ثقافة وفنونمعرض الرياض للكناب

تجارب شبابية في التأليف بين التجربة الفعلية والتعالي أحيانا!

بين النقد لإثبات الذات وبين الإعجاب الغير معلن، تضيع الكثير من الأفكار والعبارات والأحرف المتراصة بين شفاه الكتّاب الشباب، خلال  سرد تجاربهم حديثة النشأة، حيث انتقدت الكاتبة الشابة حسنة القرني عمالقة الشعر العربي “محمود درويش ونزار قباني” أثناء سردها لتجربتها وتغير رؤها لكتب كانت قد قرأتها في سن صغيرة ككتب الشعر والعواطف مستشهدة بقراءتها لكتب درويش وقباني في ذلك الوقت، معتبرة أن  القراءة لهم مضيعة للوقت في عمرٍ معين للإنسان.

واستدركت القرني خلال مداخلات جلسة “تجارب شبابية في التأليف” بمعرض الرياض الدولي للكتاب بعبارة: “أنا لم أوفق في الإيضاح والحديث عن الشعر،فقد كنت أقصد أن هناك كتب أنا غادرتها وكتب غادرتني، وكتب أخرى لم أستفد منها نهائيا  ومنها كتب لقراءة الشعر”.

وأوضحت القرني أنها بدأت قراءة الرواية في وقت مبكر جدا بداية برواية “هايدي” الشهيرة التي شعرت بمتعة حقيقية أثناء قراءتها، مضيفة:” وبدأت رويدا رويدا أشعر بحبي للقراءة مع كل عام يمضي، ولكنني أخطأت في كتاباتي بأنني تأثرت بالأسلوب الصحفي في كتبي وهو انتقاد وجهه لي مقربون،إلاّ أنني تداركت ذلك بعد حين”.

وعن تجربة القرني لنشر كتابها وماتواجهه من عوائق ماقبل الطباعة قالت:” لدينا في المملكة إشكالية في النشر والتوزيع والطباعة على حدٍ سواء”.

وفي سياق متصل استعرض الكاتب الشاب حاتم الجديباء خلال جلسة “تجارب شبابية في التأليف” بتنظيم من مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية”، تجربته الكتابية كشاب سعودي خاض غمار الواقع الأدبي السعودي، بيّن معوقات دور النشر والتعاقد معها عربيا، وسوء التسويق للكُتّاب الشباب.

 وأشار الجديباء إلى أهمية أن تعرف أن القراءة لمن؟ وماذا؟ في بداية تخطيطك للقرأة، ومع التعمق أكثر بالقرأة مع مرور الوقت ستحدد وتركز ماذا تقرأ في كل مرة قادمة، معتبرا أن التنوع في القراءة لكتاب لا تعرفهم سيسهم في معرفتك لمدى جودة أو سلبية كاتبك المفضل، كون الفروقات ستتضح لك مع كل كتاب تنتهي منه.

ووصف الجديباء الواقع الأدبي السعودي بـ”المجامل” أو الناقد الغير مهذب والذي لاجدوى حقيقية من نقده، مضيفا:” أتمنى أن نصل في المجال الأدبي إلى عدم المجاملة ، فالكتّاب الجدد يحتاجوا إلى نقد حقيقي وإيجابي ليُضيء الطريق لديه لاتخاذ سُبلا جديدة وسليمة في الكتابة في كل مرة يوجه له نقدا إيجابيا جادا، ويجب على الكاتب أن يفرق بين النقد الإيجابي والسلبي والأخذ بالنقد الإيجابي الذي يطوره مع كل كتاب يمضي له”.

وعن دور النشر والتعاقد معها ، اعتبر الكاتب الجديباء أننا نعاني عربيا من أزمة التسويق والعمل الاحترافي لتلك الدور، إضافة لعدم التطوير ومواكبة العصر ببعض دور النشر، حيث تقدم كتبا سيئة من ناحية الإخراج والتسويق والتعامل مع الكاتب على حدٍ سواء.

وأشار الجديباء أن نسبة مايشترى من الكتب العربية للكتاب الكبار نسبة وصفها بـ”البائسة”، وأن مسألة التشجيع على القراءة أمر هام وذو عمق لمن لديه إبتكار تسويقي مبتكر وجيد.

إلى ذلك شهدت مداخلات جلسة “تجارب شبابية في التأليف” تفسيرا عن  ارتفاع الإنتاج الروائي السعودي وربط ذلك بكون المجتمع السعودي شعبا غير قارئ، حيث ردّ الكاتب حاتم الجديباء عن ذلك برفضه لفكرة لإلصاق هذا الطابع “بأننا شعب لانقرأ”، مشددا على أن مؤشر حضور عامة الناس  إلى معارض الكُتب التي تقام على وجه العموم مرتفع جدا في المملكة، إضافة لكون الرواية في المملكة تلقى سوقا رائجة لدينا ، مستدركا بقوله:” ولا ننكر أنه هناك دخلاء من منتصفيّ الموهبة، أساءت للوسط الروائي السعودي، حيث  يجب أن يخرج القارئ من الرواية بمتعة وفائدة روائية حال فراغه منها”.

وفي الجهة المقابلة لذلك اعتبر عدد من الحاضرين والحاضرات لجلسة “تجارب شبابية في التأليف” أن الجدوى التي لخصت لهم من الجلسة أنه لا تأخذ النصيحة بتوجيك لمن تقرأ تحديدا،وأن التنوع الفكري يساهم في تركيزك على ماهو مجدي وذي نفع على حدٍ سواء، وقالت منيرة عبدالله طالبة جامعية حاضرة للجلسة:” التركيز على القراءة لكاتب بعينه في كل مرة لن يضيف لك الكثير كمتلقي حيث سيوجه تفكريك الشخصي نحوى رؤيته ككاتب، بينما التنوع بالقراءة لعدد غير محدد من الكتاب ومن ضمنهم الكتاب الشباب سيسهم لتنوع الرؤى وعدم محدوديتها”، وشاركتها الرأي خولة إبراهيم أن عدم حصر القراءة على الرواية أو كتب التاريخ أو الشعر، سيسهم في توسيع مدارك القارئ وتقويته لغويا وحسيا على حدٍ سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى