المنطقة الشرقية

“أم موسى”: غير قادرة على صبر 48 ساعة و الخاطفة ذهبت لغسل رأس الولد بدون عودة

كشف علي الخنيزي ” والد موسى ” جزء من صندوق أسراره المملوء بالكثير من الأحداث منذ لحظات ولادة ابنه بقوله ” ذهبت في يوم ولادة ” موسى ” إلى مستشفى الولادة و الاطفال بالدمام لإقامة مراسيم السنة النبوية ” الأذان و الإقامة ” في الدقائق الأخيرة من وقت الزيارة ” مضيفا، انه فوجئ بقرار منعه من الدخول و رؤية فلذة كبده، مبينا خلال لقاء مع “عكاظ” ان الصدمة وقعت عليه بعد 5 دقائق من وجوده للاستفسار عن سبب منعه من الزيارة، حيث ” اخبر بان ابنه الرضع تعرض لحادثة اختطاف”، واعدا في الوقت نفسه بفتح صندوق الأسرار بالكامل بعد استلام ” موسى ” و انتهاء الإجراءات الرسمية لدى الأجهزة الأمنية، معللا الاحتفاظ بالكثير من الأسرار لعدم إمكانية البوح بها في الوقت الحالي.
وتحفظ كثيرا عن التهكن بالاحداث القادمة بقوله ” ما اقدر اعبر او أتوقع ماذا سيحصل ” في الأيام القادمة، مشيرا الى انه يفكر في الطريقة المناسبة لتعويض ” موسى ” عن السنوات الماضية من الحرمان.

واكد ان ” موسى ” عبر عن فرحته الكبرى بالتعرف على اسرته الحقيقية، مضيفا، ان انكشاف الحقيقة التي حافظت الخاطفة اخفاءها 20 عاما ساهمت في وضع الأمور في النصاب الصحيح، مشيرا الى ان موسى اكتشف نسبه الحقيقي و انه ” ليس لقيطا ” بخلاف الراوية التي نقلتها الخاطفة اليه، واصفا حالة موسى الصحية بالجيدة، مؤكدا، ان معنوياته مرتفعة بقوله ” مستانس جدا “.

وذكر انه في رحلة العودة الى المملكة ( حتى اعداد التقرير )، مرجعا ذلك لتأجيل رحلة العودة الى ارض الوطن لمرتين خلال الساعات الماضية، متوقعا وصوله الى الوطن بعد منتصف ليل السبت.

بدورها نسفت والدة المخطوف الروايات المتداولة بخصوص طريقة اختطاف فلدة كبدها، مؤكدة، ان الخاطفة استخدمت وسيلة ماكرة لاستكمال خيوط جريمتها البشعة، مضيفة، ان المرأة ادعت بانها على وشك الوضع وان الفريق الطبي نصحها بالمشى لتسهيل الولادة، مشيرة الى ان الخاطفة لاحظت ” موسى ” يرقد بجواري و حاولت امساكه و لكنها رفضت، مبينة، ان المرأة طلبت منها تنظيف رأس ” موسى ” ولكنها لم ترضخ لطلبها، موضحة، انها في نهاية الامر اضطرت للنزول عند رغبة الخاطفة بهدف إزالة الاوساخ من رأس الولد الرضيع.

وأضافت والعبرة تكاد تقتلها حسرة و ندما على اتخاذ قرار الموافقة على منح تلك الخاطفة فرصة تحقيق مآربها، ” انها استسلمت لاصرارها المستمر و تسلمت الرضيع لتنظيفه و لكنها مثل “فحص ملح ذاب”، اذ لم تعد حتى اليوم”.

وأشارت الى عدم صحة الروايات المتداولة في وسائل الاعلام بشأن طريقة اختطاف ” موسى “، فالاعلام يتحدث عن سيدة ترتدي الزي الطبي و تدعي الانتساب للمستشفى و قامت بعرض المساعدة في غسل راس الرضيع.

