أبرز المواديكتبون

الوساطة الصينية وعودة العلاقات السعودية الإيرانية

المناطق_سعود ثامر الحارثي*

عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران منذ العام ١٩٧٩م والعلاقات السعودية الإيرانية يغلب عليها التوتر، إلا أنه في عام ٢٠١٦م ازدادت سوءاً عندما تمت مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في مدينة مشهد وطهران، وكذلك اقتحام السفارة السعودية وحرقها من مجموعة متظاهرين إيرانيين وبدعم من الحرس الثوري الإرهابي على خلفية إعدام الإرهابي نمر النمر أحد المرجعيات الشيعية المتطرفة في المملكة، ليأتي الرد بقطع العلاقات الدبلوماسية من قبل المملكة العربية السعودية وإيقاف رحلات الطيران وإنهاء جميع العلاقات التجارية بينهما، ليتضامن معها في قطع العلاقات مع إيران كل من السودان والبحرين والصومال وجيبوتي، وتتضامن دولة الامارات بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي على أثر هذه الأحداث، واستدعتا قطر والأردن سفيري إيران لديهما وقدمتا مذكرتا احتجاج على هذه الأحداث، فيما كانت هناك ردود فعل دولية استهجنت هذه الأعمال التخريبية الإرهابية، بل إن بعض هذه الدول طالبت بحماية أمنية لمواطنيها وممثليها الدبلوماسيين على الأراضي الإيرانية، وذلك نتيجة ضعف تعامل الأمن في مثل هذه الاحداث.

استمر نهج النظام الإيراني في إظهار العداوة للمملكة العربية السعودية لتشهد العلاقة بين البلدين في السنوات الاخيرة ارتفاعاً حاداً في التوتر، كون هذا النزاع قديم وله جذور سياسية وتاريخية وطائفية عميقة، وظهر هذا العداء جلياً من خلال الدعم الإيراني اللوجستي والعسكري للمليشيات الحوثية في اليمن، وتأييدها للأعمال التخريبية من تلك المليشيات.

وفي أبريل ٢٠٢١م ظهرت بوادر هذه العودة عندما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله في أحد اللقاءات التلفزيونيه مع سموه بأن (إيران دولة جارة ونطمح أن تكون هناك علاقة متميزة مع إيران)، أما على الجانب الإيراني فقد عبرت إيران في عدة مناسبات عالمية ومحلية عن أملها في عودة الحوار مع الرياض والوصول لتسوية وتفاهم بين الطرفين، وجاظ الفرج بعد تصريح سمو ولي العهد حفظه الله في ذلك اللقاء التلفزيوني، لترحب طهران على لسان متحدث وزارة الخارجية الإيرانية عن بدء الرغبة في عودة العلاقات والتفاهم بين الطرفين.

واليوم فقد أصبحت عودة العلاقات أمراً واقعاً بعد الوصول إلى اتفاق ثلاثي مشترك بين المملكة العربية السعودية ودولة إيران وتدخل جمهورية الصين ليتم فتح السفارات وعودة ممثليها بين البلدين في موعد أقصاه شهرين؛ حيث كان للصين الدور الكبير ممثلة بالرئيس الصيني لإعادة هذه العلاقات السعودية الإيرانية، ليكون هذا الاتفاق مبني على بنود سيتم الاتفاق عليها من الجانبين السعودي والإيراني لتشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية والتقنية بين البلدين والتي من أهمها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتعزيز السلام الإقليمي والدولي لتنطوي بذلك صفحة هذا الخلاف الذي استمر ما يقارب السبع سنوات.

*كاتب سعودي

زر الذهاب إلى الأعلى