يكتبون

الحجاب بين الموز والشريعة

بعد الصدمة الفقهية الاجتماعية التي أحدثها خروج زوجة أحد المشايخ بصحبته بحجاب يكشف الوجه في أحد البرامج التلفزيونية معتمدا على قناعتة برأي فقهي يعتقده ويطبقه على نفسه وأهله .

ظهر لنا في الأرجاء بعض مشايخ ودعاة ومحافظين وربما قبليين يصورون الحجاب بصورة قشرة الموز التي تقي ما بداخلها من التلف ، أو الغلاف الجوي للكرة الأرضية أو بقلم دون غطاء يجف حبره وتنعدم فائدته فيلقى على الأرض تدوسه الأقدام ، بل إن أحد المعلمات قد وصفت الحجاب لطالباتها بذلك الجَلَد الذي يغلفن به كتبهن حماية لها .

ولو اتبعنا ذلك النسق التشبيهي لوجدنا في الطرف الآخر من يشبه الحجاب بتلك الصخور التي منعت عن الذهب الألماس بريقه ولم تدرك غلاء ثمنه وقوة معدنة .

أخبار قد تهمك

وإنسياقنا خلف تلك التبريرات يجعلنا نقول بأن الرجل أولى بحفظ غطائه كي لا يجف حبره فيرمى وتدوسه الأقدام ، أو نقول لعل حجاب المرأة يكون شفافاً كتجليد كتب الطالبات فيحافظ عليها ويظهر جمالها .

ما أريد إيصاله هنا هو أن الحجاب شريعة إسلامية وإن اختلفت المذاهب في صفته وعلينا تقديمه للناس في صورة الامتثال لشرع الله بالدليل البين من الكتاب أو السنة لا أن نأتي بأمثلة علمية أو عقلية قد يكون في خلافها أكثر علما وعقلا .

يجب أن يفهم المشايخ والدعاة ومحبي الخير للناس أن الإسلام لا يكيف بما اعتاد عليه الناس بل تكيف عادات الناس بما وضعته الشريعة .

وعلى أصحاب الرأي بتغطية الوجه للمرأة اقناع الناس بذلك بما وصلوا إليه من علم شرعي يسند مقولتهم أو يتركوا للعلم الشرعي المجيز لكشف الوجه بإثبات ما هو موافق لشرع الله ومناسب لما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وصحابه .

أما تشبه المرأة بالموزة والتفاحة لإثبات رأي فقهي فهو ضعف شرعي لا يقبله عقل ولا يأخذ به منصف .

ومن الأكيد بأن الشريعة السمحة لم تترك بابا من أمور البشرية إلا بينته ووضعت أسسه السليمة التي لا يأتيها باطل ولا ينفيها اجتهاد .

‫10 تعليقات

  1. يجب أن يفهم المشايخ والدعاة ومحبي الخير للناس أن الإسلام لا يكيف بما اعتاد عليه الناس بل تكيف عادات الناس بما وضعته الشريعة .

    هذا هو الطرح المنهجي الذي يستحق الاحترام

    شكرا

  2. الأدلة العقلية تدعم الدليل الشرعي وتعاضده ولا تتعارض معه ويمكن مناقشة الدليل العقلي وفق ضوابط استدلالية ذكرها العلماء في أصول الفقه فإنه لا تعارض بين صحيح النقل وصريح العقل وضعف بعض الأدلة لا يسقط الرأي الحق لأن غالبا لا يقوم على دليل واحد بل على أدلة يعضد بعضها بعضا.
    المشكلة الكبرى حينما يتصدى للاستدلال والاجتهاد او نقد الاستدلال من ليس أهلا لذلك.
    وما أفسد دين الناس مثل القول على الله بغير علم.
    فما أجمل أن يكف العامة عن الحديث في شرع الله بما لا يحسنون ويتركوا العلم الشرعي لأهله.
    فليس الشرع قضية مفتوحة للنقاش بلا طوق ولا قيد وليس كلأ مباحا لكل من هب ودب

  3. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    لقد ذهبنا بعيدا وتركنا ما يدور حولنا من احداث ومفاهيم نحن المستهدفون منها وشبابنا الذي معروف عنه بشهامته ونخوته اصبح فريسة سهله لهذه القيم النبيله التي يجب ان يعي لها كل شبابنا ويقف لها بالمرصاد فكل يوم نودع اخاً او ابناً او عماً او خالاً اواباً بسبب اصحاب الفكر الضال والحاقدين على امن واستقار بلدنا بقيادتة الرشيدة التي لا تالو جهدا في السعي لمحاربة هذه الفئة الخائنة لله ولرسوله صلى الله علية وسلم والخروج عن الامه وحيث ان صحيفة المناطق لاول مره ازورها اجدها فرصة ان اطلبها بحكم مناطقيتها ان تتبنى فكرة زرع الانتماء والولاء لهذا البلد الامين بإذن اللله عزوجل وان تضع لها قينونة خاصة لتوعية الشباب من مخاطر التطرف والارهاب وترسيخ مفاهيم حب الوطن من الايمان وهذا رجاء والتماس بالبداء في العمل التوعوي والارشادي فالجميع بحاجه لذالك حفظ الله بلدنا وحفظ الله ولاة امرنا ودمتم سالمين

  4. لقد قادتني الضروف بالعمل لدي جمهورية مصر العربية وعشت فيها بضع سنين ووجتهم شعب اصيل محب لوطنه وغيور عليه اكثر من ابنائهم وقد شبهتهم بالسباع التي تقاتل الدخلاء على منطقتها ولا يبالي بحياته مقابل وطنه رغم الفقر الذي ينهش الاكثرية منهم وتمنيت ان اجد هذه الروح لدى شبابنا السعودي الذي لايقل شجاعة وكرم ونخوة ومحبة لوطنه عن الاشقاء في مصر لذلك وجب علينا ان ناخذ من الاخرين تجربة وان نطبقها في واقعنا المعاصر فاجوا من القائمين على هذه الصحيفة الاهتمام بشبابنا ووضعه في اولوياتها حفاظا عليهم لانه عمود الامه وعمادها بعد الله ودمتم سالمين

زر الذهاب إلى الأعلى