يكتبون

الإنسانية الغربية والكيل بمكيالين

ماهر عاطي الحربي

لا يخفى علينا ما يحدث في العالم الآن والحرب القائمة بين الدولة الروسية ودولة أوكرانيا، وما قد ينجم عن ذلك الخلاف من انقسام في العالم أجمع مما قد يؤدي لحرب عالمية ثالثة.

كلنا يرفض الحرب خاصة في هذا الزمان الذي لم يعد أحد يتحمل خسائر مادية أو معنوية ولا أحد يريد العيش في خضم حرب عالمية أخرى وما تحمله من مآسي وتشريد ودمار اقتصادي وسياحي؛ وذلك بعد أن أصبح العالم غرفة صغيرة وأقرب شاهد على ذلك ما حدث جراء انتشار فيروس كورونا بدءًا بإصابة واحدة ثم هز العالم أجمع من مشرفه إلى مغربه.

ولست هنا بصدد الحديث عن تفاصيل الحرب الروسية الأوكرانية وما تحمله من مآسي، ولكني أوجه تساؤلاً للعالم الغربي عن كيفية التعامل مع روسيا جراء الاعتداء على أوكرانيا؛ وكيف كان التعامل مع الاعتداء الصهيوني على فلسطين الشقيقة والقدس الشريف الذي يخص أكثر من مليار مسلم؟.

نحن في المملكة العربية لسنا مع أو ضد دولة معينة؛ ولكننا ضد الحرب بجميع أشكالها؛ ضد أي تعدٍّ أو ظلم من طرف لطرف أخر.

عندما ننظر إلى الإجراءات التي تمت من الإتحاد الأوربي تجاه روسيا تشعر أنه التعدي الأول في التاريخ وكأن الحرب الصهيونية لم تحدث.. فقط تعدي روسيا!
وعندما ننظر إلى دول الاتحاد وتعاملهم مع اللاجئين والنازحين الأوكران وتعاملهم مع لاجئي الدول العربية والإفريقية يتأكد لك أن الكيل بمكيالين وأن الإنسانية التي يدعونها مزعومة بالفعل.

وهنا أطرح سؤالاً آخر لدعاة الإنسانية؛ وبعد إن علمنا أن الإنسان فوق كل شيء: فهل المقصود بالإنسان هو الإنسان الأوروبي فقط؛ أم كل إنسان على وجه الأرض..اعتدلوا فالإنسانية لا تتجزأ يا سادة.!!!

زر الذهاب إلى الأعلى