أبرز الموادأهم الاخبارتقارير

أسامة القصيبي مدير عام مشروع «مسام» لـ صحيفة المناطق: ملف الألغام معضلة حقيقية.. ونزعنا 406 آلاف «عبوة موت» في 5 سنوات (حوار)

حوار ـ أحمد حماد

أكد الأستاذ أسامة القصيبي مدير عام مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، في حوار خاص لصحيفة (المناطق) أن الألغام في اليمن زرعت بأعداد مهولة وعلى مساحات شاسعة.

وقال مدير عام مشروع «مسام»: “ما نقوم به لا يعد عملية نزع ألغام تقليدية بالمعنى المتعارف عليه دولياً، إنما نعتبرها خوض حرب ضد الألغام الحوثية الموجودة في اليمن”، مضيفاً “ملف الألغام في اليمن معضلة حقيقية بمعطيات في غاية التعقيد والدقة”.

مدير عام مشروع «مسام» أوضح العديد من الجوانب المتعلقة بملف الألغام التي تستهدف الإنسان اليمني من خلال العديد من المحاور.

وفيما نص حديث الأستاذ أسامة القصيبي:

–  ما هي أبرز جهود مشروع «مسام» في اليمن خلال السنوات الماضية؟

– إن أكثر من 406 آلاف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، هي حصاد مشروع «مسام» من علب الموت المتفجرة على مدار خمس سنوات من المثابرة الإنسانية المتواصلة في سبيل مكافحة الألغام، وهي نتيجة نفخر بها كمشروع إنساني حقق هذه النتائج غير المسبوقة ليس على الصعيد اليمني فقط، بل على الصعيد الدولي، في ظروف نزع وطبيعة ألغام غير مألوفة يمر بها هذا البلد الشقيق.

–  بأي تكلفة مادية يعمل هذا المشروع الإنساني الكبير في اليمن؟

استمراراً لمهام مشروع «مسام» الإنسانية، مدّد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عقد المشروع لمدة سنة، بمبلغ 33 مليونا و292 ألف دولار أمريكي، وبذلك يستمر عمل المشروع للعام السادس على التوالي لاستكمال مهامه الإنسانية التي بدأها في اليمن منذ يونيو 2018، في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام.

إن جهود المملكة العربية السعودية الإنسانية عبر تاريخها الحافل بالعطاء الضخم وغير المسبوق في الداخل والخارج، ركزت على دعم المشروعات الإنسانية ومساعدة المتضررين في الحروب والكوارث على مختلف الجهات، وأيضاً الحرص الدائم لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة، ومساعدة الأشقاء في اليمن للتخلص من الدمار والإرهاب المتمثل في الألغام المزروعة والمنتشرة بأرقام كبيرة في المناطق الحوثية.

وبناء على هذه المبادئ الراسخة، انطلق مشروع «مسام» منتصف يونيو 2018 تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لنزع الألغام في اليمن بخبرات سعودية وعالمية وكوادر يمنية دربت على إزالة الألغام بمختلف أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيات الحوثية في الأراضي اليمنية.

فالمشروع ينفذ عبر إدارة سعودية، وخبرات عالمية، وفرق يمنية دُربت لإزالة الألغام بجميع أشكالها وأنواعها، حيث يهدف «مسام» إلى تطهير الأراضي اليمنية من مخاطر الألغام، وذلك من خلال التركيز على المناطق عالية التأثير التي تعطلت فيها الحياة بسبب انتشار تلك العلب المهلكة، كما أن المشروع ينفذ أنشطة التدريب وبناء القدرات اليمنية في مجال نزع الألغام، لخلق درع مستقبلي يقي اليمن من مخاطر الألغام.

– ما هي أبرز التحديات التي تواجه «مسام» في ظل مهمته الإنسانية في اليمن؟

إن مجمل التحديات التي تواجه المشروع في إطار مهمته الإنسانية في اليمن تتمثل في عدم وجود أي خرائط لهذه الألغام، تدل على أماكن زراعتها، وكثافتها، وتركزها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ومختلف المرافق الحيوية، كالمستشفيات، المدارس، المزارع، والمساجد، وآبار المياه، والمراعي.

