أهم الاخبارأبرز المواددولي

لأول مرة منذ ظهور الفيروس.. انتقال عدوى “كورونا” من قط إلى إنسان

منذ أن بدأ وباء «كوفيد-19»، كان هناك عديد من الحالات الموثقة للبشر الذين نقلوا فيروس «كورونا المستجد»، إلى حيواناتهم الأليفة؛ لكن العكس كان أكثر ندرة، فحتى وقت قريب، كانت الهامستر والمنك والغزلان ذات الذيل الأبيض هي الحيوانات الوحيدة التي تم الإبلاغ عن نقلها للفيروس إلى البشر.

ولأول مرة، أثبت مجموعة من الباحثين في تايلاند حالة محتملة لانتقال العدوى من قطة إلى إنسان.

وتشير الدراسة المنشورة عن هذه الحالة في العدد الأخير من دورية «الأمراض المعدية الناشئة»، إلى أن أباً وابنه البالغ، أصيبوا بـ«كوفيد-19» في بانكوك، وتم نقلهم مسافة 900 كيلومتر إلى مستشفى في منطقة هاتياي في تايلاند، بسبب عدم توفر أسِرة مستشفى في بانكوك، وسافر المرضى بسيارة إسعاف مع قطتهم الأليفة، ولا يوجد ذكر في الدراسة لسبب وجود القطة معهم.

وعند الوصول، تم فحص القطة من قبل 3 أطباء بيطريين محليين، وتم إجراء مسحة لها بحثاً عن الفيروس، وأثناء أخذ مسحة الأنف، عطست القطة في وجه أحد الأطباء البيطريين، وكان اختبار القطة إيجابياً، وأصبح هذا الطبيب البيطري إيجابياً أيضاً بعد بضعة أيام.

وأظهر التسلسل الدقيق للفيروس من الأب والابن والقطة والطبيب البيطري أنهم متطابقون، والأهم من ذلك أنهم مختلفون عن السلالات المنتشرة في المنطقة المحيطة بهاتياي. والاستنتاج القوي للغاية هو أن الأب والابن والقطة أصيبوا بـ«كوفيد-19» في بانكوك، بينما أصابت القطة الطبيب البيطري أثناء الفحص.

والمعروف بالفعل أن الفيروس يصيب مجموعة من الحيوانات الأليفة والبرية، بما في ذلك الخفافيش والقطط والكلاب والمنك والغزلان، وبناءً على مقارنة المستقبلات الموجودة على سطح الفيروس ومجموعة من الخلايا الحيوانية، يتوقع العلماء أنه يمكن أن يصيب العديد من الأنواع إذا سنحت الفرصة.

لكن حتى الآن، تشير الأدلة إلى أنه إذا كان انتقال العدوى من حيوان إلى إنسان يلعب أي دور في الحفاظ على الوباء، فهو ضئيل جداً، وانتقال العدوى من إنسان إلى إنسان هو العامل الأكثر أهمية.

ولم يتم تحديد ملكية الحيوانات الأليفة كعامل خطر لـ«كوفيد-19». وفي إحدى الدراسات أدت تمشية الكلب إلى زيادة خطر الإصابة بفيروس «كورونا»؛ لكن هذا بالطبع يمكن أن يكون مرتبطاً بمجموعة من مصادر العدوى.

وفي هولندا؛ حيث كان هناك دليل على انتقال الفيروس من المنك إلى الإنسان، تم الاحتفاظ بالمنك في أقفاص؛ حيث كان الانتقال بين المنك منتشراً، وتعرض عمال المزارع لها بشدة.

وحتى في هذه الدراسة الأخيرة من تايلاند، أصيب واحد فقط من الأطباء البيطريين الثلاثة بالعدوى، وربما لأن القطة عطست في وجهه، وهذا من شأنه أن يعرضه لجرعة عالية من الفيروس.

وكانت النصيحة من وكالات الصحة العامة أثناء الوباء حتى الآن، هي محاولة تقليل اتصالك مع حيوانك الأليف إذا كان لديك «كوفيد-19»، وتقليل أي اتصال بين حيوانك الأليف والأشخاص الآخرين وحيواناتهم الأليفة. وبشكل عام، يبدو أنه لا يوجد سبب لتغيير هذه النصيحة.

وهناك مخاوف بشأن احتمال أن يؤدي الانتقال من خلال أي نوع غير بشري إلى تطور متغيرات جديدة غير متوقعة، وقد تكون هذه المتغيرات -على سبيل المثال- أكثر قدرة على الهروب من المناعة الناتجة عن التطعيم أو العدوى السابقة، أو تسبب مرضاً أكثر خطورة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى