يكتبون

لست على مايرام

ما أغمضت عينيّ البارحة ولا استطعت النوم . اختارت العاصفة الثلجية ” زينة ” الليل لتلقي بحمولتها من الثلوج على من لا يملكون للاحتماء منها سوى خيمة من قماش . شاهدتُ النساء على التلفزيون منهمكات في الاستعداد للعاصفة بإحاطة خيمتهن بالحجارة كي لا تقتلعها الرياح العاتية . أدركت ليلاً وأنا أستمع لزمجرتها خلف نافذتي ، أنّ كلّ تلك الخيام غدت غنيمة للعاصفة ، وأنّ أخبار الصباح ستحمل لنا صوراً لأطفال ونساء كفّنهم الثلج بعيداً عن وطنهم سوريا .
لست على ما يرام . استحيت من امتلاكي سريراً ومدفأة وثيابا صوفيّة ، أحسستُ بترف أن يكون لي سقفا وباباً ، وبراداً فيه زادي اليومي من الحليب . ولا حليب لأطفال النازحين الرضع الذين إن لم يقتلهم الجوع قتلتهم أمراض الشتاء ،وغادروا هذا العالم مع فوج المتجمدين صقيعاً في العراء.
لا رغبة لي في كتابة أيّ شيء ، أنا متعبة بإنسانيّتي ، لا بعروبتي . البارحة اجتاحني صقيع اليأس من هذه الأمّة . . البارحة بكيت .
سوريا أيّتها الكبيرة النبيلة ، أيّتها الشفافة المضيافة . سامحينا يا غالية .. كم كبرتِ في عين التاريخ وكم صغرنا.

تعليق واحد

  1. نسأل الله ان يفرج عن أطفال سوريا الآجيين والذين هم الآن تحت صقيع البرد والثلج وزمهريره دعواتنا لهم وكلنا نشعر بشعورهم

زر الذهاب إلى الأعلى