وردت لصحيفة “لمناطق” شكوى تضمنت معاناة عدد من المعلمين والمعلمات بمدارس مركز منصبة التابعة لمكتب التعليم بمحافظة تنومه؛ والتي جاء فيها:
“نحن معلمي ومعلمات مدارس مركز منصبة بمحافظة تنومة التابعة لمنطقة عسير نعاني وعورة الطريق وبعد مسافته حيث نقطع ما يقارب 46 كيلومتر طريق صخري وعر وأودية وانحدارات خطيرة حتى نصل إلى مدارسنا حيث نعاني هناك من ضعف شبكة الاتصالات وانقطاعها أغلب الأيام وعدم توفر سكن مناسب والخدمات شبه معدومة، نشكو من فصل هذا القطاع عن تنومة والنماص ولا يوجد بها إلا مدرستين فقط للبنين والبنات مما عقد مسألة النقل منها فمن المعلمين والمعلمات من أمضى خمس وست سنوات لم ينقل منها ، وزيادة على هذا لا يصرف لنا بدل جبلي مناسب إنما يصرف بدل نائي قليل جداً 6%، وهناك مدارس في مناطق مجاورة يصرف لمنسوبيها بدل جبلي 20% رغم أن تلك المدارس يصلها الإسفلت، ولم نستطع السكن قريباً من مدارسنا لقلة المنازل ورداءتها وغلاء الإيجارات في نفس الوقت، وعدم توفر بدل مجزي يساعد على صعوبة الحياة هناك، ومن يتردد يومياً فإن معاناة الطريق والخوف والجهد تستهلك صحته وطاقته وتهلك مركبته أيضاً، ولكم أن تتخيلوا كيف ستكون إنتاجيته لطلابه بعد هذا العناء.
أما أخواتنا المعلمات فإن معاناتهن أشد وأعظم، وجميعهن يأتين من أماكن بعيدة، ولا يمكنهن العيش بجوار المدرسة تحت اي ظرف نظراً لأنهن إلى جانب عملهن معلمات فهن ربات بيوت وأمهات وزوجات، ولا تقف مسؤوليتهن فقط على تعليم الطالبات، فهن يصلن إلى منازلهن عصراً، ورغم مشقة الطريق وتعب الوقوف أمام طالباتهن طوال النهار، يبدأن مشوارهن في بيوتهن كأمهات وزوجات طوال المتبقي من النهار والليل، ولا تكاد تغمض عينيها في غفوة بسيطة إلا وبدأت يومها من جديد عند الرابعة فجراً لتستعد لمعاناة يوم جديد مع ذلك الطريق الوعر وسيارات النقل المتهالكة التي تستقطع نصف رواتبهن، عوضاً عن انقطاعهن عن أزواجهن وأبنائهن وأسرهن في ظل تردي خدمات الاتصالات وانعدامها، كل ذلك بخلاف ما يعانينه أيام الأمطار ىوجريان السيول وانقطاع الطرق.
هذه معاناتنا في هذه الجهة، وقد أرسلنا العديد من الخطابات لإدارة التعليم بمحافظة النماص ولم نجد تجاوباً لقضيتنا، فنتمنى أن تسمع نداءاتنا وأن يصل صوتنا لمن بيده القرار لمساعدتنا”..
“المناطق” أحالت مطالبات معلمي ومعلمات مركز منصبة إلى إدارة التعليم بمحافظة النماص ووردنا رد مدير إدارة التعليم بالإنابة الأستاذ غرمان بن عبدالله بن غصاب المتضمن التالي:
المكرم رئيس تحرير صحيفة وجوال المناطق سلمه الله
بشأن الموضوع الخاص بشكوى معلمي ومعلمات مدارس مركز منصبة، وبعد الاطلاع عليها نفيدكم بالآتي:
١-وعورة الطريق وبعد المسافة الى مركز منصبة وضعف شبكة الاتصالات وانقطاعها، وقلة المنازل وردائتها وارتفاع ايجارها، كل ما سبق لا يقع في حدود صلاحيات ادارة تعليم النماص، ورغم ذلك بادرنا عن طريق مكتب التعليم بمحافظة تنومة بمخاطبة الجهات ذات العلاقة، لتحسين الخدمات في المجالات المذكورة، والمتابعة المستمرة والتعامل مع الامر بكل مسؤولية.
ومن خلال زياراتنا المستمرة لمركز منصبة فإنه يتوفر بها عدد كبير من المساكن الحديثة والطرق المسفلته داخل البلدة والكهرباء العامة والمستوصف والمركز الاداري ومباني المدارس حكومية بنماذج مناسبة جدا، وغير ذلك، وهناك بعض المعلمين المقيمين فيها بصفة دائمة، اما من اراد ان ينتقل يوميا الى خارج مركز منصبة ويعود اليوم الثاني فهذا خياره.
١-رفعت الإدارة أكثر من مرة لمقام الوزارة بصرف بدل جبلي والوزارة تفاعلت مع الامر، ولكن اللجان التي كونت من الوزارة والجهات ذات العلاقة وشخصت الى مركز منصبة رأت عدم انطباق المعايير المعتمدة في ذلك على مدارس مركز منصبة.
٣- تقسيم الإدارات إلى قطاعات، وتنفيذ النقل الخارجي بينها او إلى إدارات أخرى من صلاحيات مقام وزارة التعليم وليس من صلاحيات مكتب او ادارة التعليم.
٤-لم يتهاون مكتب التعليم في محافظة تنومة، أو إدارة تعليم النماص في التجاوب مع ما يردنا من مدارس مركز منصبة، ومن المشرفين الزائرين لها، بل جعلتها الإدارة من المدارس الأولى بالرعاية وكونت لها اللجان اللازمة لمتابعة اوضاعها أولا بأول، ولا ادل على اهتمام الإدارة بها من انشاء مبان حكومية للبنين والبنات ذات نماذج مناسبة جدا وتجهيزها بالكوادر البشرية والتجهيزات المدرسية المتكاملة، والمتابعة الدائمة لعمليات التعليم والتعلم فيها.