يكتبون

الوزراء الجدد.. هل يَقُودون أم “يُقَادُون”؟!

كل الشعب السعودي بجميع أطيافه وفئاته وحتى المقيمون على أرض هذا الوطن الكبير ينتظرون معرفة ماتخفيه “جعبة” ورؤى وتطلعات وخطط الوزراء الجدد.

وبين من يتوقع، ومن يتأمل، ومن يستنتج، يبقى الهدف الأهم لكل أولئك هو تقديم الخدمة الكاملة التي أوجبها نظام ودستور هذه البلاد لكل المواطنين والقاطنين على أرضه وتحقيق المساواة والعدالة التي يتمناها الجميع سعياً لإنجاح الخطط التنموية، ورفاهية المواطن، وخدمة المقيم والزائر، والتي دعا لها خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ وحمّلَهَا “ذِمَمَ” وزرائه حين أدائهم للقسم، وقال لهم: “لانريد أن نعلمكم، فقد اخترناكم لنتعلم منكم”.. وفي مضامين هذه العبارة مايكفي لأي مسئول بأن يتحمل عبئ المسؤولية ويتذكر أدائه للقسم أمام الله أولاً ثم ولي الأمر، ويسعى لتحقيق الإدارة الحديثة التي تعتمد أولاً على اختيار الكفاءات ثم التخطيط الجيد ثم التنفيذ بأمانة وإخلاص.

القائد الناجح هو من يحاول التعرف أولاً على إمكانات وقدرات من حوله، وبحث منجزاتهم ومبادراتهم، ودراسة أفكارهم، ووضع تلك القيادات التي يتولى الإشراف عليها تحت محك “التجربة” و “المنجز” وذلك من خلال ورش العمل، وتحويل المهام إلى مشاريع، ووضع جداول زمنية للإنجاز، واستحثاث الهمم نحو العمل، وتغيير النمط السائد من خلال الاستعانة بمستشارين وبيوت خبرة سبقت في تقديم منجزات مميزة ولها تجارب ناجحة، وذلك بهدف البعد عن التكرار وسوء التنفيذ، واعتماد الإدارة الحديثة التي تنطلق عبر التقنية كوسيلة حديثة لازالت معظم وزاراتنا وقطاعاتها المختلفة تفتقر لتطبيقها أو بدأت في العمل بها على استحياء.

لا نجزم بأن هذا الوزير أو ذاك، قادرون في وقتٍ وجيز على كشف مكامن الخلل، وتصحيح الأخطاء، وانتشال المتعثر، والرقي بالخدمة، فهم أولاً وأخيراً بشر يخطؤون ويصيبون، ويحاولون الخروج بالخدمة المقدمة على أفضل حالاتها ولا نشك في ذلك، ولكننا نطلب منهم ـ وهذا حقٌّ لنا ـ بأن يختاروا الوسيلة الصحيحة والطريق الأنسب للوصول إلى مانتمنى ويتمنون، وأول خطأ قد يقع فيه أي قائد هو تفويض الصلاحيات وإعطاء الثقة لمن سبقه من مرؤوسيه دون أن يتحقق من قدراتهم، ويختبر إمكاناتهم وما يستطيعون تقديمه، ومن المؤمل في كل قائد أن يستشعر ذلك القول المأثور “لو به شمس.. كان من أمس” ولا نتّهم هنا أحداً بالسوء، ولكن القدرات والمهارات وحسن القيادة والإدارة، هي مايجب على أصحاب المعالي قياسها في قياداتهم، والأخذ في الاعتبار تأريخ كل مسؤول وماقدمه وحجم منجزاته، ليكن الجميع في محل الثقة والقدرة على الانتقال بالعمل البيروقراطي الباهت إلى نماذج لمنجزات متسارعة تنعكس على أداء الخدمة في وقتها وبالمستوى المطلوب، وألا ينقاد “معاليه” لآراء ومقترحات بعض أولئك المسؤولين الذين لو كان في جعبتهم مايفيد لظهر منذ سنوات.

لن يستطع أي “وزير” أن يصحح الخطأ أو يرتقي بالأداء من خلال الزيارات التي يقوم بها لأي منشأة ما دامت البروتوكولات الاحتفالية تسبق معاليه إلى كل مكان، ولن يستطع أن يكتشف الخلل، مادام المتسببون في التعثر أو الخلل، هم من يحيطون به، ويقرؤون له جدول المشروع الزمني، أو يشرحون له سير العمل هنا أو هناك، فلن يجد فيهم من ينتقد أداء منشأته، أو يعترف بالخلل، ولو أنها كانت زيارات مفاجئة فإنها ستحقق نتائج أفضل لأنه سيرى بعينه لابعيونهم، ولو أن كل قائد أخذ من وقته وجلس مع الصف الثالث والرابع وصغار الموظفين في الإدارات والأقسام الرئيسية في قطاعه، واستمع لهم بعيداً عن رؤسائهم فإنه سيذهل مما سيسمعه ويعرفه، وستتكشف له حقائق سيصدم بها.

القائد الناجح هو من يحرص على بناء الصف الثاني، وتأهيل القيادات والمدراء من بعده، وإعطاء الفرصة لمن يستحقها، والرقي بالعاملين المميزين الذين “يَصْدُقُوْنَهُ القول ولا يُصَدِّقُوْنَه”، وليس أولئك الذين يصفقون له على كل شيئ.

“المد” و “الجزر” الذي عصف ببعض وزاراتنا بين إبقاء السابق والاستغناء عن اللاحق، وبين رؤى ومقترحات الوزير الحالي، والوزير السابق، وبين مايجب وما لا يجب، جعلت الجميع في محلّ ترقب وانتظار، في الوقت الذي يرتبك فيه العمل، ويضعف الأداء، وتختنق الخطط، وتضيع الرؤى وتُقْتَل الأفكار، وتطير كراسٍ، وتعود أخرى، وتثبّط العزائم، وتُقْتَل الهمم، ولم يبق أمام المخلص إلا أن يدعو الله تعالى أن يسخر لهذه البلاد من يخلص لله ثم للوطن والمواطنين، وأن يعلم بأن هذا المكان لو كان سيخلد لغيره لم يصله، ويتأكد أن الثمرة الحقيقة هي رضا الله تبارك وتعالى، ثم إنجاز ما أوكل له من مهام بإخلاص، وأن يعتمد على الإدارة الحديثة والتجارب العالمية الناجحة ويقتل “الشللية” و يدمر ” التكتلات” التي عصفت بوزاراتنا، وأن يقرر عدم الاعتماد على من لم ينجز شيئاً من مرؤوسيه رغم تمتعه بكل الصلاحيات على مدى سنوات، دون تقديم شيء يذكر .. فيشكر..!!

*مدير تحرير جوال منطقة عسير

‫6 تعليقات

    1. معالي. وزيرالصحه الموقر انشاءالله تزونافي المدينه المنوره. وتشوف المظاهر الكذابه في جميع الادارات تخفي نظامهم الدكتاتوري مع الموظفين ومع المرضي علي سبيل المثال مرضى في مركزالكلي وغيره كثير

  1. اود أن اقول للوزراءاعانكم الله على حمل الامانه التي حملكم اياها ولي امر هذه البلاد المباركه وانتم ان شالله اهل لتحمل هذه المسئوليه وقد قال الامام علي ابن الي طالب
    بركة العمر حسن العمل
    ومااستعصى على قوم منال اذا كان الاقدام لهم ركابا

زر الذهاب إلى الأعلى