أهم الاخبار

بأسلحة “إسرائيلية” وتدريب “إيراني”..”الموت لإسرائيل”.. كذبة “حوثية” يرددها عملاء “إيران”

تساءل مئات المتابعين عن صور تم التقاطها لمسلحين “حوثيين” يملكون مضادات للطائرات من إنتاج مصانع “إسرائيلية” مشيرين إلى أن ذلك يتناقض مع الشعارات الحوثية المدوية والتي مازالوا يصرخون بها كـ”ظاهرة صوتية” فقط: “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل”..!؟

المتابع لأحداث الداخل اليمني وخاصة جماعة الحوثي يدرك أن هناك شفرة “معقدة” و “غامضة” حول العلاقة بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن، حيث يرى الكثير من المتابعين أن هذه العلاقة تأتي غير مباشرة وترتبط بـ”الوسيط الإيراني” الذي يعمل من خلال أجندة مختلفة تعمل على استخدام جماعة الحوثي في اليمن ميدانياً وسياسياً، فيما يرى آخرون أنها علاقة مباشرة تسعى من ورائها الحكومة الإسرائيلية إلى دعم الحوثيين حتى تقوى شوكتهم ضد المملكة العربية السعودية وتنظيم القاعدة في اليمن، في حين أن التقارير السياسية تؤكد عكس ذلك، فالعدو الإسرائيلي يرفض وبشكل قاطع دعم الحوثيون، ولا يتمنى أن تكون لديهم قوة عسكرية خوفاً من تواجدهم في طريق السفن الإسرائيلية على السواحل الغربية لليمن، مما قد يهدد سلامة وأمن تلك السفن، لما يعلمونه عن تشدد جماعة الحوثي ضد اليهود.

وبين مؤيد للعلاقة بوسيط، وآخر يرى أنها علاقة مباشرة، يرى طرف ثالث أن علاقة جماعة الحوثي بالإسرائيليين لاترتقي إلا مستوى العلاقات السياسية بقدر ماتكون علاقة تجارية بحتة، تعتمد على علاقة تجار الأسلحة ومهربيها من الطرفين، والذين حققت لهم بعض دول القرن الأفريقي ممارسة بيع وشراء الأسلحة من أي نوع لدعم القوة الحوثية في اليمن، وذلك لسهولة تخزين الأسلحة في تلك الدول إلى أن يتم تمريرها عبر زوارق بحرية عن طريق بعض العملاء والمهربين إلى سواحل اليمن ومن ثم نقلها إلى صعدة في الشمال اليمني مقر جماعة الحوثي.

تلك الأسلحة المنوعة والتي لم يسبق للحوثيون رؤيتها أو استخدامها يتم التدريب عليها عن طريق الداعم الرئيس للحوثيين في إيران، والتي مازال الحوثيون ينفون هذه العلاقة التي أثبتتها إيران نفسها أكثر من مرة، وأكدتها تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين في أكثر من مناسبة، بينما يشير محللون إلى أنها مثبته في ظل وفرة الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة كبيرة بين طهران والحوثيين، هذه العلاقة التي بدأت منذ أكثر من ربع قرن عندما تلقى حسين وعبدالملك الحوثي ووالدهما بدر الدين دورات تدريبية في مجالات دينية وسياسية وأمنية لأكثر من عام كامل في مدينة “قم” الإيرانية، ثم أصبحوا يترددون بعد ذلك على إيران باستمرار، إضافة إلى أن عدد كبير من الحوثيين تدربوا بجامعة المصطفى بمدينة “قم” الإيرانية، وفي مواقع أخرى غير عسكرية حفاظاً على سرية عمليات التدريب، وتعليم العناصر الحوثية التعامل مع أنواع الأسلحة المختلفة وخاصة الصواريخ الخفيفة ومضادات الطائرات.

من جانب آخر فقد كشفت مصادر إعلامية أن إيران ممثلة في الحرس الثوري الإيراني تقوم بإيصال أسلحة مختلفة للحوثيين عن طريق قاعدة لها في إريتريا تقوم برحلات بحرية إلى السواحل اليمنية ومنها إلى صعدة، ويتلقى الحوثيون دعماً مادياً ولوجستياً من الحكومة الإيرانية لتفعيل أجندتها وتنفيذ سياساتها في اليمن للتحكم بالمنافذ البحرية وضرب دول الخليج.

