أبرز المواديكتبون

لا تبكِ إذا ذهبت الشمس

عبدالعزيز الحسين*

نكاد نجزم حينما ينتابنا القلق من حدث مزعج؛ أن هذا الحدث قد يكون في ظاهرِهِ شرًّا، وهذا من التشاؤم الذي يصنعه ضعف الإيمان والشعور بالخوف، ولكن مانلبث إلا قليلًا حتى تكونُ العاقبةُ خيرًا، بإذنِ اللهِ!؛ فما من عسر يُبتلَى به إنسان؛ إلا وللهِ فيها ألطافٌ خفية ثم يأتي من بعده خير عظيم و عميم تنشرح له الصدور وتبتهج به السرائر .

والأمثلة الواقعية والأحداث التاريخية خير دليل على أن بعد العسر يسرًا وتيسيرًا من الله سبحانه؛ فهذه غزوة الأحزاب بلغتِ القلوبُ فيها الحناجرَ و غلب على ظنِّ الناسِ الهزيمة والانكسار؛ فجاءَ الفرجُ من الله تعالى ونزلَ النصرُ بفضله، ما أجمل التفاؤلَ وتعويدَ النفس على الإيجابية والتشبث بالأمل والثقة بالله تعالى؛ فهي السعادة الحقيقية.

إن الحياة بلا إيمان بأقدار الله عزّ و جلّ موحشة ومخيفة يسودها الاضطراب والهلع وضعف الإنتاج؛ قيل: لا تبكِ إذا ذهبت الشمس، فدموعك ستحجب عنك رؤية النجوم؛ ومن المؤكّد إذا كنت تركز دائمًا على السلبيات وتعظمها في نفسك، فحياتك ستكون انعكاسًا لذلك؛ فالنظرة المتفائلة من شأنها أن تجعلَك تحبُّ الحياة، وتحفزك للعيش بصحة نفسية تجعلك تتمتع بما حباك الله تعالى من نعم وتدفعك للعمل والمثابرة مما يجعل النجاح من نصيبك في كل ما تصبو إليه؛ وتأكد أن بعد كلّ محنةٍ منحةً.

لما شكَتْ أمُّ السائبِ الحمّى وقالت: لا باركَ اللهُ فيها، نهاها النبيُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقَالَ: لاَ تَسُبِّي الْحُمَّى؛ فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِى آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ؛ فعلى الإنسان كفرد أن يعملَ جاهدًا لمواجهة المشكلات والصعوبات التي تواجهه؛ فإن واجهت الإنسان مشكلة على المستوى الفردي أو الأسري؛ فعليه مواجهتها بحكمة وعزيمة قوية وإرادة صُلبة وقناعة بأنها ستنجلي لا محالة.

زر الذهاب إلى الأعلى