أبرز الموادمنوعات

هكذا انتقمت أميركا من رجل تسبب في مقتل 2000 من جنودها

يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941، هاجمت الطائرات اليابانية بشكل مفاجئ قاعدة بيل هاربر الأميركية، بجزر هاواي، بعرض المحيط متسببة في مقتل حوالي 2000 أميركي وتدمير عدد كبير من الطائرات والسفن الحربية الأميركية. ومن خلال هذا الهجوم، آمن اليابانيون بإمكانية إقصاء الولايات المتحدة الأميركية من ساحة المحيط الهادئ. ومنذ صدور قرار الهجوم على بيرل هاربر، عارض الأميرال الياباني إيزوروكو ياماموتو (Isoroku Yamamoto)، أحد أبرز واضعي خطة الهجوم، استهداف بيرل هاربر مؤكدا قدرة الأميركيين على استعادة تفوقهم بالمحيط الهادئ في فترة لا تتعدى 6 أشهر.

إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية خلال اليوم التالي الحرب على اليابان وتوعدت اليابانيين بالانتقام لحادثة استهداف رعاياها ببيرل هاربر. وخلال العام 1943، تمكن الأميركيون من الثأر من أهم مخططي ومنفذي الهجوم على بيرل هاربر وفقا لـ “العربية”.

اعتراض رسالة مشفرة

عقب الخسارة المدوية بمعركتي ميدواي (Midway) وغوادالكانال (Guadalcanal)، اتجه الأميرال ياماموتو للقيام بجولة تفقدية بجنوب المحيط الهادئ لرفع معنويات القوات اليابانية. ويوم 14 نيسان/أبريل 1943، تمكن جهاز الاستخبارات الأميركية من اعتراض رسالة مشفرة يابانية تضمنت بشكل دقيق الوقت والأماكن التي سيتواجد بها الأميرال ياماموتو بجولته التفقدية.

وعقب نجاحهم في فك محتوى الرسالة، تيقن الأميركيون من إقلاع ياماموتو من راباول (Rabaul) صباح يوم 18 نيسان/أبريل 1943. وبفضل هذه المعلومة، سعت القيادة العسكرية الأميركية للثأر لهجوم بيرل هاربر عن طريق مهاجمة أحد أبرز مخططي الهجوم الياباني.

وحسب بعض المصادر، قدّم الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت موافقته على استهدافه ياماموتو للأمين العام للبحرية الأميركية فرانك نوكس (Frank Knox). ومن جهة ثانية، استحسن قائد الأسطول الأميركي بالمحيط الهادئ شستر نيمتز (Chester W. Nimitz) فكرة اغتيال ياماموتو مؤكدا على قدرة مثل هذه العمليات على تحطيم معنويات البحرية اليابانية.

اغتيال وجنازة وطنية

صباح يوم 18 نيسان/أبريل 1943، ركب ياماموتو على متن قاذفة قنابل من نوع ميتسوبيشي جي 4 أم (Mitsubishi G4M) استعدادا للسفر متجاهلا بذلك دعوات القيادة العسكرية اليابانية التي حثته على إلغاء جولته خوفا من هجوم أميركي مباغت.

وفوق جزيرة بوغانفيل (Bougainville)، اعترضت 16 مقاتلة أميركية من نوع بي 38 (P-38) طائرة ياماموتو لتندلع معركة جوية بين سرب الطائرات الأميركية والطائرات المرافقة للأميرال الياباني البارز. وفي خضم هذه الملحمة الجوية، استهدف الكولونيل الأميركي ريكس باربر (Rex T. Barber) طائرة ياماموتو بوابل من الرصاص متسببا في إصابة محركها الأيسر وسقوطها تزامنا مع تصاعد ألسنة اللهب منها.

واليوم التالي، عثر فريق ياباني مختص على جثة الأميرال ياماموتو المشوهة بغابة بجزيرة بوغانفيل. وحسب المسؤولين اليابانيين حينها، كانت جثة ياماموتو جالسة على كرسي بالطائرة بينما كانت اليد اليسرى للأميرال ممسكة بسيفه الخاص. وحسب تقارير الطب الشرعي، أصيب الأميرال ياماموتو برصاصتي رشاش براونينغ (Browning) عيار 12.7 ملم. وبينما استقرت الأولى بكتفه اخترقت الثانية فكّه قبل أن تخرج من فوق عينه اليمنى.

وخلال الأيام التالية، أقدم مساعدو ياماموتو على إحراق جثته قبل أن يرسلوا رمادها لطوكيو. وهنالك، أقيمت له جنازة وطنية يوم 5 حزيران/يونيو 1943.

زر الذهاب إلى الأعلى