أهم الاخبارمحليات

مع سجناء التطرف والإرهاب وجهاً لوجه..”الجزء الثالث”

خرجنا بالسيارة من ضيافة إدارة سجن الحائر واتجهنا إلى حيث أجنحة السجن، اتجهنا مباشرة إلى مبنى ممثلي الجهات الحكومية العاملة والذي يقع بالقرب من أجنحة السجناء وغير بعيد عنها , كانت البداية مع ممثل هيئة التحقيق والإدعاء العام الذي شرح لنا إجراءات الرقابة وتلقي الشكاوي ومعالجتها وعن تقديم السجناء للمحاكمات ومتابعة قضاياهم , سألناه ما ابرز ما يشتكي منه سجناء المباحث في الحائر فقال : اغلب الشكاوي تكون عن تعرض بعض السجناء للضرب وعندما نحقق نجد أنها باطلة بلا دليل وحتى بلا شهود فنحن نأخذ الشكوى بجدية تامة ونحول المشتكي إلى الطبيب في المستشفى داخل السجن وللأسف عادة تكون الإجابة الطبية أنه لا توجد أي شواهد على جسد المشتكي لتعرضه لأي ضرب أو تعنيف , ويضيف ممثل التحقيق والإدعاء العام أن أغلب الشكاوي تأتينا نجد أن العساكر هم المعتدى عليهم من قبل بعض السجناء سواء كان الاعتداء باليد أو بالألفاظ النابية والشتم , وأغلب أفراد السجن العسكريين يتنازلون عن شكاويهم متفهمين طبيعة عملهم والطبيعة العنيفة لبعض السجناء. وهو ما أكده أيضا ممثل هيئة حقوق الإنسان الذي أكد على حرص الهيئة على متابعة كل شكاوي السجناء وحرصها على أن تكون ظروف الاحتجاز وفق الاشتراطات المطلوبة , ومتابعة توفر كل الخدمات للسجناء والموقوفين مؤكدا بقوله ” إدارة السجن توفر كل مانطلبه منها”, وهناك تواصل بيننا وبين ذوي بعض الموقوفين لتحقيق رغباتهم في زيادة عدد الزيارات أو الاتصال المرئي أو إيصال رسائل من وإلى أبنائهم أو بعض اسر الموقوفين من خارج السعودية .
كما أن هناك مكتب لوزارة العدل يتم من خلاله عمل الوكالات الشرعية والتوثيق لما يحتاجه السجين من أمور تتعلق بحياته خارج السجن أو أمور أسرته .
في المدخل المؤدي لأجنحة السجن يستقبلك عدد من حراس البوابات يتأكدون من عدم حملنا لأي جوالات أو كاميرات حيث تمنع أنظمة الزيارة ذلك ويكتفي بمرافقة كاميرات تصوير خاصة بالتوثيق الأمني المرتبط بالجهاز شاهدت على يساري وقبل التوجه لأول عنبر في السجن غرفة صغيرة فيها صراف لأحد البنوك المحلية .
سألت مرافقي من إدارة السجن هل لديكم صرافات في هذا المكان ومن سيستخدمها قال : نعم هي مخصصة للسجناء يسحبون منها ما يريدون من مال أو يقومون بعمليات تتعلق بأسرهم عند الضرورة .
أتساءل في نفسي مقارناً مع حرية بعض دول الغرب وما يعانيه السجناء فيها وأخرها معتقل غوانتانامو الذي يأتي ذكره على استحياء في أحاديث الحرية الغربية .
فتحت أول زنزانة في السجن وكان في ممرها عدد من السجناء دخلنا عليهم بعد أن أستأذن لنا مدير السجن بنفسه فواجهنا شابين أحدهما يبدوا أنه في نهاية العشرينات والأخر في منتصف الثلاثينات , بدأ الشاب الأصغر(ع ش) في كيل الاتهامات لنا بصوت مرتفع حينما علم أننا إعلاميين وقال ” هل أرسلتكم أمريكا ! ” وكنت على مقربة منه وقلت له ” أي أمريكا التي تتحدث عنها نحن مواطنين قبل أن نكون إعلاميين جئنا لنرى السجن ونلتقي بكم ” رد مرة أخرى لا نريدكم ولا نرضى بكم .. ثم اخذ يوجه اتهامات للدولة ولقياداتها بشكل مثير للاشمئزاز وعندما طالبناه بالهدوء تدخل الشاب الثلاثيني وقال ” هل جئتم من القواعد الأمريكية المنتشرة في البلد !! قلت له : دلني على قاعدة واحدة حتى أتأكد من وجودها فراوغ وحاول مرة أخرى الحديث عن الظلم وعدم محاكمته وأنه في السجن منذ عشرة سنوات ثم تحدث عن احتلال الوطن العربي وعن الجهاد وعن أنه لا يزال لا يعترف بالحكام العرب وأن أنظمتهم باطلة وساقطة كان لا يسمع شي سواه يسرد جمل محفوظة وبسرعة وإصرار على ترديدها , فيما كان مدير السجن مبتسماً فقال له المسجون: أنت أبا …. أريد أن يعجل بمحاكمتي فرد عليه مدير السجن لقد حكم عليك لكنك رفضت الحكم ورفضت الاعتراف بالمحكمة . صمت ثم عاد للترديد نعم المحكمة باطلة , ثم وجه حديثه ليتهم احد الزملاء الإعلاميين بأنه ظالم ويقدم برامج تلفزيونية تشوه صورتهم فقال له الزميل الإعلامي “. هل تعرفني أو أعرفك من قبل ؟ صمت الشاب فقال له الزميل الإعلامي : أنت يا فلان تحكي أنك مظلوم وأنت ظالم تكيل الاتهامات ضد كل الناس حتى من لا يعرفونك فكيف تريدنا أن نصدقك ؟ ليتدخل هنا الشاب العشريني مرة أخرى ويطلق للسانه ويشتم الدولة من جديد رافضاً الاعتراف بالتهم الموجهة له والتي كانت سبب اعتقاله فقلت له يصوت منخفض يا (..) تكفي الشتائم التي ترددها لتؤكد أنك بحاجة لإصلاح فكري وأنك مسجون لسبب واضح وهو عدم اعترافك ببلدك أو قيادته وهذه بحد ذاتها تهمة كافية , أكملت له ماذا تريد أنت بالضبط ؟ هل تريدنا مثل الدول المجاورة التي شتتها الحروب والقتال أم تريد هذا البلد الأمن المطمئن الذي تقام في الشعائر والصلوات ويرفع راية الإسلام , يتقاتل أهله من اجل أن تأتوا لنا بدولتكم المزعومة التي يقودها الخوارج , قال هنا لا يطبق الإسلام ؟ قلت له أعطني حداً لا يطبق في بلادنا يستحق أن تهدم الأوطان من أجله ؟ راوغ مرة أخرى وقال : لن أرد عليك فانتم عملاء أمريكا .
حزنت كثيراً أثناء خروجي من زنزانة هؤلاء الفئة حزنت لسبب واحد هو شبابهم الذي أضاعوه في ترديد الباطل وعقولهم التي رهنوها لمن أستعبد فكرهم وغسل أدمغتهم بالافتراءات والكذب وتشويه الإسلام وجعلهم ناقمين على دولتهم ومجتمعهم بهذا الشكل الذي فيه ظلم حتى لنا نحن الذين يشاهدوننا لأول مرة .. وبعد خروجنا وبعد أن شاهدنا الجناح المخصص للخلوة الشرعية والمجهز بكل ما يكفل جمع السجناء بزوجاتهم بمكان لائق ومؤثث وفي طريقنا إلى جناح جديد لسجناء آخرين توقف أحد الإعلاميين الأكاديميين وكان معنا في الزيارة ليؤكد أن هذان الشابان من قبيلته وانه يعزف أنهم تحت تأثير الفكر المتطرف منذ أن كانوا جيراناً لهم وكانت الأسرتان تسكن في أحد مناطق المملكة قبل الانتقال للرياض مبدياً استياءه من أسلوبهما وتأثرهما وإصرارهما على الفكر التكفيري المنحرف رغم سجنهما منذ سنوات.
نلتقي في الجزء القادم في جناح التميز بسجن الحائر ..