وقد سعت إيران منذ وقت مبكر إلى تمكين الحوثيين من السيطرة على صنعاء وبروز جماعتهم كسلطة ثانية تدخل في عمليات التفاوض إلى جانب السلطات الرسمية، مما سيحقق جزءاً من المخطط الإيراني المتمثل في التواجد في اليمن عن طريق عميله “الحوثي”، وهذا يعني أن النظام الإيراني ملزم بتوفير الدعم والتدريب، بغض النظر إن كانت الأسلحة إيرانية أو من مصدر آخر.

ومن يوم لآخر تتزايد شواهد وبراهين وأدلة الوجود الإيراني في تحريك فتنة صعدة من خلال الأسلحة، والأموال، والمنشورات، والتدريب، والمبادرات، والوساطات السرية والعلنية لإيقاف الحرب عند تضييق الخناق على المتمردين، والدعم اللوجستي والسياسي.

وحول الطرق المختلفة التي تصل بها الأسلحة المختلفة من دول متعددة للحوثيين، كشفت مصادر عاملة بميناء المنطقة الحرة بعدن ومن خلال تقارير عسكرية في وقت سابق أن السفينة “سام اليمن” والمملوكة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية والتي تستخدم لأغراض تجارية خلال السنوات الماضية تم تزويدها بمدافع رشاشة وتم تغيير عدد من أفراد طاقهما أثناء فترة رئاسة المخلوع علي عبدالله صالح وكانت تخرج من ميناء عدن باتجاه “خليج عدن” في مهمة هدفها جلب أسلحة من على متن سفينة يعتقد أنها إسرائيلية، فيما أشار مصادر آنذاك إلى أن القيادات الموالية للرئيس اليمني المخلوع في قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية فرضت تعتيماً على تحركات سفينة “سام اليمن” مشيرة إلى أن شحنة الأسلحة التي سيتم استجلابها ستكون نوعية ومختلفة عن الأسلحة التقليدية التي تستوردها اليمن وبطريقة مكشوفة وواضحة.

وكانت الاستخبارات العسكرية اليمنية بمنطقة “ذباب” الساحلية قد أعلنت في وقت سابق حالة استنفار قصوى بعد تزايد استهداف المنطقة بنشاط تهريبي واسع للأسلحة تقوده سفن إسرائيلية، وأوضحت مصادر إعلامية أن السلطات البحرية الأثيوبية احتجزت منذ عامين سفينة سلاح إسرائيلية قبل وصولها لسواحل ذباب اليمنية، فيما ضبطت وزارة الداخلية اليمنية شحنة أسلحة كبيرة كانت مخفية ضمن حاوية بضائع وصلت إلى ميناء الحاويات بمدينة عدن جنوب البلاد، محملة بكميات كبيرة من الأسلحة المختلفة، وأعلن مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية تفاصيل عن الأسلحة المهربة التي تجاوزت قيمتها 500 مليون ريال، كما كشفت مصادر إعلامية يمنية قيام القوات البحرية الجيبوتية باحتجاز سفينة أسلحة متنوعة الأحجام تحتوي كميات كبيرة من الأسلحة المنوعة كانت في طريقها لتفريغ حمولتها في أحد المنافذ الساحلية اليمنية استعداداً لنقلها لعناصر التمرد الحوثية في صعدة، ويستغل المهربون التحرك من خلال مديريتي “المخا” و”ذباب” اللتان تعتبران من أكثر المنافذ البحرية التي يستخدمها المهربون في اليمن لتهريب الديزل والبهارات والمبيدات الكيماوية والسجائر والأدوية المنتهية والأبقار إضافة للأسلحة.

هذا الأمر لايعني أن هذه هي المصادر الوحيدة التي تدعم جماعة الحوثي بالأسلحة، فقد وصلت إلى ميناء الحديدة شحنات مختلفة بعد أن أغلق الحوثيون الملاحة الجوية بمطار الحديدة فبراير الماضي لتحقيق غطاء لوصول الشحنة الجديدة على متن سفينتين تقول مصادر عسكرية إنهما وصلتا من روسيا، وتتضمن أسلحة خفيفة ومتوسطة ومضادات أرضية للطائرات وصواريخ حرارية مضادة يمكن استخدامها في المناطق الجبلية، وهي أسلحة لا تمتلكها القوات الجوية اليمنية.

unnamed unnamed2 unnamed3 unnamed1

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى