نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، افتتح الدكتور عبد العزيز الخضيري وزير الثقافة والإعلام السعودي مساء أمس، أعمال الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بمشاركة أكثر من 30 دولة وجهات ومؤسسات معنية باللغة العربية وثقافتها.
وأعلن الخضيري في كلمة له أمام الحضور، عن افتتاح أعمال الدورة بعنوان «اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي والإنساني»، مثمنا جهود الشيخة مي آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية خلال ترؤسها للدورة السابقة، التي أنابها الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم في البحرين.
فيما تختتم فعاليات المؤتمر أعمالها يوم غد الأربعاء حيث من المقرر الخروج بتوصيات، تخدم الأهداف التي انطلقت من أجلها هذه الدورات.
وقال الوزير السعودي مخاطبا المؤتمر «نناقش همنا الثقافي العربي في ظل متغيرات متباينة في منطقتنا العربية، يأتي الحديث عن مستقبل لغتنا العربية منطلقا للتكامل لنصل إلى الآخرين برسالة سامية مصدرها هذه اللغة بمفهومها ووظائفها واستخداماتها وإسهاماتها في الثقافات الإنسانية من خلال 4 محاور أساسية».
وبين أن المحور الأول للفعالية جاء بعنوان: «اللغة العربية.. المفهوم والوظائف والاستخدامات»، تلاه المحور الثاني بعنوان: «إسهامات اللغة العربية في الثقافة الإنسانية»، أما المحور الثالث فيحمل عنوان: «لغة الشعوب ركن في ثقافتها وهويتها» تلاه المحور الرابع وهو بعنوان: «اللغة العربية وإنتاج المحتوى الرقمي».
وأوضح الدكتور عبد العزيز الخضيري أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بذلت جهودا كبيرة في سبيل تفعيل قرارات المؤتمر والخطة الشاملة للثقافة العربية ومنها المساهمة في الإعداد لهذا المؤتمر، مشيرا إلى أنها جهود تستحق التفاعل معها بشكل جدي وفوري.
ودعا الوزير الخضيري نظراءه العرب المعنيين بالثقافة العرب إلى تبني قرارات تصدر عن هذا المؤتمر، تعكس التفاعل المسؤول مع الموضوع الرئيسي ووثيقته الأساسية، وقال: «كلنا أمل أن نكون عند حسن ظن وآمال أبناء وطننا العربي في أن يروا لغتهم التي نزل بها القرآن في موقعها الطبيعي في طليعة لغات العالم الحية».
وأضاف: علينا «كوزراء معنيين بالثقافة والأدب تقديم الدعم المطلوب لتحقيق ذلك من خلال تحديث العقد العربي للتنمية الثقافية وإحداث مجلس وزراء الثقافة العرب ودراسة الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية تلبي تطلعات أمتنا العربية والإسلامية وتتجاوب مع طموح قادتنا».
من جانبه أوضح الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم البحريني الذي سلم رئاسة الدورة إلى الوزير عبد العزيز الخضيري، أن التحولات العميقة التي يشهدها العالم اليوم تؤكد أنه لا بديل عن التميز الثقافي والعلمي لدخول ساحة المنافسة العالمية، مما يستدعي صياغة سياسة ثقافية تهدف إلى إبراز الطاقات الإبداعية العربية، وتنويع حقول وفضاءات العمل الثقافي، والاستفادة من المثقفين الكثيرين الموجودين في كل مكان وموقع في البلاد العربية» مثمنا للوزراء حرصهم ومتابعتهم لقرارات المؤتمر السابق في دورته الثامنة عشرة التي عقدت بالعاصمة البحرينية المنامة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012م، والتي توجت بإعلان المنامة عاصمة الثقافة العربية، وقال: «ها أنا اليوم في دورة جديدة تحتضنها الرياض، نلتقي مجددا على طريق الخير والعطاء لتعزيز جهود دولنا في التمكين الثقافي لأمتنا العربية، في زمن بات في أمس الحاجة فيه إلى الثقافة رباطا وتأصيلا لكياننا ولهويتنا»، مشددا على أن الثقافة تعد جزءا حيويا من مكونات الإنسان وحاجاته الأساسية، مشيرا إلى أن التحولات العميقة التي يشهدها العالم اليوم، تؤكد أنه لا بديل عن التميز الثقافي والعلمي لدخول ساحة المنافسة العالمية.
من جهته، أكد الدكتور عبد الله محارب المدير العام للمنظمة العربية للثقافة والعلوم (أليكسو)، أن اختيار اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الإنساني، يجدد التأكيد على المبادئ الأساسية التي نصت عليها الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية، وهي ارتكاز النهضة العربية الشاملة المنشودة على رؤية علمية ونقدية للواقع بمستوياته المحلية والإقليمية والعالمية، مع ضرورة التفاعل مع العصر والفكر الآخر، لا الاكتفاء بالاستعارة منه وتقليده.
ولفت محارب في كلمته أمام المؤتمر الثقافي إلى الفئات التي وصفها «بالنابتة الشاذة في المجتمعات العربية والإسلامية» التي تدعو إلى قتل كل من يخالفها الرأي، لأنها لا تؤمن بالحوار أو المجادلة – على حد تعبيره – منوها بانفلات فئة شبابية انحرفت عن المبادئ الإسلامية وجمعت بين المتناقضات، مشيرا إلى أنه لا يوجد لها مثيل إلا في قرامطة القرن الرابع الهجري الذين هدموا الكعبة وقتلوا الحجيج، داعيا الوزراء المعنيين إلى إجماع عاجل يكون محوره الرئيسي: «صياغة عقول شباب العرب كيف تكون».