ثقافة وفنون

قصص وأحداث مثيرة في “52 تكا تكا” لعبدالرحمن السلطان

ما الذي يجمع الشهير “ستيف جوبز” بـالرئيس البرازيلي السابق “لولا دي سيلفا”؟ وما الذي يجمع بين ملكة برامج الطبخ والتدبير المنزلي الأمريكية “مارثا ستيورت” والصيدلانية السعودية “هبة الدوسري”؟ بل ما الذي يجمع العجوز النيرويجي “كلاوس كرون” والكاتب المثير للجدل هنا “سعيد الوهابي”؟

كل هذه الشخصيات وغيرها من الأحداث والقصص المثيرة اجتمعت في الكتاب الجديد:”52 تكا تكا” للقاص والكاتب السعودي عبدالرحمن بن سلطان السلطان, والحقيقة أن القاسم المشترك بين جميع المقالات الاثنين والخمسين التي يحتويها الكتاب هي روح الإيجابية وتشجيع الإبداع بمختلف اتجاهاته, التي تستطيع تلمسها منذ الفصل الأول, الذي يتتبع تجربة وظيفية غير تقليدية للشاب الأسترالي “بول سيمور”, الذي تنقل في سنة واحدة بين 52 وظيفة! أي بمعدل وظيفة واحدة كل أسبوع, وحقق حلم حياته بالتعرف على أكثر عما يريده فعله في الحياة, وأكثر من ذلك بتحقيق الشهرة وتجربة شيء لم يسبقه إليه أحد, وهو ما دفع الكاتب السلطان لاختيار النصف الأول من اسم كتابه من هذه التجربة الفريدة, ليقوم باختيار 52 تجربة وقصة ملهمة, وهذه التجارب ليست محصورة بشخصيات ناجحة سعودية كانت أو أجنبية, بل تتجاوز الحديث عن الشخصيات لتستعرض قصص مشاريع لم تنجح لولا وجود من آمن بها وسهر على بنائها, بالإضافة إلى حكايا مدن وبلدات إزدهرت بفضل فكرة بسيطة وإصرار مثير للدهشة.

يمتاز أسلوب السلطان بسهولة الكلمة وموثقية المعلومة, فضلاً عن الأسلوب السردي الماتع, كون السلطان قاصاً حاصلاً على جوائز متقدمة في حقل القصة القصيرة, كالمركز الأول لجائزة الشيخ حميد بن راشد للثقافة والعلوم فرع القصة القصيرة, مما يجعل قراءة الكتاب رحلة ممتعة في سماء الكلمة,  إذ قلما تجد كتاباً يجمع بين روعة الكلمة و”دسامة” المحتوى, يقول السلطان في مقدمة كتابة “52 تكا تكا”: أن كتابه “يؤكد على دروب النجاح متنوعة بقدر تنوع البشر, وأنها مسألة يمكن تحقيقها بسهولة؛ شرط أن يؤمن الإنسان بسمو هدفه وبقدرته على الوصول إليه”, بيد أنه يشير في مقالة أخرى إلى كلمة سر الأسطورة “ستيفن كينج”, والتي لم تكن سوى الكلمة التي يضجر منها الكثيرون: وهي “الإصرار” وهي بالطبع ما يحاول بثه عبر رسائله المستترة في الكتاب, فقدر ما تلعب الموهبة والصدفة دوراً في قدح شرارة النجاح وتسلق أولى عتبات السلم نحو الآعلى؛ بقدر ما يلعب الاستعداد المهني والخبرة المتراكمة الدور الأكبر في استمرارية النجاح ونقلك إلى مستوى نجاح أكبر وأشمل.

“52 تكا تكا” صادر مؤخراً عن دار مدارك للنشر وهو بحق رحلة مثيرة في سماءات الإبداع المتنوعة, والتي زينّت بمجموعة هائلة من الصور المعبرة, عنوانه الأساسي أن النجاح يبدأ من الشخص نفسه, متى ما آمن بقدرته على تجاوز الصعاب والعمل بصدق نحو تحقيق شغف الحياة, كما نجدها في  قصة “مشهور الدبيان” رائد ألعاب الفيديو السعودي, أو “هاياو ميازاكي” مبدع “عدنان ولينا”, أو حتى مسلسل “ساينفلد” الذي حقق أقصة درجات النجاح من اللاشيء! ناهيك عن القصص المتنوعة الأخرى في الكتاب.

unnamed1 unnamed

تعليق واحد

  1. أبارك للصديق الأخ عبدالرحمن السلطان هذا الكتاب الجديد, وأتنمى أن يكون على مستوى التطلعات وأن يكون إضافة تذكر للمكتبة العربية في مجاله, وأسأل الله التوفيق والنجاح فهو من الشباب المبدعين في أكثر من مجال

زر الذهاب إلى الأعلى