي مع غروب الشمس، وسيلاحظ بأن حجمه الظاهري كبير أثناء شروقه عندما يكون بالقرب من الأفق، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري، فبعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه المعتاد.

 

وأبان بأنه يمكن أن يكون لونه برتقاليًا أثناء شروقه، وذلك بسبب الغلاف الجوي لكوكبنا، حيث تعمل مكوناته على بعثرة الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير، وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى أعيننا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة.

 

ونوه أبوزاهرة بأن القمر سيصل لحظة الاكتمال عند الساعة 09:37 مساءً بتوقيت مكة (06:37 مساءً بتوقيت غرينتش)، ويكون قطع نصف مداره حول الأرض خلال الشهر، وذلك بعد تسع ساعات و38 دقيقة من وصوله إلى نقطة الحضيض، وهذا التزامن سيجعل حجمه الظاهري أكبر بنسبة 14%، وأكثر سطوعاً بنسبة 30% مقارنة بأصغر قمر بدر عندما يكون في (ألاوج) بعد نقطة له من الأرض.

 

وأوضح المهندس أبوزاهرة بأنه سيتبع ذلك وصول البدر العملاق إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل مائل نحو الجنوب وسيغرب بألافق الجنوب الغربي مع شروق شمس الخميس، مشيرًا إلى أن تسمية البدر العملاق تطلق على القمر البدر المكتمل والتسمية العلمية هي (بدر الحضيض)، بمعنى وصول القمر إلى أقرب نقطة من الأرض عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362,146 كيلومترًا.

 

إلى هذا، أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة أن مصطلح البدر العملاق يعتبر أكثر “جاذبية” من بدر الحضيض، وهو في نفس الوقت يعطي انطباعًا خاطئًا لدى الناس بأن البدر العملاق سيبدو أكبر بكثير، ولكن بالنسبة للعين المجردة لن يبدو أقرب بدر عملاق أكبر من البدور الأخرى.

 

وأضاف أنه لن يكون للبدر العملاق تأثير على الكرة الأرضية باستثناء ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي، ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس، وهذا يسبب مدًا وجزرًا واسع المدى، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي ويحدث أخفض جزر على نحو استثنائي، ونظرًا لأن القمر البدر سيكون قريبًا من نقطة الحضيض سوف تبرز هذه الظاهرة.

 

وتابع: ونظرًا لأن تأثير البدر العملاق سيكون صغيراً، فلن يؤثر على توازن طاقة كوكبنا الداخلية، لأن المد والجزر يحدث يوميًا، لذلك لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية.

 

وأشار إلى أن هذا التوقيت من الشهر يعد مثاليًا لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير، خلافًا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات، ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهة “تيخو” أكثر الفوهات إشعاعًا.

 

وختم بأن الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخرًا بحوالي الساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهدًا فقط في سماء الفجر والصباح الباكر، وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور البدر المكتمل.

زر الذهاب إلى الأعلى