أبرز المواددوليصحة

كيف تعاملت الدول العربية مع جدري القرود؟

المناطق_الرياض

مع التحذيرات الجديدة من مرض جدري القرود عقب اكتشاف حالات في عدد من الدول الأوروبية وصل عددها إلى نحو 100 حالة، تزايدت التساؤلات في الدول العربية بشأن الاستعدادات في حال تفشي وباء بشكل مشابه لما حدث مع فيروس كورونا، الذي تحول إلى جائحة مستمرة منذ أكثر من عامين.

السعودية

أكدت وزارة الصحة السعودية، السبت، أنه لم ترصد في المملكة أي حالة إصابة بمرض جدري القرود، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وأشارت الوزارة إلى أن جميع الفحوصات الطبية والمخبرية للمرض متوفرة في البلاد، كما أصدرت دليلاً إرشادياً للممارسين الصحيين، وأضافت أنها تملك خطة وقائية وعلاجية للتعامل مع حالات المرض حال ظهورها.

وأضافت أن برنامج اللوائح الصحية الدولية بالمملكة على تواصل مع منظمة الصحة العالمية، لمعرفة تفاصيل أي مستجدات عن المرض.

مصر

نفت وزارة الصحة المصرية تسجيل أي حالات، وقال الناطق باسم الوزارة حسام عبد الغفار في تصريحات تلفزيونية، إن وزارته تتابع الموقف الوبائي بشكل دقيق، وإنها تمتلك خبراء ومتخصصين للتعامل معه.

وأشار عبد الغفار إلى أن فيروس جدري القردة غير مشابه في طبيعته لفيروس كورونا، وطرق انتشاره معروفة طبياً، إذ ينتشر الفيروس عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة ولا ينتقل عن طريق الهواء.

الجزائر

في الجزائر التي عادت لتكثيف رحلاتها الجوية مؤخراً، بعد أشهر قضتها البلاد في الإغلاق بسبب جائحة كورونا، برزت فيها المخاوف من المرض الجديد أيضاً، إذ أكد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب الجزائري علي ربيج، أن تكثيف الرحلات الجوية لا يعني أن نقل المرض سيكون سهلاً.

وأوضح أن المراقبة في المطارات والموانئ هي بداية مواجهة هذا المرض الذي انتشر في أوروبا.

وأضاف ربيج في تصريحات لـ”الشرق”، أن لجنتهُ أجرت مؤخراً اجتماعاً مع وزارة الصحة الجزائرية بشأن مرض جدري القرود، موضحاً أن الوزارة أكدت جاهزيتها لمنع أي تفشٍ المرض داخل البلاد، وأنها قادرة على تطويقهِ في حال تمّ تسجيل حالة مؤكدة.

وأشار رئيس اللجنة النيابية إلى أن المنظومة الصحية في الجزائر تعمل على التطعيم ضد مرض الجدري منذُ عقود طويلة، وهي بذلك مستعدة للتعامل مع أي طارئ.

المغرب

أعلنت وزارة الصحة المغربية الاثنين، تسجيل 3 حالات مشتبه في إصابتها بفيروس جدري القرود.

وقال منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة معاذ المرابط، إن هذه الحالات في صحة جيدة، وتحت الرعاية الصحية والمراقبة الطبية، وخضعت للتحاليل الطبية في انتظار النتائج.

وأشار المتحدث إلى أن المملكة لم تسجل أية حالة مؤكدة بالمرض حتى الآن.

وكان مسؤول بوزارة الصحة المغربية قد أكد في وقت سابق الاثنين، لـ”الشرق”، أن المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة، يتابع التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات الصحية الدولية بشأن المرض الفيروسي.

وأضاف أن الوزارة تقوم بعمليات المراقبة الصحية بشكل دوري في جميع المطارات والموانئ والمعابر الحدودية، من أجل الكشف المبكر عن أي حالة واردة، والحد من انتشار فيروس جدري القرود.

وأشار إلى أن المنظومة الوطنية للمراقبة الوبائية تتابع جميع تطورات البيانات الوبائية.

لبنان

بعد تداول أنباء عن اكتشاف حالات للمرض في لبنان، نفت وزارة الصحة اللبنانية في بيان وجود أي حالة اشتباه أو إصابة بالمرض في البلاد، وأشارت إلى أنها ستعلن عن أي إصابة في حالة ثبوتها.

وأكدت رئيسة مصلحة الطب الوقائي بوزارة الصحة اللبنانية عاتكة بري، أن لبنان يتبع إرشادات وتدابير منظمة الصحة العالمية والتي لم توص حتى الآن بأي إجراء على المعابر الحدودية أو المطارات.

وقالت بري إن تعريف الحالات يتم وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، وسيتم تعميم هذا التعريف على كافة المراكز الطبية في لبنان، كي يتمكن العاملون من تشخيص الحالات في حال الشك بالإصابة بجدري القرود.

وكشفت رئيسة الطب الوقائي عن عدم وجود فحوصات للمرض في لبنان، لكنها أشارت إلى أنه ريثما تصل الكواشف ستقوم وزارة الصحة اللبنانية بإرسال العينات إلى خارج لبنان بحسب توجيهات منظمة الصحة.

وعن إجراءات العزل، قالت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة إن مستشفى رفيق الحريري الجامعي (مستشفى حكومي في بيروت)، مجهز وقادر على استيعاب أية حالة مشتبهة أو مؤكدة للحجر، أو التأكد من الحالة.