‫8 تعليقات

  1. لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم فلا ناس مغسولة ادمغتها كيف يكفر ويشتم شباب ضايع مابين الإرهاب والمخدرات مايعرف الا هو يقول الصح والناس خطأ هذي بسب التربية الخاطئة يدفع الثمن الوطن وأهله

  2. ياليت ينظر في وضع رواتب العسكريين وخصوصاً بعد التقاعد علی كثر المشاكل الی يواجهونها من إرهاب وخفراتات وتحضير بوميا وفي أي وقت ممكن يفقد نفسه لادفاع عن كرامة وعز الوطن نرجو تبني تعديل نظام التقاعد العسكري الله يبارك في جهودكم

  3. الاخ الي يقول هذا سبب التربيه الاخاطئه لاتقول التربيه الله الهادي سبحانه انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ممكن تجي صحبه سيئه في ساعه تهد الي بنيته في سنين الله يصلح لنا لكم النيه والذريه امين

  4. الله اعلم بالنويا وماتخفي الصدور،، ربما لديهم اسبابهم الخاصة التي جعلتهم يتجهون بفكرهم الى هذا المنحى الخطر،،واتوقع افظل طريقة هي عرضهم على اطباء نفسيين واخصائين اجتماعيين يتابعون احوالهم وما السبب وراء فكرهم وكيفية حل مشاكلهم وعلاجها.

زر الذهاب إلى الأعلى