محليات

النفيعي “شاعر البسطاء”.. عاش ومات عزيزاً لنفسه

رغم شدة المرض الذي لحق بالشاعر والإعلامي السعودي محمد النفيعي خلال الأعوام القليلة الماضية والذي فارق الحياة بسببه في محافظة جدة، إلا أنه لم يشكو يوماً من التعب والألم، ولم يطلب العون من أحد، بل إنه عاش ومات عزيزاً لنفسه.

وكتب النفيعي قبل وفاته بساعات تغريدة عبر حسابه على “تويتر” يترحم فيها على زميله الشاعر رشيد الزلامي، بقوله: “لله ما أخذ ولله ما أعطى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا الحمد لله، أحسن الله عزاء الجميع”، كما كتب قبلها تغريدة أخرى يطمئن محبيه: “شكراً لكل من دعا وسأل ولكل من كتب حرفاً واحداً، أبشّركم أنا بصحة، وأعتذر عن الرد للجميع رغم حرصي والله يعلم ذلك، الله يجزيكم خيراً.. أحبكم في الله”.

والنفيعي الذي أمضى أعواماً طويلة في الساحة الإعلامية والشعرية أخفى قسوة المرض الذي لحق قلبه خوفاً على أصدقائه ومحبيه، بل إنه في كل مرة يظهر أمام الملأ متفائلاً بالمستقبل، كاتماً لتعبه ومرضه، وراثياً نفسه قبل زملائه بقوله: “يارب ثبتني وقو إيماني/ لاغرغرت روحي وفاضت مني/ وشالوا النعش ذريتي وإخواني/ فالقبر حطّوني وراحو عني”.

وكتب محمد النفيعي عن الفقراء والبسطاء حتى إنه نال لقب “شاعر البسطاء” و “شاعر الناس”، وله فلسلفه شعرية خاصة لكتابة القصائد الشعرية، أو ما يمكن تسميته بـ “الخلطة السرية للشاعر البارع”، والتي قال فيها: “ودك تصبح شاعر بارع/ خل قافيتك هم الناس/ وأوزانك نبضات الشارع”.

والنفيعي يصفه عدد كبير من الشعراء بعراب صحافة الشعر الشعبي، كون كتاباته تصدرت صدور صفحاتها متنقلاً بين مطبوعات سعودية وأخرى خليجية، وتتلمذ على يده عشرات الشعراء المعروفين في الساحة الشعبية، كما يعتبر من أوائل الشعراء السعوديين المؤسسين للساحة الشعبية الإلكترونية، بإنشائهم منتديات شعرية وأدبية تهتم بالشعر الشعبي، وقال عنه الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، بعد نشره “مذكرات بدر بن عبدالمحسن” للمرة الأولى قبل 16 عاماً من الآن: “يحق للنفيعي ما لا يحق لغيره ما يقوله على لساني وإن لم أقله، فهو رأيي”.

وخيم الحزن على الساحتين الإعلامية والشعرية بعد إعلان وفاة محمد النفيعي، إذ أكد الإعلامي أحمد الشمراني عبر حسابه في “تويتر”، “مات أخي وصديقي وزميلي الشاعر محمد النفيعي، وفقدت برحيله أوفى الأصدقاء وأقربهم إلى قلبي. رحمك الله يا أبا خالد”.

وقال الشاعر عبداللطيف آل الشيخ عبر حسابه: “رحمك الله يا محمد بقدر ما كنت إنساناً سباقاً للسؤال والتشجيع وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين”، فيما قال الشاعر فهد المساعد: “اللهم إنا نشهدك على محبته فاجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، واجعل ما أصابه تكفيراً ليلقى ربه بقلب كريم”. وكتب الإعلامي زبن بن عمير، “صباح مليء بالحزن في وفاة محمد النفيعي شاعر البسطاء اللهم ارحمه واغفر له”.

وبرحيل النفيعي تفقد الساحة الشعبية علماً ورمزاً من الصعب تكراره، كونه مدرسة في كتابة القصيدة العامية بشهادة عدد من المثقفين السعوديين الذين أشادوا بتجربته الإعلامية والشعرية.

زر الذهاب إلى الأعلى