صحة

حبوب منع الحمل .. تزيد نسبة التخثر في الدم

قال الدكتور خـالد عبد الله النمر استشاري آمراض القلب والتصوير الطبقي والنووي ,  سئلت كثيراً عن استخدام حبوب منع الحمل وهل تسبب تضيق شرايين القلب وجلطات القلب ام لا؟ ولأن هذا الموضوع يهم شريحة كبيرة من المرضى فسنبسط القول بالتفصيل الذي يهم القارئ الكريم سواء من النساء اللاتي يهمهن الموضوع مباشرة او من ناحية الرجال الذين هم مسؤولون بطريقة غير مباشرة عن صحة أهليهم وسيعانون كأسرة من تعب ربة المنزل.

حبوب منع الحمل هي أنواع متعددة وتركيزات مختلفة من هرمونات انثوية وسنركز في حديثنا عن اكثرها انتشارا وهي حبوب هرموني الاستروجين والبروجيسترون معا …حيث ان من مهامها منع الحمل وهي فعالة في منع الحمل الى درجة ان النسبة النظرية لفشلها حوالي حالة واحدة من كل الف حالة ولكن بسبب نسيان الحبوب اليومي في الحياة العملية قد تصل نسبة الفشل الى ثلاث حالات من كل مائة حالة وهي تستخدم في استخدامات أخرى غير منع الحمل مثل من يعانين آلام الطمث او نزيف الدورة الشديد او اعراض انقطاع الطمث او زيادة تركيز هرمونات الذكورة.

كيف تؤثر على القلب؟

حبوب منع الحمل تزيد نسبة التخثر في الدم قليلا وتجعله اكثر قابليه للتجلط وكذلك ترفع الدهون الثلاثية والكلسترول وترفع الضغط (الضعف تقريبا بغض النظر عن العوامل الأخرى المسببة لارتفاع الضغط)وترفع نسبة جلطات القلب خصوصا عندما يكون تركيز الاستروجين عاليا (فوق خمسين ميكروجرام ولذلك فان اغلب التركيزات الحديثة من عشرين الى ثلاثين ميكروجرام من الاستروجين) او تكون المرأة مدخنة او فوق الاربعين او تعاني من السكر والضغط او لديها ارتفاع شديد في الكولسترول او عندها قابلية وراثية لحدوث جلطات القلب او تعاني من السمنة المفرطة او تعاني من صداع الشقيقة المتكرر ..اما المرأة التي ليس لديها العوامل أعلاه فاحتمالية اصابتها بالجلطة قليلة جدا لا ترجح على الفائدة المرجوة من تلك الحبوب..ولذلك كان موقف جمعية القلب الأمريكية انه يجب على النساء المدخنات وعمرهن فوق الخامسة والثلاثين سنة ان يبتعدن عن استخدام حبوب منع الحمل ويناقشن مع اطبائهن استخدام وسائل أخرى….اما من هن تحت الخامسة والثلاثين ومدخنات فمازالت الفائدة ترجع على الضرر بالنسبة لتناول حبوب منع الحمل لأنه حتى لو زادت نسبة الجلطة فهي قليلة جدا.

اما جلطات الدماغ فهي نادرة جدا عند من يستخدمن تلك الحبوب حوالي 11 حالة في كل مائة ألف حالة في السنة الواحدة. وهذا رقم نادر الحدوث ولايرجح على فائدة الدواء ولكن من أصيبت بجلطة دماغية يجب عليها إيقاف تلك الحبوب مطلقا.

هل من استخدمن حبوب منع الحمل خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث عرضة لجلطات القلب في فترة ما بعد انقطاع الطمث؟؟

بوضوح تشير الأدلة العلمية ان استخدامهن لحبوب منع الحمل قبل سن اليأس من المحيض لا يجعلهن أكثر عرضة للجلطات في ما بعد ذلك إذا توقفن عند استخدام الحبوب.

ماهي الخيارات الآمنة لمنع الحمل لمن لديهن عوامل خطورة تزيد احتمالية جلطات القلب عند استخدام حبوب منع الحمل؟؟

هناك عدة خيارات معروفة لدى أطباء النساء والولادة وتعتمد على حالة المريضة والسبب الأساسي لاستخدام تلك الحبوب سواء كان منعا للحمل او غيره والعوامل المرضية المصاحبة في نفس الحالة.

من هن الحالات القلبية والوعائية اللاتي ينصحن باجتناب حبوب منع الحمل؟؟

من هن فوق 35 سنة، التدخين، من أصبن بجلطة في القلب او الدماغ، من يعانين من ارتفاع الضغط والسكري، من لديهن تضيق سابق في شرايين القلب او القدمين او الرقبة او شبكية العين او زيادة زلال البول من الكلى، من لديهن ارتفاع الضغط الرئوي، والرجفان الاذيني، وضعف عضلة القلب، من يعانين صداع الشقيقة المتكرر او لديهن قابلية وراثية للتجلط الشرياني. او من لديهن زراعة أعضاء مثل القلب او الكلى مع وجود مضاعفات رفض الجسم لها.

الخلاصة:

ان حبوب منع الحمل مثل أي دواء آخر له منافع وله مضار محتمله ويجب ان توزن المنافع والمضار في كل حاله قبل بدء الدواء ويتم متابعة السكر والضغط والكولسترول وحالة الأوعية الدموية في من يستخدمها…اما مرضى القلب فينصحون بالابتعاد عنها واخذ وسائل أكثر امانا مثل اللولب او غيره من الخيارات المعروفة عند أطباء النساء والتنسيق مع طبيب القلب المعالج.

زر الذهاب إلى الأعلى