يكتبون

ريادة الأعمال بالمملكة.. عندما تصنع القيادة مستقبل أجيالها

بقلم_أ.د. سيد أحمد حاج عيسى

تبنت المملكة العربية السعودية الرؤية كأحد أهم مداخل التحول الوطني، والتي شيدها ورسخ مبادئها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزي الدفاع، لتكون نهجاً وسبيلاً للتقدم الاقتصادي في كافة المجالات، مركزاً على الابتكار وريادة الأعمال كنموذج فعّال في تحقيق السبق عربياّ وعالمياّ. 

منذ عام 2015 عرفت المملكة كثيراً من التحولات سواء على مستوى الفكر والعقلية الابتكارية لدى المواطن السعودي، وأقصد هنا الطالب الجامعي تحديداً، أو على مستوى الهيئات (إنشاء هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والهيئة السعودية للملكية الفكرية، ووكالة خاصة للابتكار وريادة الأعمال في وزارة التعليم) والبنى التحتية الأساسية للابتكار المستدام، فالمتأمل لبعض المؤشرات الدولية والعربية خلال السنوات القليلة الماضية يجد أن المملكة عايشت تقدماً ملحوظا في هذا المجال، وعلى سبيل الذكر لا الحصر نجد أن المملكة العربية السعودية صُنفت بالمرتبة 66 عالمياً عام 2020 متقدمة بمرتبتين عن عام 2019، حيث أظهر التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية تحسناً في ثلاث محاور رئيسية تمثلت في نمو الأسواق حيث حصلت على المرتبة 44 متقدمة بثلاث مراتب عن سنة 2019، وأحرزت المملكة المرتبة 69 عالمياً في مؤشر مخرجات المعرفة والتكنولوجيا (الإبداع) مقارنة بالمرتبة 86 عام 2019، فيما احتلت المرتبة 102 عالمياً متقدمة بمرتبتين عن عام 2019 على مستوى مؤشر المؤسسات؛ كما أحصت الهيئة السعودية للملكية الفكرية 3979 طلب براءة اختراع عام 2021، بزيادة قدرها 1573 طلباً عن عام 2015 قبل إطلاق رؤية المملكة 2030؛ كما احتلت المملكة عام 2018 المركز الأول عربياً والمركز الـ 22 عالمياً في عدد براءات الاختراع بواقع 787 براءة اختراع؛ وتم في عام 2022 رفع 14 جامعة سعودية إلى تصنيف QS، وهو تصنيفٌ يعتمد على قياس التطور والابتكار في 1300 جامعة عالمية، إضافة الى مستوى الجهود البحثية التي تبذلها الجامعات للتأثير الفعال على المستويين المحلي والدولي، فضلاً عن تقدير رواد الأعمال للجهود الأكاديمية التي تبذل في المؤسسات الجامعية لأجل ترسيخ الفكر الريادي لديهم وتهيئتهم لسوق العمل.

المُلفت في رؤية المملكة تلك العزيمة والروح التي زرعتها قيادة المملكة في طاقاتها البشرية داخل وخارج الوطن، وأتحدث هنا عن الدكتور عبد الله ناصر البصيري سفير المملكة في الجزائر، الذي يسير وفق مبادئ وأهداف رؤية المملكة 2030 متيقناً بأن بناء أي منظومة منسجمة ومتكاملة يتطلب جملة من الخطط والبرامج المتخصصة التي تلبي حاجات الطالب في مسيرة بنائه لمشروع المستقبل من توعية وإرشاد وأنظمة تفاعلية تتمحور على شكل مبادرة تهدف إلى رعاية رواد الأعمال من الطلاب، وغرس ونشر ثقافة ريادة الأعمال والاستثمار والعمل الحر وتأصيلها بين طلاب المدرسة السعودية في الجزائر، كما يعمل على توفير بيئة خصبة للإبداع والابتكار داخل المدرسة تساعد على تنمية الاقتصاد المعرفي وتطوير برامج تكوينية جديدة تلبي متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، بحيث تُسهم مخرجاتها  في تطوير منظومة الاقتصاد الوطني وتوسيع قاعدته الإنتاجية ودعمهم للمساهمة المباشرة في التنمية الاقتصادية بما يتوافق مع رؤية المملكة .

وبكل اختصار.. فإنها مبادرة تحول الطلاب من باحثين لفرص عمل إلى مولدين لها.

زر الذهاب إلى الأعلى