يكتبون

“إلى ملالي قم”

المتابع للقنوات الصفوية وتلك التي تدور في فلكها والمدعومة من إيران حالياً، والمتأمل لما يحدث في أروقة ودهاليز السياسة وثكنات مليشيات الغدر والخيانة داخل إيران  و ٍخارجها، يدرك التخبط الذي يعيشه المجوس وأذنابهم جراء انطلاق عاصفة الحزم، فأصبحوا في حيره ، وشتات ، وصدمة، لأن سياسة التمدد الطائفي وحلم تصدير الثورة الخمينية المقيتة، التي لم تكن يوماً إسلامية، أصيبت في مقتل؛ فُشلت أركانهم وتعطلت قدراتهم وتلعثمت ألسنتهم ، فأصبحوا يهرفون بما لا يعرفون.

أوجه خطابي لملالي “قم” و اتباعهم في كل مكان، أقول لهم من هنا من مهبط الوحي، من قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، من ملتزم الكعبة المشرفة ، ومن مقام أبو الانبياء إبراهيم الخليل عليه وعليهم السلام أجمعين، من بيت الله الحرام الذي من دخله كان أٍمناً، من مكة مهبط الوحي  ومولد نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام ، من المدينة المنورة ومن جوار البقيع و جبل أحد ، أقول هذه بلاد الحرمين الشريفين ونحن أبناؤها ؛ سكنت قلوبنا وأفئدتنا ، ونعرف قدرها وشرفها ومكانتها وقدسيتها ، ونفخر بالانتماء لها ؛ فأي شرف انتماء أكبر من هذا ؟

نحن  يا إيران – بفضل الله – أتباع شرع الله ودين الإسلام الحنيف الذي أتمه الله علينا بنعمته وجعله وسطاً معتدلاً صافياً لا غلو فيه ولا تفريط ، ندين لله وحده بالعبادة ، ننزهه عن عبادة أي أحد معه؛ أكان صنماً أو وثناً أو مخلوق! دستورنا القرآن الذي حفظه الله كاملاً غير منقوص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم، أمهاتنا خديجة وحفصة وعائشة وجويرية وصفيه وزينب وأمهات المؤمنين عليهن من الله الرضوان، أهلنا القاسم  وعبدالله وإبراهيم و زينب و رقيه و أم كلثوم و فاطمة الزهراء والحسن والحسين رضى الله عنهم وعن سائر آل البيت الأطهار٬ سَلَفُنا أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وخالد ومعاوية وجعفر الطيار رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة..  فأي فخر بعد هذا؟

يا إيران جاءتكم عاصفة الحزم لتؤكد لكم وللعالم بأسره٬ وثْبُِة لِيْثٍ كان حليماً في عرينه٬ كاتماً لغيضه٬ متمالكاً أعصابه، رغم الاستفزاز٬  والاستهتار٬ والعبث المتكرر ، مراعياً حقوق الجوار٬ ومقدرًا مقومات التعايش السلمي في عالم اليوم المتحضر، فانتقض الليث٬ومعه ملايين المسلمين الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر، فجاءت العاصفة شفاء لما في صدورهم, وسداً منيعاً لوقف المد الطائفي البغيض ودحره، وحماية لحدود بلادنا، جاءت للوقوف مع الشرعية وتلبية لنداء الشعب اليمني الأبي الذي أردتم أن تعصف به وبعقيدته وبمقدراته سياستكم الطائفية التوسعية الرعناء، بمعاونة ومهادنة أذنابكم في صعدة  وصنعاء.

إن عاصفة الحزم ليست للتوسع أو للغطرسة أو للهيمنة أو حرباً بالوكالة أو نشراً للطائفية العدائية – كما هو حالكم – إنها تلبية لدعوة “خادم الحرمين الشريفين”  استجاب لها أهل الإسلام الحق في كل مكان للذود عن الإسلام وحياضه ومقدساته، أبهرت العالم بسرعة ودقة انطلاقتها٬ فها نحن اليوم، بعد أن خاب ظنكم نقف صفاً واحداً ضد ما زرعه زعيم ثورتكم المجوسية وتحاولون استزراعه في أماكن أخرى من العالم ؛ لقد فرضت علينا بداية انطلاق العاصفة، ولكن حسم نهايتها ستكون بأيدينا وحدنا بحول الله.

إن بلاد الحرمين الشريفين – المملكة العربية السعودية- حرماً أمناً وستكون كذلك –بحول الله- وسنقف دروعاً منيعة لحمايتها و حماية مقدساتنا الإسلامية ، يرخص دونها الروح  و المال و الولد ، فكما شرفنا الله بخدمة مقدساته، فلن نتساهل في حمايتها؛  فهي بمثابة الروح  من الجسد.

*عضو مجلس الشورى

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى