أبرز المواددولي

2300 قتيلاً و8533 جريحاً في تركيا وسوريا إثر زلزال الفجر

المناطق_متابعات

ارتفعت حصيلة الزلزال الأعنف منذ نحو قرن الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين الى أكثر من 2300 قتيل.

وافادت الهيئة التركية لإدارة الكوارث أن الزلزال خلف 1498 قتيلا وما لا يقل عن 8533 جريحا. ولا تزال هذه الحصيلة غير نهائية وخصوصا أن عدد المباني التي انهارت في تركيا بلغ 8533.

قتل أكثر من 1933 وأصيب الآلاف اليوم الاثنين عندما ضرب زلزال مدمر وسط تركيا وشمال غرب سوريا ليسوي بنايات سكنية بالأرض ويشيع المزيد من الدمار في مدن سورية مزقتها سنوات الحرب.

وقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين قبل طلوع ضوء النهار وفي برد الشتاء وكان الأسوأ الذي تشهده تركيا هذا القرن. وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة.

ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي تسبب فيه الزلزال الثاني الذي شعر به السكان أيضا في أنحاء المنطقة مثل الزلزال الأول في وقت يكافح فيه عمال الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض مستخدمين في كثير من الأحيان أياديهم لإزالة الأحجار.

وقالت امرأة أصيبت بكسر في الذراع وجروح في وجهها وهي في سيارة إسعاف قرب حطام بناية مؤلفة من سبعة طوابق كانت تعيش فيها في ديار بكر في جنوب شرق تركيا “كنا نهتز كما يهتز مهد طفل رضيع. كان هناك تسعة منا في المنزل، اثنان من أولادي لا يزالان تحت الأنقاض… أنا في انتظارهما”.

وقال مدير إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن حصيلة الوفيات الناجمة عن الزلزال ارتفعت إلى 1014.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن 5383 شخصا أصيبوا بسبب الزلزال لكنه لم يستطيع التكهن إلى أي مدى سيصل عدد القتلى مع استمرار جهود البحث والإنقاذ. وأفاد بانهيار 2818 مبنى.

وقال أردوغان “قلوبنا وأرواحنا جميعا مع الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب الأمور”.

وأظهرت لقطات حية بثتها محطة تي.آر.تي التركية الرسمية مبنى وهو ينهار في إقليم أضنة جنوب البلاد بعد الزلزال الثاني ولم يتضح بعد إن كان قد تم إخلاؤه قبلها.

وفي سوريا، التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ نحو 12 عاما، ذكرت وزارة الصحة أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى نحو 430 قتيلا وأكثر من ألف مصاب.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن 255 شخصا قتلوا بسبب الزلزال في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.

وشاهد صحفيون من رويترز العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلا من الحطام بحثا عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلبا للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة.

وحمل رجال فتاة ملفوفة في بطاطين من بناية منهارة في المدينة.

وفي أزمير أظهرت لقطات لطائرات مسيرة عمال إنقاذ يقفون أعلى كومة من الأنقاض حيث كان أحد المباني قائما في يوم من الأيام‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬ويرفعون كتل الأنقاض.

وأظهرت لقطات جرى تداولها على تويتر بنايتين متجاورتين تنهاران واحدة تلو الأخرى في حلب السورية مما ملأ الشارع بالغبار والأتربة.

وقال اثنان من السكان في المدينة، التي مزقتها الحرب، إن البنايتين انهارتا في الساعات التالية للزلزال، الذي شعر به أيضا السكان في قبرص ولبنان.

  • “كأنها نهاية العالم”

في مدينة جنديرس الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة حلب السورية، تحولت بناية متعددة الطوابق إلى كومة من الخرسانة وقضبان الحديد والملابس المتناثرة في كل مكان.

وقال شاب نحيل عيناه شاخصتان من الصدمة ويده مربوطة بضمادة “كانت هناك 12 أسرة تحتها. لم يخرج أي منهم.. ولا واحد”.

ووصف رائد فارس من منظمة الخوذ البيضاء السورية جهودهم بأنها “سباق مع الزمن لإنقاذ أرواح المحاصرين تحت الأنقاض”. والخوذ البيضاء هي منظمة إغاثة في مناطق تسيطر عليها المعارضة وعُرف عن أفرادها إنقاذ من يعلقون تحت أنقاض البنايات التي تنهار في ضربات جوية.

وقال السوري عبد السلام المحمود من بلدة الأتارب في حلب إنه شعر وكأنها “نهاية العالم”.

وأفادت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شمال غرب سوريا أنه من المتوقع زيادة عدد القتلى في المنطقة.

وقالت المتحدثة ماديفي سون سوون “تعاملنا مع ظواهر جوية وعواصف ثلجية لكن لا شيء بحجم زلزال بهذه القوة. ما هو إلا إضافة إلى كل أشكال المعاناة”.

وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لفرق الإنقاذ وهي تبحث عن ناجين تحت الأمطار الغزيرة والصقيع. وقالت الرئاسة السورية إن الرئيس بشار الأسد عقد اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء للاطلاع على حجم الأضرار ومناقشة الخطوات المقبلة.

وقال شهود إن سكان دمشق ومدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين ركضوا إلى الشارع واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن المباني خوفا من الانهيار.

وبثت محطة سي.إن.إن التركية لقطات تظهر تعرض قلعة غازي عنتاب التاريخية لأضرار بالغة.

وأذاعت إدارة الكوارث والطوارئ التركية لقطات تظهر أحد رجال الإنقاذ وهو يزحف داخل مبنى منهار في مدينة ملاطية في محاولة لرصد مكان أحد الناجين المحاصرين تحت الأنقاض.

وسُمع رجل الإنقاذ وهو يقول “ما هو اللون الذي ترتديه؟ هل ترتدي اللون الوردي؟ من فضلك اعتني بنفسك في الوقت الحالي، لا أستطيع رؤية أي شيء آخر”.

  • أسوأ زلزال منذ 1999

قال أردوغان إن 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.

وكتب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان على تويتر “تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق جراء الزلزال المدمر… سنواصل مراقبة الوضع عن كثب. وعلى استعداد لتقديم أي وكل مساعدة لازمة”.

وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال وقع خلال الليل على عمق 17.9 كيلومتر. وأبلغت عن وقوع سلسلة من الهزات بلغت قوة أحدها 6.7 درجة.

وتمتد المنطقة على طول خطوط الصدع الزلازلية.

وقال محمد كاشاني أستاذ هندسة الإنشاءات والزلازل المساعد بجامعة ساوثهامبتون “الجمع بين قوة كبيرة وعمق ضحل جعل هذا الزلزال مدمرا للغاية”.

وهذا أعنف زلزال تشهده تركيا منذ عام 1999 عندما دمر زلزال بقوة مماثلة مدينة إزميت ومنطقة بحر مرمرة الشرقية المكتظة بالسكان بالقرب من إسطنبول مما أسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص.

زر الذهاب إلى الأعلى