أبرز المواديكتبون

لمحة حول كتاب “الإمام فيصل بن تركي”

منصور بن مروي*

عبر سبعة وثلاثون مرجعاً وتسعاً وعشرون وثيقة وبصياغة تاريخية عميقة، وخبرة أدبية، وامتلاك متميز لأدوات البحث والتحقيق، قدم لنا الباحث القدير نايف بن حمدان الديحاني، في سبق علمي تاريخي، كتاباً رائداً عن الإمام فيصل بن تركي 1834 – 1865 م، وأدواره العظيمة، ونضاله المستمر في إعادة بناء الدولة السعودية للمرة الثانية؛ على أساس تحيق الأمن، بسياسة حكيمة تعتمد على الصبر والكفاح، مبنية على أسس شرعية منها: العدل والشورى وإشراك أطياف المجتمع، فيما يكفل بناء الدولة سياسياً لهدفٍ أمني تحتاجه البلاد و أهلها.

أُخذ أسيراً بعد نهاية الدولة السعودية الأول، وتم سجنه وتغريبه، ثم عاد ليواصل مسيرته، ثم أخذ مرة أخرى لكن بحكمته وشخصيته وفن تعامله وذكائه، استطاع الرجوع و بناء الدولة واستمرارها.

أخبار قد تهمك

عقليته الكبيرة، وافانيه الطويل، وشجاعته المعهودة، أذهلت الجميع، ومكنته بعد الله من تحقيق أهدافه.

هذه الشخصية تختلف في سيرتها، ونظالها، وظروف حياتها، وتقلبات عصرها، فكانت مثالاً فريداً في كوكب السياسة، مما اضطر أعداؤه للاعتراف به إيماناً منهم نفسياً وشخصيا وتاريخياً أنه الأوحد في عصره، بل في كل مناحي التاريخ السياسي.

تكللت كل جهوده، رغم محدودية إمكانياته، ووجود صراعات وقوى متعددة؛ أن يعيد ويبني مجداً يراه حقيقاً عليه وعلى أسرته ومنطقته وتاريخه التليد، و أن يبقى ويترسخ ويتمدد ويكمّل ما مضى من إرث، ويكون جسراً لما يأتي بعده من تاريخ، ولمن يأتي بعده من أبنائه، بنى هذه المظلة بكل اقتدار ، حتى أصبحت بجهده وجهد من سبقه من أسرته ثم بجهد حفيده المؤسس الملك عبدالعزيز ، الذي أسس لنا الدولة السعودية الثالثة والتي هي امتداداً للدولة السعودية الثانية وقبلها الدولة السعودية الأولى أن نعيش أمنا و تاريخاً وعمقاً لا يضاهيه كيان.

*محامي وباحث لتاريخي.

زر الذهاب إلى الأعلى