أهم الاخبارمحليات

ذهب “الغبار” وفشلت “السعودية” و “ناس” في “إدارة الأزمات”..و غياب تام لهيئة الطيران المدني

كشفت “عاصفة الغبار” خلال اليومين الماضيين ضعف شركات الطيران بمطارات المملكة على إدارة الأزمات رغم مرور أكثر من ٤٨ ساعة على إلغاء أغلب الرحلات وفشلت كلتا الشركتين في حل مشاكلها في حين ألقت بالكرة في ملعب الركاب الذين تحملوا وحدهم أعباء هذه المشكلة.

 

وقبل أن تأتي التفسيرات وتحليل البعيدين عن الحدث أو المدافعين بحجة أن العوامل الجوية الخارجة عن إرادة الجميع هي السبب في توقف الطيران في أغلب مطارات المملكة، فإن العوامل الجوية التي شملت أغلب مدن المملكة انتهى بعضها وأصبحت الأجواء صافية بلا غبار والرؤية واضحة تماماً، إلا أن رؤية شركات الطيران لم تتضح ولم تعد إلى سابق عهدها قبل هذه الموجة الغبارية التي ذهبت مع الريح لأماكن أخرى.

 

عملاء شركتي “السعودية” و “ناس” في مطارات الرياض والدمام وجده وأبها وبيشة وشروره ونجران ومطارات أخرى تذمروا من عدم إعادة جدولة رحلات جديدة بعد تأخر وإلغاء رحلاتهم، ومعاناتهم من عدم تقديم حلول واضحة أو  الإعلان عن مواعيد جديدة يستطيع الراكب معها أن ينسق كثيراً من مواعيده وارتباطاته ووقته الذي كان آخر ماتفكر به شركات الطيران العاملة في مطارات المملكة.

 

وتحدث عدد من ركاب “السعودية” لصحيفة “المناطق” عن معاناتهم خلال اليومين الماضيين والتي لم تنته حتى لحظة إعداد هذا التقرير حيث أشار الدكتور أحمد النعمي أن لديه حجز مؤكد على طيران “ناس” من أبها إلى الدمام مساء الخميس، ووصل إلى المطار في الوقت المحدد وفوجأ كغيره من الركاب بتغيير موعد الإقلاع حتى 3:00 فجراً، وجاء الموعد ولم تصل أي طائرة لمدرج المطار ، وأعلن عن موعد آخر مساء الجمعة، ووصلته رسالة من طيران ناس تفيد أن الموعد الجديد 6:30 مساء، وقال: وصلت للمطار والحال كما هو، ولازلت حتى الآن في أبها لعدم وصول أي طائرة لمطار أبها حتى تقل الركاب إلى وجهاتهم، وما أدهشني وجميع الركاب أن موظفي المطار لاتوجد لديهم أي معلومة تفيد الراكب، ولا تفسر هذه المشكلة حتى يتدبر الركاب أمورهم، ويعرفون ماهم عليه.

أما الراكب سعد العلي فقال أنه تم إلغاء الرحلة المتجهة من الرياض إلى أبها بسبب موجة الغبار، ولم نعترض على ذلك لأننا ندرك أن هذه الأمور خارجة عن إرادة الجميع، ولكنه لم يحدد أي وقت جديد للرحلة، بل تم إفادتنا أننا سنتلقى رسائل عبر الهاتف الجوال بالمواعيد الجديدة، إلا أن الغبار انقشع وانتهت المشكلة في منطقة الرياض، ولم نتلق أي رسائل، وحاولنا الاتصال بالأرقام الخاصة بالخطوط السعودية ولم نجد أي رد، واتجهنا إلى مطار الملك خالد الدولي فلم نجد من يجيبنا، وكانت كاونترات المطار بلا موظفين، وعند إلحاحي وبعض الركاب على أحد الموظفين بطلب معرفة الموعد الجديد، قال: “لايوجد لدينا طائرات الآن، ولا أستطيع أن أفيدكم بأي شيئ”.

 

 

