المنطقة الشرقية

خلال جلسات مؤتمر الجبيل الصحي الأول .. خبراء القلب يوصون بالتوسع في افتتاح مراكز الرعاية القلبية بالمملكة

أوصى عدد من الأطباء والمختصين في علاج أمراض القلب المشاركين في مؤتمر الجبيل الصحي الأول لتخصصات طب الباطنة الذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل بالتوسع في افتتاح مراكز متخصصة في الرعاية القلبية بمختلف مناطق المملكة، وأشاروا إلى أن التوسع في افتتاح مراكز للرعاية القلبية يعتبر بمثابة خطوة وقائية ستؤدي إلى خفض التكاليف الناتجة عن علاج مرضى القلب في المملكة. وأوضح استشاري أمراض الباطنة والسكري وأمراض القلب في مستشفى الهيئة الملكية بالجبيل الدكتور منور المجنوني أن علاج أمراض فشل القلب يمثل موضوع هام وهاجس بالنسبة للأطباء العاملين في مراكز القلب داخل المملكة.

مشيراً إلى أن الأطباء المشاركين في المؤتمر أوصوا بإنشاء مراكز متخصصة للعناية بمرضى فشل عضلة القلب في مختلف المناطق الإدارية في المملكة وذلك لمواجهة الطلب المتزايد وتقديم خدمات رعاية وإجراء عمليات هامة كعمليات زراعة القلب ونحوه. وأشار إلى أن تزايد وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب في المملكة يعود لكون أمراض القلب بشكل عام تعتبر نتيجة لمختلف أمراض الباطنة فمثلاً مرض السكري المتفشي والذي بلغ معدل الإصابة به في المملكة إلى ما يقارب ال30% من سكان المملكة من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأمر ذاته ينطبق على بقية أمراض الباطنة كالضغط المزمن ونحوه.

وألمح إلى أن تكلفة علاج مرضى القلب في المملكة تعتبر عالية جداً، مطالباً ببذل المزيد من الجهود الوقائية للحد من انتشار أمراض القلب. وحول أبز التقنيات الحديثة المستخدمة في علاج مرض فشل عضلة القلب التي تم تناولها في جلسات المؤتمر أشار د. المجنوني إلى أنهم سلطوا الضوء على زراعة الأعضاء المساعدة , والتي أصبحت تستخدم لعلاج وتحسين الأعراض لدى بعض المرضى.

كما ناقش الخبراء خلال جلسات المؤتمر أحدث طرق علاج الجلطات ومقارنة نتائجها مع الدواء التقليدي المستخدم والمتمثل في مذيبات الجلطات ملمحاً إلى أن الدواء الأساسي المستخدم حالياً لعلاج الجلطات يتمثل في إيجاد قساطر للقلب تعالج الجلطات بشكل أفضل.

وحول المرتبة التي تحتلها المملكة على مستوى العالم من حيث الإصابة بأمراض القلب قال : للأسف لا توجد أرقام دقيقة يعوّل عليها وذلك لاختلاف مزودي الخدمة وعدم وجود ربط وتقييم دقيق لمعدل حدوث جلطات القلب أو أمراض القلب ولذلك أوصينا من خلال المؤتمر باستحداث سجل وطني لإجراء احصائيات دقيقة جداً لمعدلات الإصابة بأمراض القلب في المملكة.

وفيما يتعلق بأبرز الأسباب والممارسات المؤدية للإصابة بأمراض القلب في المملكة أكد المجنوني أن ضعف الإقبال على ممارسة الرياضة يعد سبباً رئيسياً للكثير من أمراض القلب ففي الوقت الذي توصي فيه منظمات الصحة حول العالم بالمشي بمعدل 10 الاف خطوة , نجد أن السعوديين يعتبرون أقل الشعوب ممارسة لرياضة المشي حيث لا تتجاوز خطواتهم ال400 خطوة يومياً وهذا يعتبر مؤشر خطير جداً ملمحاً إلى أن الحاجة لممارسة رياضة المشي تعتبر مطلباً هاماً وحاجة ملحة لمواجهة انتشار الكثير من الأمراض كالسكري والضغط وكذلك أمراض القلب.

وكانت جلسات مؤتمر الجبيل الطبي قد تواصلت أمس بالإضافة للعديد من ورش العمل حيث تناولت الورشة الأولى مرض السكري والمضاعفات المتعلقة به قدمها الدكتور راشد الجوير استشاري السكر والغدد الصماء بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران، وحضر الورشة 24 من مستفيدي الخدمات الطبية والمهتمين، استفادوا من البرنامج المفتوح والمعلومات المعروضة للنقاش

فيما تناولت الورشة الثانية نظرة عامة على الطب المهني قدمها الدكتور عماد الجحدلي استشاري المناظير بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، أما الورشة الثالثة فقد كانت عن خطة الكوارث الطبية بالخدمات الصحية للهيئة الملكية بالجبيل قدمها د. بدر صقر العتيبي استشاري طب الطوارئ والكوارث بالخدمات الصحية للهيئة الملكية بالجبيل تحدث فيها عن ابرز خطط الكوارث الطبية مؤكداً على أهمية الحرص على استمرارية التدريب العملي والنظري لجميع منسوبي مستشفى الهيئة الملكية بالجبيل والمستشفيات المجاورة في طب الكوارث، من خلال تنظيم الدورات التدريبية الأساسية والمتقدمة في طب الكوارث والأزمات، والعمل على ايجاد فريق متخصص في إدارة الأزمات والكوارث ليكون من أول المستجيبين لأي كارثة أو أزمة – لا قدر الله – والعمل على تنمية القدرات وتشجيع البحث العلمي في مجال الكوارث والأزمات في المنطقة الشرقية بالتعاون مع جميع الجهات الحكومية والأهلية، والعمل على المراجعة الدورية لخطط الكوارث والأزمات.

أما الورشة الرابعة فتناولت التدابير الوقائية للرعاية الصحية في سابك قدمها د. محمد جبر طبيب سابك، والذي استعرض المبادرات الوقائية الخاصة بالرعاية الصحية لشركة سابك ، حيث تقوم الشركة بتشجيع موظفيها على تلقي اللقاحات التي توصي بها وزارة الصحة بانتظام، ويجري حالياً التحصين المنزلي للتطعيم ضد الأنفلونزا لتشجيع موظفي سابك وعائلاتهم على التلقيح الوقائي.

يذكر أن جلسات مؤتمر الجبيل الصحي الأول لتخصصات طب الباطنة تستمر حتى غدا الخميس ويصاحبها العديد من ورش العمل المتاحة للجميع وكذلك معرض مصاحب.

زر الذهاب إلى الأعلى