أجواء المناطقأهم الاخبارمحلياتمنوعات

الفلكي الزعاق: “الشبط” يدخل بوصية أمه “المربعانية”.. الأحد

‏(يا وليدي أنا طلعت ما ضريت عليك باللي أكله دويف وناره ليف، ولا ‏تقرب اللي أكله تمر وناره سمر)‏‎ ‎

مستشهداً بالأبيات أعلاه من وصية المربعانية، أوضح الفلكي الدكتور  ‏خالد الزعاق بأن الشبط دخل اليوم الاحد‎ ‎،مضيفاً أن هذه هي نص وصية ‏المربعانية وجدناها في مخزنها بعد رحيلها من المنظومة المناخية ليلة ‏البارحة، حيث كانت موجهة لولدها شباط عبر مراسم حزنية ممزوجة ‏بنياحة الرياح العاتية.‏

وأكد الزعاق أن اليوم الأحد 20/3/1436 الموافق 11/1/2015 أول ‏أيام الشبط وتحيته لنا صفعة برد قوية بعد أن ودعها والتفت إلينا بتفرد ‏تنفيذاً لوصية والدته وعلى حين غفلة من أمره.‏

وقد لخص الزعاق الوصية بنظرة خاطفة فوجد أن معنى الليف: هو لحاء ‏النخل الذي يستخدم لفلترة القهوة من الشوائب ومعروف أن الليف إذا ‏اشعلت فيه النار فإنه يتآكل بسرعة لخفته ولا يستخدمه للتدفئة إلا ‏ميسوري الحال.‏

أما “الدوليف” فهي أكلة قديمة يأكلها الفقراء ويبدو أنها لا تحتوي على ‏سعرات حرارية عالية لتدفئة الجسم أما السمر فناره قوية والتمر أكله ‏تحتوي على سعرات حرارية عالية فتعمل على تدفئة الجسم ولا يستخدمه ‏إلا أهل النعمة والغنى

وتسمى الشبط في الخليج برد البطين لأنهم يعتبرون المربعانية بداية ‏البرد والبطين شدة البرد وبردها قارس وشديد ويتميز بالصقيع وهو ‏الطالع الرابع من فصل الشتاء، ولعل كلمة الشبط مأخوذ من الشهر ‏السورياني شباط فهو يقع في هذا الموسم , وله من المنازل السماوية ‏منزلتين هما النعايم والبلدة وكل نجم ثلاثة عشر يوماً والمجموع ست ‏وعشرين يوماً

ولقد سميت الموجة المعاشة الآن بهدى عند الأردنيين وزينة عند ‏اللبنانيين تفاؤلاً منهم بأن تكون هذه العاصفة لطيفة وناعمة كحال النساء

إلا أن هذا لم يكن مسلماً به فقد خلفت أضراراً بشرية واقتصادية زراعية ‏وصناعية وشلت مناح الحياة‎.‎

ولهذا كان أجدادنا عندهم رؤية ثاقبة وواقعية فلم يسموها بأسماء نساء ‏لأنهم يدركون أن النساء ذات أمزجة متقلبة فقد أسموها سلفاً ببرد ‏الأزيرق لأن الأجساد تزرق من شدة البرد وأسموها بمبكية الحصني‎ , ‎

والبعض أسماها ببرد اقران تاسع وقالوا فيه (قران تاسع برد لاسع)‏

ففي النجم الأول من الشبط (النعايم) يشتد البرد لاسيما في الصباح الباكر ‏وتكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة أما في منتصف النعايم فتتكاثر السحب ‏الممطرة

وعند العامة يعتبرون الشبط ولد المربعانية الشقي ومن شقاوته أنه ‏‏(يصبخ هواه بالبيبان) لذا يقولون أن (شباط مقرقع البيبان).‏

ويقال من شقاوته ولعبه يقطع رباط الخيم ولذا قالو (شباط محلل الرباط)‏

وأول موسم الشبط تتسم برودته في رياحه حيث أن هذه الرياح تتخلق في ‏رحم منطقة سيبيريا بروسيا والتي تنخفض فيها درجة الحرارة إلى 68 ‏درجة تحت الصفر لذا يكون الجو البارد في العراء أما داخل المنازل ‏فأخف وطأة‎ ‎

فالمربعانية بردها ينبع من الأرض أما الشبط فبردها نابع من رياحها لأنه ‏مستورد من الخارج وخلال هذا الموسم يكثر هبوب الرياح الشمالية ‏الباردة وشدة عصف  الرياح..ويكون غالبا نسري(مطلع نجم النسر)‏

فشدة الهوا تجعل الأبواب والنوافذ  لها صوت قرقعة خصوصا أبواب ‏الخشب القديمة لأنها ضعيفة ومعرضه للهواء فكانت  معظم الأبواب ‏والنوافذ القديمة مصنوعة من الخشب وتطل على الحوش فيكون لها ‏صوت صرير وعواء كعواء الذئب ولذلك تسمى (العواية‎)‎

وهذه الرياح تهب علينا أحيانا من الجهة الشرقية وتتصف بالصلافة ‏والبرودة لذا يقول العامة (الشبط مبكية الحصني) وسميت بذلك لأن ‏الحصني (الثعلب) يحفر جحره ..ويضع فتحة الجحر للشرق من أجل أن ‏تدفئه أشعة الشمس عند الشروق  لكن الهواء الشرقي البارد والذي يهب ‏في موسم الشبط يلغ إلى داخل الجحر فيبكي الحصني من شدة البرد ‏يتسبب في بكائه من البرد‎..‎

والملاحظ أن المربعانية لهذه السنة كانت دافئة والسبب في ذلك يرجع إلى ‏عدة أمور وأهمها هو أن هذه السنة تعتبر من السنوات المطيرة على ‏جدول دورة المطر التقريبية،‎ ‎والسنة المطيرة سنة دافئة وسقوط الأمطار ‏يعني تغلب المنخفضات الدافئة على المرتفعات الباردة

وهذا السبب هو الذي حفز المرتفع السيبيري بأن يجمع كامل قوته ويهجم ‏علينا دون هواده ومن شدة قوته عمل على تقطيع وتفتيت وتشتيت أجساد ‏السحب الماطرة على بلدان الشرق الأوسط بسيف الرياح الشمالية ‏وهروبها على شكل سحاب عابر فوق رؤوسنا كما هو حاصل الآن

وستكون قمة الحالة البردية التي تتعاطانا الآن في بطن هذا الأسبوع ومن ‏يوم الثلاثاء سترتخي يدها اللافة على عنق المنظومة المناخية إلا أن ‏آثارها ستكون محتبسة داخل المنازل والأبنية طوال هذا الأسبوع بحيث ‏يترسب الصقيع من داخلها ولهذا يستلزم تدفئة الأبنية بتدفئتها عن طريق ‏فتح النوافذ والأبواب حتى تخرج البرودة عن طريق تدوير الهواء.‏

زر الذهاب إلى الأعلى