كشفت ورشة عمل (التفكير المنظومي وتطوير خطوط الإنتاج) التي نظمتها غرفة الأحساء ممثلة باللجنة الصناعية بالتعاون مع فرع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” بالأحساء مؤخراً، أن كثير من مشكلات المصانع في المملكة لا تعالج من جذورها وإنما تعالج أعراضها الظاهرة فقط، مؤكدة على أن التطوير في الصناعة الوطنية لن يتم إلا عن طريق المعرفة التي تقوم على البيانات والمعلومات.
وناقشت الورشة التي قدمها كلاً من: المهندس خالد السهلي المختص في تطوير الإنتاجية والمهندس محمد البوزيد استشاري التدريب المتخصص في التفكير المنظومي، وقدمها فهد بن خالد العرجي، عضو مجلس الإدارة، رئيس اللجنة الصناعية بالغرفة، أنواع عمليات الإنتاج والتفكير المنظومي وتطبيقات على ذلك، بهدف المساعدة في إدراك وتوصيف وتحديد الاحتياجات الصناعية ووضع الخطط اللازمة لتطوير المشاريع والمنتجات الصناعية.
وفي مستهل الورشة، أكد العرجي أن الصناعة ستظل خيار بلادنا الأول في تنويع مصادر الدخل، مبيناً أن الأحساء بجانب كونها من أكبر وأجمل واحات العالم، تبقى من أكبر المناطق الاستثمارية الواعدة خاصة في القطاع الصناعي، بما فيها الصناعات الثقيلة التي يمكن أن تدعم الاقتصاد السعودي، وتدفعه إلى الأمام، مستعرضاً عدداً من المزايا النسبية العديدة التي تمتلكها الأحساء في هذا الجانب.
وقال إن توسيع نطاق الأحساء الصناعي من خلال خطوات إنشاء المدينة الصناعية الثانية في العقير، ومدينة واحة مدن الصناعية بالأحساء ووجود خطة عمل طموحة لمجلس إدارة الغرفة لجذب مزيد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية في هذا القطاع، وكذلك حل مشكلات المناطق الصناعية بالمحافظة وتطويرها، ستسهم معا في بروز الصناعة بالمنطقة وتنمية وتوسيع مجالات العمل في هذا القطاع الحيوي.
وبيّن أن هذه الورشة الموجهة للصناعيين ومهندسي الانتاج ومسؤولي الجودة والتطوير الصناعي، تأتي ضمن خطط وبرامج اللجنة للعام الجاري، التي تهدف إلى تمكين وتنمية القطاع الصناعي الخاص بالأحساء من خلال برامج تدريب وتطوير الصناعيين بالأحساء بالتعاون مع الخبراء والجهات المتخصصة خاصة (مدن)، بما يسهم في ترقية ونمو المجال الصناعي.
من جهته، استعرض المهندس خالد السهلي أنواع خطوط الانتاج، عناصر عملية الانتاج، مبيناً أنها تتكون من العاملين والاجراءات والمعدات، وأن العاملين هم العنصر الأهم والفجوة الكبرى في عملية الانتاج، ما يتطلب تقويمه وتدريبه وتطويره بشكل مستمر، مشدداً على أهمية تحقيق التوازن بين تلك العناصر.
وتناول السهلي بالتفصيل أنواع خطوط الانتاج الرئيسة وهي: المنتج، العملية، الثابت والمدمجة، مستعرضاً ملامح الهيكل التنظيمي للمصنع ودوره نجاحه ونموه عملياته، مشيراً إلى بعض نماذج الأخطاء المنتشرة في المصانع في هذا الجانب مبيناً أن الموارد البشرية لم تعط حقها في عملية تطوير المصانع وتعزيز ثقافة العمل وتنمية مهارات العاملين.
ومن جانبه، قال المهندس محمد البوزيد أن انتقال التفكير من طريقة التحكم والسيطرة في إدارة المصانع إلى التفكير المنظومي يمكن أن تسهم في خلق الفهم الضروري للحصول على نتائج أفضل على المدى البعيد، وأنها تجعل منه أسلوباً فعالاً للغاية في معالجة أصعب المشكلات الصناعية وأكثرها تعقيداً، وذلك لكونه يعتمد بشكل رئيس على المعرفة المبنية على البيانات والمعلومات.
وأوضح أن التفكير المنظومي يعالج كثير من المفاهيم والممارسات الخاطئة المنتشرة في بيئات العمل المختلفة، وأنه يركز على إدراك النظم في صورتها الكلية، وتحليل المفاهيم والمضامين والعلاقات التي تربط بينها؛ وبنائها في شكل منظومي متكامل، مشيراً إلى أن عملية اتخاذ القرارات في هذا النوع من التفكير تقوم على البيانات وليس على الرأي الشخصي، مؤكداً على أهمية معالجة المشكلات وليس أعراضها.
ولفت البوزيد إلى مصطلح المنظمة المتعلمة، وهي تلك التي تعمل باستمرار على سرعة التعلم من خلال زيادة قدرتها وطاقتها على تشكيل المستقبل الذي ترغب في تحقيقه؛ فهي منظمة ذات فلسفة تتنبأ بالتغير وتستعد له وتستجيب لمتطلباته، مبيناً أنها تقوم على خمسة ركائز أساسية هي: البراعة الشخصية، النماذج العقلية، الرؤية المشتركة، العمل كفريق والتفكير المنظومي.
وفي ختام الورشة تم استعراض عدد من النماذج والتطبيقات والإجابة على المداخلات والأسئلة التي تم توجيهها لمقدمي الورشة، ثم جرى تكريمهما بدرع الغرفة التذكاري.