أبرز الموادمحليات

ولي العهد يصل القاهرة في فترة حساسة بتاريخ المنطقة .. مساعي الدول الإقليمية لزعزعة الاستقرار العربي تدفع البلدين لتوحيد الجهود

على الرغم من تفرد كل منهما بمكانة عظيمة في المحيط العربي والإقليمي، إلا أن العلاقة بين السعودية ومصر كانت على الدوام علاقة أخوة وتكامل، أكثر منها تنافس وتباغض.
المملكة التي تمثل لمصر شقيقة منقذة تتدخل في لحظات مِحن القاهرة وأزماتها، لمساعدتها النهوض مرة أخرى، آخر تلك الفصول الدعم السخي ماديا وسياسيا الذي قدمته الرياض للقاهرة، بعد ثورتيها، اللتين أوقفتا عجلة الاقتصاد.
وكذا الحال كان لمصر دورا كبيرا في حماية الأمن القومي العربي والخليجي، أكثر من مرة أبرزها، مشاركتها في إطار التحالف الدولي الذي جرى تشكيله إبان غزو صدام حسين للكويت، في تسعينات القرن الماضي، وكذا المشاركة في التحالف لعربي لدعم الشرعية باليمن، إلى جانب التأكيدات الرسمية المصرية، بأن أمن الخليج من أمن مصر، وأنه في حال تعرض الخليج لأي خطر، فإن “مسافة السكة” هي ما ستفصل الجيش المصري عن الخليج.
واليوم وفي الطريق نحو حياكة عروة جديدة في عرى، الأخوة بين البلدين، يقوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بزيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على رأس مستقبليه.
ومن المنتظر أن تتضمن الزيارة عقد جولة مباحثات مع الرئيس السيسي تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
بدوره، نوه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية أسامة بن أحمد نقلي بأهمية الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – لمصر التي تعد الثانية له هذا العام منذ توليه منصب ولاية العهد ،مشيراً إلى أنها تؤكد مدى ما وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين من قوة ومتانة في كافة المجالات.
وقال السفير نقلي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة زيارة سمو ولي العهد لمصر : الزيارة جاءت امتداداً للزيارات الثنائية بين قيادتي البلدين الشقيقين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، التي أدت إلى توطيد العلاقات الثنائية وتعميقها في كافة المجالات ،وشلمت توقيع اتفاقيات عديدة هدفت إلى خدمة المصالح المشتركة ونقل مستوى العلاقات القائمة إلى آفاق أرحب وأشمل تعود بفائدتها للشعبين الشقيقين .
وأكد أهمية ما أرسته الزيارات السابقة على مستوى قيادتي البلدين من آليات محددة من بينها مجلس التنسيق السعودي المصري واللجنة المشتركة على المستوى الحكومي ،وعلى مستوى القطاع الخاص مجلس الأعمال المشترك ،مع استمرارية الاتصالات والمشاورات بين البلدين الشقيقين في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والرياضية والثقافية والمجالات الأخرى التي تعود بنفعها للشعبين الشقيقين.
وتكتسب زيارة ولي العهد، أهمية خاصة نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة، والتهديدات الجسيمة التي تشكلها الدول الإقليمية، على مستقبل الدول العربية، وهو ما استدعى تشكيل تحالف رباعي عربي، بهدف التصدي للمحاولات الإيرانية التركية، عبر الدوحة للمساس بالأمن القومي العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى