الاقتصادأبرز الموادمنطقة نجران

أكثر من نصف مليون نخلة في نجران ترفد السوق المحلي بأجود أنواع التمور

المناطق_واس

على امتداد وادي نجران تمتد بساتين النخيل بأشجارها الوارفة وجمال ثمارها، باعثة الإلهام والسكينة، ومختزلة قصص الأجداد القديمة الذين تَحلُوا بالعزيمة والصبر في زراعة أشجار النخيل خلال العقود الماضية، ما أدى إلى بروز أصناف نخيل نادرة ومميزة في نوعيتها ومنتجاتها.

ويعد النخيل من أقدم الأشجار التي عرفتها منطقة نجران ومحافظاتها، ويوجد المئات من أصنافها، نتيجة إكثارها عن طريق النوى عبر السنين الماضية، حيث يبلغ عددها بحسب إحصائيات فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بنجران، 526,333 نخلة، تشكل في مجملها رافداً اقتصادياً محلياً مهماً يعزز فرص العمل والسياحة الريفية، وتسهم في دعم الصناعات التحويلية من التمور، إضافة إلى استخداماتها في التراث الثقافي والتقليدي للمنطقة، حيث تستخدم جذوع النخيل في صناعة الأثاث ومواد البناء، والألياف في صناعات الحصير والسلال والحقائب وغيرها من الصناعات التراثية.

وفي جولة لــ (واس) على مزارع النخيل المنتشرة في القرى الريفية على ضفافي وادي نجران، التقت بالمزارع صالح عبدالله، أحد ملاك مزارع النخيل، الذي أوضح أن خراف التمور في المنطقة بدأ في النخيل المستزرعة في نجران منذٌ عشرات السنين مثل الخلاص، والبرحي، والمجدولي وغيرها، فيما يبدأ موسم حصاد التمور الأساسية التي تشتهر بها المنطقة مثل البياض، والمواكيل، والبرني والرطب في منتصف شهر أغسطس الجاري، والتي تتميز بجودتها وإقبال المستهلكين عليها من كافة مناطق المملكة.

من جانبه أكد المزارع مهدي الصقور، أن صناعة التمور والنخيل بالمنطقة تشكل أهمية اقتصادية واجتماعية من ناحية عملية الإنتاج والزراعة والعناية بها وتجهيزها للتسويق، مبيناً أن تمور نجران تجد إقبالاً كبيراً نظراً لجودتها ومذاقها الطيب، وذلك لخصوبة التربة ووفرة المياه العذبة والأجواء المناسبة لزراعة النخيل.

وتزدهر حركة البيع والشراء في السوق المركزي للتمور بحي إبا السعود تزامناً مع موسم إنتاج التمور في المنطقة، حيث بين البائع ظافر سبعان اليامي، أن تمور نجران تلقي رواجاً بين المستهلكين من داخل نجران وخارجها ومن دول الخليج، مبيناً أن حركة البيع والشراء في السوق المركز في تزايد مستمر حيث تتفاوت الأسعار حسب نوع التمور وجودتها.

ويحرص فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بنجران على تقديم الخدمات لمزارعي النخيل التي تشمل مكافحة الآفات الحشرية خاصة آفة سوسة النخيل الحمراء باستخدام أحدث الوسائل وطرق المكافحة الكيمياوية، وعلاج النخيل بالكشط والحقن، والعلاج بغاز “فرسفيد الألمنيوم المقيد”، إلى جانب تقديم الإرشاد والتوعية للمزارعين من خلال إقامة ورش العمل والدورات الإرشادية بطرق الزراعة والعناية بالنخيل.

ويعمل مركز أبحاث البستنة في نجران بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث الزراعة، في إكثار صنفين من النخيل المنتخبة، وذلك بزراعة الأنسجة لصنفي ” البياض، المواكيل” عن طريق “النورات الزهرية”، بهدف الاستدامة الزراعية والحفاظ على الأصناف النادرة من التمور، كما يقوم المركز بتنظيم ورش عمل توعوية للمزارعين في المنطقة، لتوضيح دور الوزارة في المحافظة على الأصناف النادرة والمميزة، وتطبيق التقنيات الحديثة للإكثار، مقارنة بالطرق التقليدية عن طريق الفسائل.

زر الذهاب إلى الأعلى