يكتبون

“ذوو التوحد” و “جائحة كورونا”

جائحة كورونا سببت للجميع نوعاً من الارتباك والخوف، ولكن باتباعنا لتعليمات وزارة الصحة والجهات الرسمية نتمكن بإذن الله من حماية أنفسنا وحماية من نحب.
هناك فئة في مجتمعنا مرتبكون أيضاً ويشعرون بتغيير كبير بسبب هذه الجائحة ولكنهم غير مدركون تماماً لطبيعة وسبب هذا التغيير، ولهم حق علينا في إرشادهم وتعليمهم بالطريقة التي تتناسب مع احتياجهم وإدراكهم.
أبناؤنا من ذوي التوحد غالباً ما يكونوا مختلفين عن أقرانهم في إدراك ما حولهم والتصرف بالطريقة المناسبة التي تتناسب مع المواقف التي يمرون بها، حددت في هذه المقالة ثلاثة مواقف مهمة للأطفال ذوي التوحد أثناء جائحة كورونا وهي:
١- اللعب مع الأقران
٢- لبس الكمامة
٣- إجراء فحص كورونا

• دائما ما تكون الإجازة الصيفية هي وقت الاجتماعات العائلية واللعب مع الأقران، فيجب على ولي الأمر أن يوضح للطفل من ذوي التوحد أن هذه الإجازة مختلفة عن الأعوام السابقة، و أن الخروج سيكون محدود ويجب علينا ارتداء الكمامة لكي لا تنتشر الجراثيم والفايروسات، ويكون ذلك من خلال الحوار الذي يتناسب مع إدراك الطفل، و يجب اختيار الألعاب التي لا يكون فيها تلامس مثل ركوب الدراجة أو السكوتر، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة مثل حديقة الألعاب أو أماكن السباحة العامة، وبالإمكان أن نستمتع بوقتنا بطرق مختلفة مثل المشي في الأماكن المفتوحة مع الحرص على التباعد الاجتماعي أو الاتصال بصديق بالهاتف للاطمئنان عليه والاستمتاع بالحديث معه.

• قد لا يدرك الأطفال من ذوي التوحد لماذا الجميع يلبس الكمامة، فيجب على أولياء الأمور أن يوضحوا أن كل من حولهم في هذه الأيام يلبسون الكمامة لكي لا ينتشر الفايروس، و يجب علينا تعليم الطفل الطريقة الصحيحة للبس الكمامة ومساعدته في ارتدائها، والتدرب على لبسها في المنزل لكي يتم التعود على لبسها، و بالإمكان وضع الكمامة على دميته المفضلة لكي يكون الوضع مألوفاً، ونحرص على أن يدرك الطفل أن الكمامة يجب أن تغطي الأنف والفم و أنها قد تكون مربوطة خلف الرأس أو يكون لها مطاط يوضع خلف الأذن، نوضح للطفل أن هناك كمامات بألوان وأشكال مختلفة و أن بإمكان الطفل الحصول على كمامه تحمل صورة بطله الخارق أو لونه المفضل، قد تكون الكمامة مزعجة في بداية الأمر ولكن من الأفضل المداومة على لبسها باستمرار لكي يتعود الطفل من ذوي التوحد على ذلك ويكون الأمر أسهل مع مرور الوقت، وفي حال أنه أنزعج من لبسها بالمطاط خلف الأذن فيجب تبديل الكمامة بأخرى يمكن ربطها خلف الرأس او تثبيتها على القبعة.

• حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الصحة وفرت خدمات صحية متميزة للجميع مثل خدمة تطمن، وأنت في سيارتك بإمكانك التأكد والاطمئنان في حال شعرت بأعراض مرض كورونا، وفي حال رغبنا أن نطمئن على الطفل من ذوي التوحد وذهب معنا في السيارة لإحدى محطات الفحص ونحن في السيارة فيجب علينا أن نوضح للطفل أن هذا المكان المؤقت هو للتأكد و الاطمئنان على صحتنا من فايروس كورونا، و يجب على أحد الأبوين أن يتولى الإفصاح للممارس الصحي عن البيانات المطلوبة كاسم وعمر الطفل من ذوي التوحد، ينبغي أن يعرف الطفل أنه سيبقى في السيارة طوال الوقت ولا يجب عليه النزول و بإمكانه إحضار لعبته المفضلة أو جهازه اللوحي للاستمتاع بها خلال فترة الانتظار، وإذا اقتربت السيارة من الممارسين الصحيين نوضح للطفل أن هؤلاء الأشخاص بغطاء الرأس و الجسم و القفازات وغطاء الوجه البلاستيكي والكمامة هم الممارسون الصحيون و هم يلبسون كل هذا لحماية أنفسهم وحمايتنا، وعلى الرغم من أننا لا نرى وجهوهم إلا أنهم يخفون خلف الكمامة ابتسامة جميلة ويرغبون في تقديم أفضل الخدمات الصحية لنا، وعندما يحين دور الطفل من ذوي التوحد لإجراء الفحص يكون من المهم أن يتواجد أحد الأبوين بجانبه لمساعدته في اتباع التعليمات، ونبين للطفل أن الممارس الصحي سيقوم بإجراء مسحة سريعة عن طريق الأنف أو الفم وذلك بإدخال عود صغير يحمل في رأسه قطعة قطنية وذلك للتأكد أنه لا يوجد فايروس أو جراثيم في جسمك، نبين للطفل أن الإحساس قد يكون غير مريح ولكنه مهم جداً لسلامة الجميع، وبعد إجراء الفحص بنجاح من المهم أيضا تشجيع الطفل ببعض العبارات المحببة إليه والتصفيق له و أيضاً شكر وتوديع الممارسين الصحيين على خدمتهم الرائعة.
نسأل الله السلامة ودوام الصحة للجميع وأن تزول عنا جائحة كورونا قريباً.

*دكتوراه في التربية الخاصة

زر الذهاب إلى الأعلى