ويبقى العدد المهول للألغام التي اكتسحت الجغرافيا اليمنية بمدنها وقراها وصحاريها وجبالها، هو التحدي الأكبر.

نحن ننقل كل ما من شأنه إيصال رسالة المشروع ونقل أخباره، ونضع أمام العالم بشكل دوري ومستمر جميع الاحصائيات والأرقام لما تم تطهيره من الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية التي زرعت بأنواع وأشكال مختلفة.

– كيف تقرأ ردود الفعل الدولية والعربية على جهود المشروع؟

لقد حقق مشروع «مسام» بجهوده المبذولة سمعة واسعه وكبيرة في الأوساط الدولية والإقليمية، حيث لبى نداء الإنسانية في اليمن بعطاء وسخاء لا حدود له، لتكون رسالة «مسام» للعالم: “نحن هنا نعمل تلبية لنداء الإنسانية لمساعدة الأشقاء في اليمن، وسوف نستمر حتى يتم الانتهاء من مشكلة الألغام وآثارها وخطرها على الشعب اليمني”.

– قدم «مسام» في عمله الإنساني في اليمن شهداء.. هل لك أن تحدثنا عن هذه التضحية الكبيرة لهذا المشروع؟

خمس سنوات من الحزم والعزم والتضحية غير المحدودة وصولاً إلى السنة السادسة على التوالي من أجل استعادة اليمن لأمنه من الألغام، قدم «مسام» شهداء من خيرة رجالاته وخبراته، فلقد قدم المشروع 33 شهيداً في سبيل عودة اليمن آمناً خالياً من الألغام.

– كيف وجدتم منح رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، مشروع «مسام» وسام الشجاعة؟

بالتأكيد نتقدم بالشكر والتقدير لفخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة بمنح   مشروع «مسام» وسام الشجاعة الذي يعد فخراً لنا، وهو حافز لكل العاملين في المشروع الذين يعملون بدقة

وإخلاص لتحقيق هدف المشروع السامي بتطهير اليمن من الألغام المنتشرة بشكل كبير وواسع في مختلف المحافظات اليمنية وتجنيب اليمن واليمنيين خطر الألغام.

فمشروع «مسام» مشروع حياة، مشروع كفاح من أجل إرساء أسس عيش آمنة من الألغام في اليمن، وهذا المشروع سخر وسيسخر طاقاته الميدانية والتقنية والإعلامية من أجل هذا الهدف النبيل، ولن يدخر أي جهد في سبيل ذلك البتة، فمملكة الخير على عهدها في هذا السياق ونحن ماضون في نهج هذا العهد بكل وفاء وتفان”.

– هل تخطت نجاحات وإنجازات «مسام» حدود اليمن؟

إن ما حققه مشروع «مسام» من إنجازات ملموسة، تترجمها لغة الأرقام، والمساحات المحررة في وقت قياسي لا يترك مجالاً للشك أن ما حصده هذا المشروع من نجاحات هو إنجاز غير مسبوق ليس على الصعيد اليمني فقط وإنما على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ولـ «مسام» بطاقة وهوية بلغة الأرقام تتحدث عنه على امتداد 5 سنوات بأفصح العبارات:

  • نزع 252.358 ذخيرة غير منفجرة و7836 عبوة ناسفة.
  • 139.938 لغماً مضاداً للدبابات و6258 لغماً مضاداً للأفراد.
  • تم تطهير 47.543.648 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالذخائر والقذائف والألغام والعبوات الناسفة.

فبعد خمس سنوات من العمل المتواصل بين النزع والإتلاف ذاع صيت «مسام» إقليمياً ودولياً وبات محط اهتمام موسع من جهات رسمية وغير رسمية، وهو ما نعتبره إنجازاً آخراً يضاف إلى خانة إنجازات «مسام»، ونتمنى أن يتوسع هذا النجاح وأن ينحت «مسام» نموذج مشروع إنساني يحتذى به على الصعيد العالمي، وأن ينضم لركبه الجميع لتتكاتف الجهود وتتحقق الأهداف في وقت قياسي وتعود الحياة لطبيعتها في اليمن وفي كل منطقة من العالم تواجه خطر الألغام.

زر الذهاب إلى الأعلى