وذكرت ” ام موسى ” انها تحسب الثواني والدقائق منذ تلقيها اتصال الشرطة خلال الأسبوع الماضي، واصفة لحظات الاتصال بـ ” الصدمة ” الكبرى التي نزلت عليها كالصاعقة، مؤكدة، ان الكلمات عاجزة عن وصف الشعور الكبير باحتضان الولد مجددا بعد عقدين من الحرمان و العذابات الشديدة.

وأشارت الى انها غير قادرة على الصبر لمدة 48 ساعة إضافية بعد تلك السنوات الطويلة، بيد انها فتحت نافذة امل جديدة في قلبها بقولها ” انقضت 20 عاما قاسية و مرة بكل معنى الكلمة و لكنها ختمت بفضل الله و جهود الأجهزة الأمنية بعودة الابن المخطوف الى حضن اسرته مجددا”

قالت ان الفرحة لم تقتصر على الاسرة و لكنها شملت جميع الشعب السعودي، فهناك تعاطف كبير لاحظته في تناول وسائل الاعلام مع الجريمة الكبرى، مؤكدة، ان سيل التبريكات و الهدايا بدأت تصل الى الاسرة من الأقارب و الأصدقاء للتعبير عن مشاركة العائلة عودة الطفل المخطوف بطريقة إجرامية و غير إنسانية.

وكشف محمد الخنيزي ” شقيق موسى ” ان الوالد في طريقه للوصول الى ارض الوطن، مؤكدا، ان التأخر ناجم عن تأجيل رحلة العودة للمرة الثانية، لافتا الى ان والده سيصل في غضون الساعات القليلة القادمة، حيث سيتجه الى مركز الأدلة الجنائية لاستكمال إجراءات القضية عبر عينات الدم و التأكد من الجينات الوراثية، ناقلا عن والده قوله ” أن دقائق الانتظار في المطار تمر وكأنها أيام”.مضيفا، ان التطابق مع الوالد حسم القضية بطريقة او باخرى.

ووصف لحظات تلقى الاسرة الاتصال الهاتفي من شرطة المنطقة الشرقية بقوله ” بانها لا لحظات لا تنسى و ستبقى محفورة في الذاكرة للابد، مبينا، ان الفرحة لم تعد تسع الجميع و لاسيما الوالدة الحزينة التي لم تغادر الاحزان منذ عشرين عاما، موضحا، ان مشاعر الاسرة يصعب وصفها في بضع كلمات، لاسيما وان الجميع يحسب اللحظات للالتقاء بالاخ للمرة الأولى من عقدين من الزمن،
واستعاد ذاكرة الزمن ابان اختطاف الولد ” محمد العماري ” عام 1417 بقوله ” ان زوجة والده ( الاب متزوج غير امه ) كانت في حادثة الاختطاف في الغرفة المجاورة بمستشفى الولادة و الاطفال بالدمام بغرض عيادة ” اخته ” التي وضعت ولدا، مضيفا، ان زوجة والدة عاشت الام و عذابات اسرة العماري ذلك اليوم. مضيفا، انه كان في سن الثالثة عن وقوع حادثة اختطاف ” موسى ” و لكنه شعر بالصدمة النفسية التي عاشتها الاسرة، كاشفا عن قيام الخاطفة كانت تتردد على المستشفى لمدة ثلاثة أيام، مرجحا، البحث عن طفل للاختطاف بمواصفات معينة او لاقتناص الفرصة المواتية لارتكاب الجريمة البشعة.
وتحدث عن قصة اطلاق اسم ” موسى ” على شقيقه، بقوله ” ان الوالدة اطلقت الاسم على ولدها بعد عملية الخطف مباشرة” مضيفا، ان ” موسى ” يحمل دلالة عودة النبى موسى الى امه مجددا، مؤكدا، ان الوالدة كانت على ايمان كامل بالله و فضله في إعادة الولد الى امه مجددا، لافتا الى ان ايمان والدته تحقق في نهاية المطاف بالرغم من مرور 20 عاما.

