أهم الاخبارأبرز الموادمنوعات

مختار الغوث يروي تاريخ نشأة اللغة العربية الفصحى بعد جدل رسالة الإمام (فيديو)

علق الدكتور مختار الغوث، الكاتب والمتخصص في اللغة العربية، على الجدل الدائر بشأن المسلسل التاريخي المصري الذي يعرض في الموسم الرمضاني الحالي، ويتناول سيرة الإمام الشافعي تحت عنوان، رسالة الإمام، موضحًا نشأة اللغة العربية الفصحى عند العرب، ولغة أهل قريش.

وقال الغوث خلال لقائه بالبرنامج الرمضاني الليوان على قناة روتانا خليجية: إن اللغة الفصحى إذا قيلت فهي اللغة التي يتفق عليها العلماء والمثقفون، والطبقة السياسية الراقية، واللغة التي تستعمل في مقامات الجد.

ولفت الغوث إلى أن هذه اللغة نزلت بعد نزول القرآن الكريم، لأن هذه اللغة بهذا المعنى لا تنشأ إلا في دولة لها سياسة موحدة، ولها دين، هذا الدين مكتوب، له جانب ثقافي، العرب في الجاهلية كان لهم دين، ولكنه كان شعائر أمنية، الطواف، السعي، النحر، الحلق، الإقامة بـ منى أيام معدودة، لكن ليس به جانب علمي ولا ثقافي، ولذلك كانت كل قبيلة عربية تتكلم بلهجتها، فلما نزل القرآن الكريم أصبح العرب كلهم يقرأونه، وأصبح يتعلمونه.

وأكمل: “تجاور العرب بعضهم في الأمصار وبدأوا يسمعون بعضًا، فأصبح يستحي أن يتكلم بلغة كان يتحدث بها في قبيلته، لأنها معيبة، مثل ما يسمى الكشكشة، أو الاستنطاء كما يقال: “إنا أنطيناك الكوثر” أي أعطيناك، مشيرًا إلى أن تلك المفردات لغة فصيحة وليست فصحى، انتشرت تلك اللغة في العراق”.

لغة فصيحة وليست فصحى

ولفت الغوث إلى أن اللغة الفصيحة كثيرة جدًّا، منها مثلًا قلب الجيم ياءً، مثلما يفعل أهل الخليج الآن، فهذه لغة قديمة وفصيحة، لكنها ليست فصحى، وهناك بعض القبائل تقلب كل باء ميمًا، وبعضهم يقلب الياء جيمًا عكس الفئة السابق ذكرها، فضلًا عن لغة التلتلة وتعني كثر حرف المضارعة وقرأ بها في القرآن الكريم، كـ كقول الله تعالى: “إياك نعبد وإياك نستعين”.

وأردف: نحن الآن في البلدان العربية إذا جلسنا معًا وكان كل واحد منا عنده لهجة خاصة، من هذا القبيل يستحي أن يتكلم بها مع المجموعة، لكن إذا رجع إلى أهل ديرته تكلم بها، العرب تجاوروا في الأمصار كانوا كذلك أيضًا، فلذلك نشأت العربية الفصحى الخالية من هذه اللهجات.

وأكمل: “أصبح القرآن الكريم هو المثل الأعلى للفصاحة، أصبح العلماء يعلمون الحديث، يعلمون الفقه، ويتكلمون بهذه اللغة الجديدة، التي تزول فيها الخلافات بين اللغات، هنا نشأت اللغة العربية الفصحى”.

وأوضح أن لغة قريش إذا قيلت ما نسميه اليوم لهجة قريش، فهي كانت لهجة من اللهجات العربية، ليس إلا في الجاهلية لكن لما كانت القيادة السياسية والدينية بيد قريش، كانت لغة قريش اللغة المركزية، التي نشأت عليها اللغات الأخرى، فمثلًا لغة قريش ليس بها النماذج السابق ذكرها كالاستنطاء، والكشكشة، والعجعجة، فلذلك كانت أجمل اللغات عند العرب على هذا الاعتبار ثم أضيف إليها ما اصطفي من اللغات الأخرى.

اقرأ ايضًا

الغوث: كل قصص الحب التي رُويت عن “الحارث بن خالد المخزومي” و” عائشة بنت طلحة” غير صحيحة (فيديو)

زر الذهاب إلى الأعلى