الأردن

الأردن أبدى استعداده مبكراً للوقاية من المرض، إذ قال أمين عام وزارة الصحة الأردنية لشؤون الأوبئة رائد الشّبول لـ”الشرق”، إن الوزارة استحدثت غرفتي عزل بمستشفى البشير في العاصمة عمّان، في خطوة استباقية تحسباً لرصد أو الاشتباه بأي حالة بفيروس جدري القرود.

وأضاف الشبول أن الوزارة وضعت خطة للتعامل مع فيروس جدري القرود، تمثلت بعزل أي حالة يشتبه بإصابتها بالفيروس، كما تم التعميم على الجهات المختصة على المعابر الحدودية للمملكة بعزل الأشخاص الذين يتم الاشتباه بهم، لافتاً إلى أن الوزارة تواصلت مع جهات متخصصة في الدول الأوروبية لجلب المواد الكاشفة لهذا الفيروس.

وأكّد على عدم وجود إصابات أو حالات اشتباه بالإصابة بفيروس جدري القرود في الأردن، مشيراً إلى جاهزية القطاع الصّحي للتعامل مع الفيروس.

العراق

العراق الذي يعاني من تفشي مرض الحمى النزفية، لم يستعد بعد للخطر الجديد. إذ قال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر لـ”الشرق”، إنه سوف يصدر في الأيام القليلة المقبلة موقف رسمي من وزارة الصحة بشأن جدري القرود.

وأكد البدر أن موقف الوزارة سيصدر بعد المشاورة مع منظمة الصحة العالمية حول الفيروس.

السودان

السودان الذي شهد تفشياً للمرض في إحدى مناطقه في سبعينيات القرن الماضي، والتي أصبحت الآن جزءاً من جمهورية جنوب السودان، أكد وضع الاحتياطات الطبية اللازمة لمواجهة جدري القرود من خلال البروتوكولات الصحية وتدريب الكادر الطبي.

وقالت مديرة قسم الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة السودانية ليلى حمد النيل لـ”الشرق”، إن الوزارة قامت باستعدادات وتدابير لمنع دخول المرض للبلاد عبر كافة المعابر.

وأضافت أنها عملت على تدريب الكوادر الصحية والطبية للتعامل مع أي حالة مرضية أو اشتباه، إضافة إلى وضع الاحترازات بجميع المعابر الحدودية مع دول الجوار.

وأكدت أنه تم تشديد الإجراءات ووضع رقابة على القادمين من دول غرب إفريقيا، ودول أخرى انتشر بها المرض خلال الفترة الماضية.

ليبيا

قال عضو اللجنة العلمية بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض السارية في ليبيا إبراهيم الدغيس لـ”الشرق”، إن مرض “جدري القرود” ليس جديداً، وظهر على الإنسان أول مره 1970 في الكونغو الديمقراطية.

وتوقع الدغيس ألا يؤدي “جدري القرود” إلى جائحة مثل فيروس كورونا لاختلاف طرق انتقال العدوى، مضيفاً أنه لم يتم تسجيل أي حالات إصابة أو اشتباه في ليبيا.

وتابع: “الوضع بصفة عامة مطمئن، ولكن نحن نتابع بشكل دقيق الأشخاص، خاصةً من الدول التي سجلت حالات إصابة ونتابع معهم في حال ظهور أية أعراض”.

وأوضح الدغيس أنه تم تشكيل لجنة علمية لمتابعة الوضع الوبائي وتعقد اجتماعاتها بشكل متواصل، مع تخصيص خط ساخن “للحصول على كافة المعلومات والمساعدة في حال أية استفسارات بشأن هذا المرض”.

اليمن

بعد تداول أنباء في مواقع التواصل ومواقع إخبارية محلية عن اكتشاف حالة لجدري القرود باليمن، نفى مسؤول بوزارة الصحة اليمنية اكتشاف أي حالة في البلاد.

وقال المسؤول الذي فضل عدم التصريح باسمه، لـ”الشرق”، إن الصورة التي تم تداولها هي لشخص مصاب بالجدري، وكانت الصورة قد أظهرت شخصاً في رواق أحد المستشفيات وتنتشر على جسده آثار المرض القديمة، ولفت المسؤول إلى أن مرض الجدري والحصبة منتشران في مناطق عديدة باليمن.

وكان وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح قد وجه السلطات على المنافذ البرية والبحرية والجوبة باتخاذ الإجراءات الوقائية المعتمدة عالمياً في التعاطي مع المرض.

وجدري القرود، الذي يظهر غالباً في غرب ووسط إفريقيا، هو عدوى فيروسية تم رصدها لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينات، إذ تشمل الأعراض الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

ويسبب الفيروس طفحاً جلدياً بشكل مميز، إذ تبرز حبوب على الجلد. وعادة ما يكون خفيفاً، لكن هناك سلالتين رئيسيتين له إحداهما سلالة الكونغو، وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10%، وسلالة غرب إفريقيا بمعدل وفيات نحو 1% من حالات الإصابة.

ورُصد المرض الفيروسي لأول مرة في القرود، وعادة ما تنتقل العدوى من خلال الاتصال الوثيق وتكثر الإصابات به في غرب ووسط إفريقيا.

ونادراً ما انتشر المرض في أماكن أخرى، لذلك أثارت هذه الموجة الجديدة من الحالات خارج القارة الإفريقية القلق.

زر الذهاب إلى الأعلى