أهم الاخبارتحقيقمحليات

دبي تكسب الرهان مع السياحة الداخلية بالمملكة..

دبي والقاهرة وشرم الشيخ وجهات السعوديين في الإجازة الدراسية.

80 مليار ريال معدل إنفاق السعوديين على السفر والسياحة سنوياً.

1.8 مليون سعودي زاروا دبي خلال 2014.. في المرتبة الثالثة بعد الروس والصينيين.

حجوزات السعوديين في فنادق دبي تزايدت مع بدء إجازة الربيع.. بنسبة إشغال 90 – 94%.

أصبح السفر في الإجازات من الضروريات للأسر السعودية، وليس شيئاً كمالياً كما كان في السابق لدى البعض، بل إن هناك  شريحة كبيرة من السعوديين اعتادوا على السفر بمتوسط مرتين إلى ثلاث سنوياً، وغالبية تلك الرحلات تكون ضمن الإجازات المدرسية بهدف الترفيه الأسري.

لذلك فالسفر لا يقتصر على شريحة من دون أخرى في السعودية، فغالبية ذوي الدخل المحدود أصبحوا يرتبون سفرهم ورحلاتهم للخارج من خلال عمل الحجوزات وشراء التذاكر منذ فترة، إضافة إلى حجز فنادق في الدولة التي يرغبون في السفر لديها بحسب إمكاناتهم، إذ ليس بالضرورة أن تكون فنادق خمس نجوم.

وبحسب الإحصائيات للعام الماضي 2014 فقد بلغ عدد السعوديين اللذين زاروا دبي  1.8 مليون سعودي، تليها في أكثر البلدان زيارة بالإجازات “القاهرة، وشرم الشيخ”.. وقدرت الدراسات التي أجريت على قطاع السياحة معدل إنفاق السعوديين على السفر والسياحة بـ80 بليون ريال سنوياً.

وفي هذه الأيام احتل السعوديون المرتبة الثالثة بعد الروس والصينيين في نسبة السياح الذين يشدون رحالهم لتلك الإمارة التي تستقطب 4 ملايين زائر خلال شهر يناير، فيما كشف منظمو مهرجان دبي للتسوق  أنهم يسعون لاستقطاب 20 مليون زائر بحلول عام 2020، وذلك بمردود مادي يتوقع أن يتجاوز سقف 300 مليار دولار..

لذلك فقد برز تقاطر السياح السعوديين بأعداد كبيرة إلى دبي بشكل بارز، ضمن النقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، وموقع تويتر بشكل خاص، حيث تحدث السعوديون عن ميزات دبي، وما تتمتع به من مقومات تعزز مكانتها كوجهة سياحية مفضلة لهم، ومن جانبهم، رحب الإماراتيون بأشقائهم السعوديين، وعرض بعضهم خدمات للإجابة عن استفسار يتعلق بزيارة دبي مجاناً لتشجيع ودعم الزوار من المملكة.

هذا في الوقت الذي لا يوجد لدينا بمناطق المملكة حركة سياحية داخلية مشابهة لما يحدث في الحركة السياحية الخارجية للسعوديين.. واقتصرت على عدة مهرجانات تنتهي بانتهاء الإجازة الدراسية.

ولمعرفة أسباب توجه السعوديين لـ”دبي” استعرضنا بعض الآراء وخرجنا بالتالي:

يقول “مهدي الرشيدي” من منطقة الرياض: أجريت حجوزاتي السكنية بواسطة “النت”، موضحاً أن الإجراءات الحدودية سهلة وميسرة، وهو ما يشكل عامل جذب سياحي من خلال التعامل الحسن واللطيف ومستوى الترحيب المتميز، منوهاً أن ما يميز الإمارات سياحياً هو كثرة المراكز التجارية ذات الأنشطة المتنوعة سواءً بالنسبة للأطفال أو للعائلات، كما أن فكرة التسوق في تلك المولات تجعل المرء يقضي يوماً كاملاً بلا كلل أو ملل أو تعب، لوجود كل ما تبحث عنه سواء ترفيه، أو تسوق، أو طعام، وجلسات متنوعة في المقاهي، إضافة إلى صالات السينما للكبار والصغار.

يرى السائح “منصور الأسمري” أن الأسعار في “دبي”معقولة إلى حد ما، ولا تختلف عن مثيلاتها في المملكة؛ مما شكّل جذبا إضافيا لقضاء إجازة منتصف العام الدراسي بها مع الأبناء ، وما تحويه من فعاليات وأنشطة مغرية سواءً للكبار أو الصغار، فضلاً عن قربها وعدم الحاجة إلى تأشيرة، مبيناً أن أكثر ما تتميز به هو ما نفتقده في المملكة مثل الترفيه، وسينما خاصة للأطفال.مضيفا، إلى جانب تشابه العادات والتقاليد والقيم الثقافية في الإمارات مع المملكة، وهو يجعل السياح السعوديين لا يشعرون بالاغتراب، إضافة إلى سهولة الوصول إليها بمختلف وسائل النقل.

بينما ذكر الشاب”تركي العتيبي” “أعزب” تتميز السياحة بدبي بالسهولة فتستطيع التجول ولو كنت تزورها للمرة الأولى، حيث تعمل الحكومة على توفير مختلف السبل والوسائل والأدوات التي تعمل على جذب السائح، كما تعير اهتماماً كبيراً للسائح السعودي والخليجي عموماً، مضيفا أن الإمارات بكافة إماراتها استطاعت جذب سياح من مختلف الثقافات والجنسيات؛ نظراً لما تنفذه من إجراءات جاذبة وميسرة وعمليات ترويج وخدمة المنتج السياحي في كافة مدن الإمارات ومواقعها، ، منوهاً أنه في كل مرة يأتي فيها إلى “الإمارات” يجد مشروعاً سياحياً جديداً، مثل واجهة المجاز المائية في الشارقة، ومدينة «الايس لاند» في رأس الخيمة، وغيرها من المغريات السياحية غير المتوفرة في المملكة.