وأشار الدكتور عبد العزيز الهاجري ” محامي المتهمة ” ان المتهمة تمتلك مستندات قوية للدفاع عن نفسها في قضية الاحتفاظ بالولدين ” موسى ” و ” علي “، مقرا الى الخطأ الوحيد الذي ارتكبته خلال السنوات الماضية يتمثل عدم ابلاغ الجهات الأمنية عن وجود طفلين لديها، مؤكدا، ان ” موسى ” و ” علي ” يدافعان عن ” المتهمة ” عن قناعة تامة بعدم ارتكابها جريمة، نافيا ان تكون الدوافع ” عاطفية “، كاشفا، ان المتهمة تقدمت للأحوال المدنية لاستخراج هوية وطنية للطفلين قبل عامين و نصف تقريبا، حينما كان عمر ” علي ” 20 عاما و موسى ” 18 ” عاما ، نافيا ان تكون المتهمة ذهبت للأحوال المدنية قبل 10 أيام، مضيفا، ان الإدانة صدرت للمتهمة بعد عامين و نصف، مؤكدا ، ان المتهم ” برئ ” حتى تثبت الإدانة.
وأشار الى ان القضية ما تزال في طور التحقيق للتعرف على المزيد من التفاصيل المتعلقة بالحادثة، مؤكد، ان المتهمة محتجزة في سجن النساء بالدمام.

واكد نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية و التواصل المؤسسي بالتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية محمد القيبل، عدم تسجيل حالات اختطاف في الفترة السابقة و حتى بعد اطلاق التجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية، مرجعا ذلك لاستخدام في جميع مكونات التجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية و خصوصا بمستشفى الولادة و الأطفال.

وقال ان جميع المستشفيات التابعة للتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية بشبكة مراقبة و حراسة امنية على اعلى مستوى، مؤكدا، ان مستشفى الولادة و الأطفال يحظى بمراقبة لمنع حدوث عمليات اختطاف الأطفال، مؤكدا عدم تسجيل أي حالة من المستشفيات ال ( 22 ) التابعة للتجمع وحتى قبل تشكيل التجمع بسنوات.

وذكر ان مستشفى الولادة و الأطفال يتميز بنظام حماية المواليد ( الاساور الالكترونية ) حيث تربط الام و الطفل باسوارة الكترونية تعطي إشارة في حال خرج من المنطقة التي مسجل فيها في المستشفى، او في حال ازيلت من يد المولود، وكذلك في حال تعطيل النظام الأمني للاساور لاي سبب تقني لا يسمح بدخول أي ام الى منطقة الحضانات، مشيرا الى وجود حراسة على منطقة حضانات المواليد و وجود الأبواب الالكترونية.

حي المزروعية

يقع الحي في منطقة راقية من احياء مدينة الدمام، اذ لا تفصله عن مياه الخليج العربي سوى مئات امتار، فالزائر للحي يكتشف المستوى الراقي للحي، حيث تتوزع الفلل الكبيرة والمنازل الحديثة في ارجاء الحي، فالمنزل الذي ترعرع فيه الطفلان المختطفان ” موسى الخنيزي و علي العماري” لا يبتعد كثيرا عن المنطقة الواجهة البحرية بالدمام، كما ان الشقة التي تقطنها الاسرة واحدة من عدة شقق يتكون منه المبني الواقع في شارع ” الحارث الطائي “، فالواجهة الامامية تواجه الجهة الشرقية، فيما تقع شقة الخاطفة بالقرب من ثانوية الشيخ محمد بن عثيمين و كذلك بالقرب من جامع الامام علي بن ابي طالب.

وذكر أهالي الحي، ان اسرة الخاطفة لا تختلط بالاخرين، فهي قليلة الخروج من المنزل بالإضافة الى تحسسها الكبير من الوقوف الاخرين امام منزلها، حيث تعمد لطرد كل شخص يقف امام المنزل، بالإضافة الى ذلك فانها تشاهد بجوار احد أبنائها اثناء خروجها في المركبة الخاصة بالاسرة.

وأشاروا الى ان احد الأبناء يعمل كحارس امن و الاخر ممارس صحي، مؤكدين، ان الحي لا يعرف الكثير من المعلومات عن الاسرة، نظرا لعدم الاختلاط بالاخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى