وزارة الإسكان إيقونة جديدة

تأسست وزارة الإسكان بأمر ملكي في العشرين من ربيع الثاني من عام 1432 هجرية ، بمعنى أنه بعد أقل من شهر ستحتفل الوزارة ببداية عامها الخامس قدمت خلاها هذه الوزارة سبع أيقونات في موقعها الإلكتروني وتطبيقها عبر الأجهزة الذكية .

ما يعي أنها حققت إنجازاً فريدا بأن تصنع أيقونةً في موقعها كل ستة أشهر وذلك يعد الإنجاز يحسب لهذه الوزارة بما يغنيها عن كل المنتجات التي وعد بتقديمها الوزير خلال خمسة أشهر حين تحدث في مجلس الشورى .

خمس سنوات قد تصل بها الوزارة إلى قرابة عشرين أيقونة ، يرحل بعدها الوزير فيأتي وزير آخر ينسف كل تلك الأيقونات ويستحدث موقعا آخر ينتظر من خلاله المواطن سنيناً أخرى .

كان بإمكان وزارة الإسكان تسريح جميع موظفيها والإبقاء على موظف واحد يحمل شهادة الثانوية ويجيد استخدام الحاسب الآلي ليقدم كل فترة صورة جديدة وإيقونة جديدة في موقع تلك الوزارة ، ويعين بوظيفة وكيل وزارة .

ثم يُفتح للوزارة شقة مفروشة من غرفتين وجهاز حاسب آلي وخط إنترنت للقيام بكل مهام الوزارة وأعمالها .

أما أن تكون وزارة بهذا المسمى وذلك الحجم وبعدة مباني وفروع وجيش من الموظفين وميزانية مليارية لإنتاج ( أيقونةً ووعداً ) كل ستة أشهر فذلك تمطيطٌ للزمن وتلاعبٌ بمشاعر المواطن وتغريرٌ بمطالبة وحقوقه ، بل هو استخفافٌ بعقول المحتاجين ، وخلق ركودٍ لاستثمارات الميسورين .

أربع سنوات انقضت لم يشعر المواطن خلالها بأية إنجاز حققته تلكم الوزارة بأربع ميزانيات ضخمة حملتها سوى سبع أيقونات إلكترونية لم تدفع عنهم متاعب إيجار أو تقيهم موجة برد أو لفحة غبار ، إنما حطمت آمالهم وجمدت تطلعاتهم .

كنا ننتظر من الوزير في قبة الشورى أن يعلن نهاية الأزمة خلال هذا العام متسلحا بميزانية ضخمة إلا أنه اكتفى بالوعود بعيدة المدى في انتظار أيقونة جديدة من موظف واحد لوزارة كاملة ، وأحسبه تحدث سراً في ختام حديثه : يا ليل ما أطولك .