بينما يقارن ” محمد الوايلي” بين السياحة الداخلية بالمملكة وما هو موجود بشتى المدن السياحية خارجها ، ويقول : نعاني في المملكة من قلة المهرجانات على مدار العام وتكون غالبيتها في الإجازات أو المواسم ، وفوق هذا نرى الأسعار الخيالية المبالغ فيها ، ففي جدة مثلا يصل استأجر الشاليهات من 8-18 ألف مما يجعلني أعيد حساباتي وأسافر بهذا المبلغ مدن أخرى تقدم لي خدمات سياحية أفضل، فضلا عن قلة الرحلات الداخلية بين مدن المملكة والتي يجب أن تحجز قبل الموعد بعدة أشهر ، وهذا لا يناسب بعض الأسر التي لا تخطط للسفر إلا باللحظات الأخيرة، ناهيك على أن الخدمات السياحية بالمملكة لا تزال تحت معدل الرضا المأمول منها ، في مناطق السياحة الشتوية ،والصيفية .

ويؤكد “سعيد الحضرمي” أن تحول دبي لوجهة مفضلة للسعوديين في موسم إجازة الربيع يعود لقربها من المملكة جغرافياً وثقافياً وسهولة الدخول للإمارة على اعتبار أنها جزء من منظومة مجلس التعاون ويمكن الدخول إليها دون الحاجة لتأشيرة أو جواز سفر، وكذلك لتوفر الإمكانات اللازمة للمتسوقين مع قصر وقت الإجازة.

وأضاف سعيد أن تعدد الخيارات في التسوق والعروض الترفيهية المصاحبة للمهرجان تسهم بشكل كبير في جذب السائح السعودي لذلك السوق.كما أن غياب المهرجانات التي تنظم بشكل جاد وحقيقي في المملكة أسهم بشكل كبير في توجه عدد كبير من السعوديين إلى دبي في فترة إجازة الربيع، مشيراً إلى أن دبي تعد الآن الوجهة الأولى بعد تأثر عدد من الدول العربية بالمشاكل التي تحدث فيها. وأوضح أن منظمي مهرجان دبي استطاعوا من خلال فترة طويلة أن يدرسوا عقلية المتسوقين واحتياجاتهم، ووفروا لهم ما يحتاجونه فتمكنوا من جذبهم، وأن استمرارية المهرجانات أسهمت في ترسيخ صورة ذهنية جيدة.

إلى ذلك، قال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لفنادق “تايم”، إن حجوزات السعوديين في فنادق دبي تزايدت مع بدء إجازة الربيع ، إذ بلغت نسبة الإشغال من 90 – 94%، خصوصاً في الشقق الفندقية، التي تأتي ضمن أولويات العائلات السعودية.

وأشار إلى النمو اللافت من السياح السعوديين في ضوء الحملات الترويجية واتفاقيات الشراكة مع وكالات السياحة العاملة في المملكة، بخلاف الحجوزات عبر الإنترنت، متوقعاً أن يحقق عدد النزلاء القادمين من السعودية نمواً بين 5% و7% خلال الربع الأول من العام الحالي.

وأوضح “حسن السعيدي” وهو صاحب وكالة سفر وسياحة في جدة، أن قلة الإمكانات السياحية الداخلية وارتفاع الأسعار أسهما بشكل كبير في عدم إقبال السعوديين عليها. حيث ارتفعت معدلات الحجوزات إلى 80 %خلال الأسبوعين الماضيين من العوائل السعودية التي ترغب في قضاء إجازة منتصف العام الدراسي بالخارج، مؤكدا أن أسعار الأماكن السياحية في جدة مرتفعة بشكل كبير في الإجازات، إذ تتضاعف أسعار الشاليهات في منطقة أبحر في أوقات الذروة والإجازات والأعياد بشكل مبالغ فيه. .وهو سعر مقارب لأسعار الرحلات السياحية للخارج، ولعل هذا ما دفع بعض السعوديين إلى التوجه للخارج لاكتشاف وزيارة دول جديدة لم يعرفوها سابقاً.

وعن ارتفاع أسعار تذاكر السفر في الإجازة الدراسية، أشار إلى أن هناك ارتفاعاً في أسعار التذاكر التي تشترى في هذا الوقت بنسب تصل إلى 50 % عما كانت عليه قبل أيام الإجازة، موضحاً أن غالبية توجه الأسر السعودية في هذه الإجازة إلى الدول القريبة، وفي مقدمها دبي التي تحتل الصدارة بجانب محطتي القاهرة وشرم الشيخ اللتين تشهدان إقبالاً كبيراً من السعوديين.

واستدرك بالقول: أن ما ينقص جدة لتكون منافساً قوياً للعديد من المدن التي تستقطب السياح السعوديين في الإجازات هو المهرجانات المميزة والمتنوعة. للأسف لا تزال المهرجانات داخل المدينة لا ترقى للمستوى المأمول منها، إضافة إلى قلتها وعدم تنظيمها بشكل مستمر في الإجازات”.

زر الذهاب إلى الأعلى