أبرز الموادمحليات

القطار الهيدروجيني.. هل نراه قريبًا في السعودية؟ هنا رؤية خبير

المناطق_الرياض

في المستقبل القريب سيكون من المألوف أن تجد نفسك على متن قطار يعمل بالهيدروجين؛ فقد بدأت شركة “ألستوم” الألمانية منذ عام 2013 على إطلاق قطار إقليمي مجهز بخلايا وقود الهيدروجين، بينما تم تشغيل أول قطار في العالم يعمل بخلية وقود الهيدروجين، يُدعى “Coradia iLint” في عام 2018 في ألمانيا، ثم توالت التجارب الناجحة في دول النمسا، وهولندا، والسويد، وفرنسا؛ لتُفتح آفاق جديدة نحو عصر القطار الهيدروجيني

ويشير حمد آل معجبة، الأستاذ المساعد بكلية الهندسة بجامعة الطائف المختص في تكنولوجيا القطارات، في حديثه لـ”سبق” إلى أن أهم ما يميز القطار الهيدروجيني عمله بالطاقة النظيفة، وتخزين الطاقة المرنة في البطاريات، إضافة للإدارة الذكية لقوة الجر؛ إذ يتم تصميمه التشغيلي على خطوط غير كهربائية، ويتيح ذلك تشغيل قطار نظيف ومستدام، مع ضمان مستويات عالية من الأداء

كيفية عمل القطار الهيدروجيني

ويوضح “آل معجبة” في شرحه طريقة عمل ذلك القطار، وبيَّن أنه يستخدم تكوينًا مكونًا من خلايا وقود الهيدروجين، والبطاريات، ومحركات الجر الكهربائية. وسيكون مصدر الوقود هو الهيدروجين؛ إذ تعمل وحدة خلايا الوقود التي تعمل بالهيدروجين على تحويل خليط الهيدروجين والأكسجين لتوليد كهرباء تصل إلى 100 كيلو وات، مع كون الماء هو المنتج الثانوي الوحيد، وبدورها تغذي البطاريات؛ لتوفير مصدر طاقة ثابت لمحركات الجر، على حد قوله

ويضيف: “بإمكان القطارات التي تعمل بالهيدروجين تحقيق سرعات تصل إلى 140 كيلومترًا في الساعة، وإدارة مسافات تصل إلى ألف كيلومتر دون التزود بالوقود، وهو ما يزيد عشر مرات على القطارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية. وبالإمكان تزويده بالوقود السريع أيضًا في أقل من 20 دقيقة”

ما مستقبل القطارات الهيدروجينية في السعودية؟

يعد مستقبل القطارات الهيدروجينية باهرًا في السعودية؛ إذ أعلنت السعودية خططًا طموحة للريادة في مجال الهيدروجين؛ بصفته أكثر المصادر الواعدة لتحقيق الحياد الكربوني. وتتطلع البلاد لتصبح موردًا عالميًّا للهيدروجين، وأداء دور قيادي في قطاع الطاقة والوقود النظيف خلال العقود المقبلة، وهو ما يتماشى مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة في السعودية؛ لتصبح رائدة في جميع مجالات الطاقة، وليس فقط في النفط. وقد أعلنت السعودية سلسلة من البرامج القائمة على الهيدروجين، تهدف من خلالها إلى جعل قطاع النقل أكثر استدامة، ومن بينها استخدام التقنيات المعتمدة على خلايا وقود الهيدروجين للقطارات وفقًا لمذكرات التفاهم الموقعة، بحسب ما يوضح “آل معجبة”

وتشمل مذكرات التفاهم التي وقَّعتها السعودية لتطوير قطاع النقل، وجعله أكثر استدامة: السيارات، والحافلات، والقطارات، وكذلك النقل البحري. ويلفت الأستاذ المساعد بكلية الهندسة جامعة الطائف إلى هناك خططًا لإقامة مشاريع في مواقع عدة بدعم من وزارة الطاقة في جميع أنحاء السعودية، مثل: نيوم، والبحر الأحمر، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ومكة المكرمة، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، إضافة لبناء محطات إنتاج وتزويد الهيدروجين بالوقود في بعض هذه المناطق؛ لتزويد هذه المشاريع بوقود الهيدروجين؛ الأمر الذي يجعل من مستقبل قطارات الهيدروجين في السعودية ممكنًا، بل مشرقًا

زر الذهاب إلى الأعلى