بعد أن أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا أنه رفض عرضا إسرائيليا لاستلام 1000 كيلومتر في سيناء في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، أعلنت مصادر مصرية أن العرض الإسرائيلي كان حقيقيا وكان ترجمة لخطة وضعتها حكومة أريل شارون تقضي بعمليات تبادل أراضي بين مصر وإسرائيل لتوسيع قطاع غزة.
وكانت الخطة تسمى “جيورا إيلاند” وعرضها دنيس روس المبعوث الأميركي على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك مقابل 12 مليار دولار ومساحة من الأراضي في النقب ولكنه رفضها وجددتها واشنطن وتل أبيب على جماعة الإخوان فور وصولها للحكم مقابل 20 مليار دولار ووافقوا لكنها قوبلت بقرارات حاسمة ورافضة من الجيش المصري ووزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي فأجهضها تماما.
ووفقاً لـ”العربية نت”، قال اللواء محسن النعماني وكيل أول جهاز المخابرات العامة المصرية السابق وأحد القيادات المسؤولة عن الملف الفلسطيني داخل الجهاز، إن الأجهزة الأمنية المصرية كان لديها معلومات مؤكدة بل وموثقة حول هذه الخطة التي كانت معروفة منذ سنوات بعيدة وتحديدا بعد حرب 67 حيث وضعت إسرائيل سيناريو لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتم تسويقه للرأي العام العالمي بأن يكون الحل غربا في سيناء، وتولى تنفيذ هذا المخطط عسكريا أريل شارون ثم إيجورا أيلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ومن بعده دينيس روس مبعوث الرئيس الأميركي باراك اوباما .
وأضاف أن المخطط كان يستهدف اقتطاع مناطق من سيناء تشمل جزءا من الشريط المبني الممتد 24 كيلومترا على طول شاطئ البحر المتوسط من رفح غربا حتى العريش، بالإضافة إلى شريط يقع غرب كرم أبو سالم جنوبا، ويمتد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر وتؤدي هذه الزيادة إلى مضاعفة حجم قطاع غزة البالغ حاليا 365 كيلومترا نحو ثلاث مرات ومقابل هذه الزيادة تعطى إسرائيل لمصر منطقة جنوب غرب النقب.
وقال لقد كان الإسرائيليون يرون أن هذا هو الحل السحري والوحيد لوأد القضية الفلسطينية للأبد بحيث تتوسع غزة على حساب سيناء، وتكون الضفة تابعة للأردن، و الدفع بالألاف من المتطرفين والإرهابيين عبر الأنفاق أثناء حكم الإخوان للسيطرة على سيناء واعتبارها دولة تابعة لداعش مثلا ومن ثم يسهل تحقيق المشروع .
بدوره، اللواء حسام سويلم المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للجيش المصري، تفاصيل الخطة الإسرائيلية وقال إن الجنرال جيورا إيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي قدم تصورا لإقامة الدولة الفلسطينية بشكل نهائي يقوم على مضاعفة مساحة غزة ثلاث مرات، وذلك بضم 600 كيلومتر مربع أو أكثر من سيناء التي وصفها بأرض بلا شعب إلى قطاع غزة الذي وصفه بشعب بلا أرض لتكون هناك فرصة لبناء مدن جديدة للفلسطينيين في سيناء مع إقامة ميناء بحري ومطار دولي.
وأضاف أن الخطة تشمل ضم المساحة لتتجاوز مساحة غزة حدود 1967 التي لم يعد الالتزام بها مقبولاً من الناحية الأمنية لدى إسرائيل، مقابل منح مصر 600 كيلومتر من صحراء النقب جنوب إسرائيل مضيفا أن التصور الإسرائيلي وفق خطة “ايجورا” أنه في النهاية لن يخسر أي طرف أراضي جديدة، في حين أن إسرائيل ستتمكن من التوسع في المشروعات والمستوطنات في الضفة الغربية وستستفيد مصر اقتصادياً، فالميناء والمطار الجديدان سيكونان حلقة اتصال بين مصر والخليج العربي وأوروبا، كما يمكن لمصر إقامة ممر بري لجعل الحركة منها إلى بقية دول الشرق الأوسط أسهل دون الحاجة إلى عبور أراضي إسرائيل.
إيلاند ذكر في خطته وفقا لما يقوله سويلم أن عدد سكان قطاع غزة من المتوقع أن يصل إلى 2,5 مليون نسمة بحلول العام 2020، وهذه المساحة الحالية للقطاع لن توفر الحد الأدنى لاستمرار الحياة في غزة بل ستجعلها مستحيلة.