وتحدث لـ”المناطق” المواطن محمد علي عسيري فقال: كانت رحلتي أنا وزوجتي من مطار أبها متجهة إلى مطار الرياض صباح الخميس ومنها إلى أبوظبي بعد مغرب الأربعاء، ولدي رحلة مواصلة عبر طيران الاتحاد إلى لوس أنجلس، وبعد إعلان توقف الرحلات استسلمت للأمر الواقع، وانتظرت في ظل عدم وجود المعلومة، وبعد مغرب الخميس أبلغنا بتأخر رحلتنا إلى الرياض حتى 3:30 فجر الجمعة، مما اضطرني لتأجيل رحلتي المواصلة من أبوظبي إلى لوس أنجلس ليوم آخر، واضطررت لدفع مبلغ ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال، نظراً لتغيير موعد الرحلة، وعند الساعة 3:30 فجر الجمعة لم تكن لوحة الرحلات في مطار أبها تحمل أي مواعيد حالية أو جديدة فيما تخلو ساحة المطار من وجود أي طائرة، ولأني حريص على عدم ضياع رحلتي الدولية، اضطررت للسفر براً إلى الرياض، وعند وصولي مطار الملك خالد الدولي بالرياض وتحديداً في صالة الطيران الأجنبي فجر اليوم السبت، كانت طائرة خطوط الإتحاد متواجدة وتم إصدار بطاقة صعود الطائرة وسيكون إقلاعي إلى أبوظبي بعد قليل بإذن الله ومنها إلى لوس أنجلس.

 

المواطن محمد آل صالح قال أن رحلته من مطار الملك فهد بالدمام ألغيت ولم تحدد مواعيد جديدة ولم يتم الاعتذار من الركاب، وبدلاً من إعادة جدولة الرحلات لجميع الركاب كما هو المتبع، إلا أن موظفي كاونترات شركات الطيران طالبوه وجميع الركاب بالبحث عن حجوزات جديدة، وأن شركات الطيران غير مسؤولة عن تأمين مقاعد للركاب، وسيبقون على تذاكر الركاب صالحة للاستخدام، وليس لديهم أكثر من ذلك.

 

مصادر خاصة بـ”المناطق” أكدت أنه بعد انقشاع الغبار الذي لم يدم طويلاً والذي صاحبه تحويل عدد من الطائرات لغير محطات وصولها الرئيسية، رفضت طواقم الرحلات الانتظار بعد انتهاء فترات عملهم، في حين بقيت الطائرات والركاب في محطات جديدة غير التي يجب أن تصل لها الطائرات والركاب، وكان أغلب تجمعات الطائرات والركاب في مطار الملك فهد الدولي بالدمام، ومطار الملك عبدالعزيز بجدة، في حين تكدس الركاب في تلك المطارات ومطارات أخرى لم تصلها طائرات لنقل ركابها وفق رحلاتها المجدولة.

 

هذه الأمر يعكس عدم استعداد شركتي الطيران لدينا لمثل هذه الظروف مما فاقم عملية تدارك الأمر وجدولة رحلات جديدة من مطارات الدمام والرياض وجدة وأبها، في ظل إيقاف جديد أمس الجمعة لهبوط وإقلاع أي طائرة من مطارات بيشة ووادي الدواسر ونجران، واستمرار عدم وصول أي طائرة لمطار أبها.

 

الصمت الذي واكب الأحداث من قبل شركتي “الخطوط الجوية العربية السعودية” و “طيران ناس” فاقم المشكلة وجعل الناس في حيرة من أمرهم، وقد جاء غياب دور هيئة الطيران المدني التي التزمت الصمت أيضاً أمام هذه الربكة التي عقبت “موجة الغبار” ضربة أخرى زادت قلق الركاب، حيث لم يجدوا من يرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم، ولم تظهر الهيئة لإنصاف الركاب في جميع مطارات المملكة ولو للرد على الأسئلة، أو إجبار شركات الطيران على إعلان أي شيء يقنع الركاب بالبحث عن بديل أو العودة إلى منازلهم، أو الإعلان عن مواعيد جديدة حتى وإن كانت بعيدة، وهذا الأمر تسبب في تكدس الركاب في المطارات في منظر مسيئ وغير حضاري تسببت فيه شركات الطيران وهيئة الطيران المدني، التي لم يحقق أي منها أي تقدم منذ يومين مضت، وأظهرت الأحداث سوء تعاملها مع الوضع، وعدم وجود خطط لإدارة الأزمات نهائياً، وقد رصدت “المناطق” عدداً من الصور لتكدس الركاب في مطار الملك خالد الدولي بالرياض تثير الاستغراب وتدعو  إلى الضيق والغضب.

م7 م6 م5 م4 م3 م2 م1

‫2 تعليقات

  1. اين خطط الطوارئ للتعامل مع هذه الحالات بل ان ابسط الامور مثل ارسال رسائل للركاب بتاجيل رحلاتهم لم ترسل وانهار نظام الرسائل لديهم في لحظات وعجزو عن جدولة رحلات جديدة وعن احتواء المشكله رغم كونها مشكله متوقعه وليست حدث جديد وكان موظفو خدمات العملاء بلا اسلوب احترافي للتعامل مع الجمهور،، ارى ان هيئه الطيران والخطوط السعوديه بحاجة لتغيير اداري جذري ونطالب بمحاسبه المتسببين في عدم ادارة الازمه

زر الذهاب إلى الأعلى