يكتبون

أيقونة أبها

أحتضنت مدينة أبها منذ قرون أبناء القبائل والأسر من كافة المناطق الجنوبية وغيرها، وشكلوا بيئة متماسكة كتماسك واشتداد بيوتهم الطينية عند نزول الغيث، ودثرتهم أبها بصفاء ضبابها الأبيض، وضمتهم في أحيائها المتقاربة والمشهورة بتقارب البيوت وتداخل أسطحها وتمددها فشكلت بيتاً كبيراً واحداً؛ البيت الأبهاوي.

نقل قاطنو أبها من بيئاتهم المختلفة ثقافتهم وعاداتهم ومأكولاتهم وأهازيجهم وفلوكلورهم ولهجاتهم من السراة وتهامة وسهول عسير الشرقية إلى حاضرة أبها، فكونوا معاً نسيجاً مزركشاً جميلاً ازدانت به أبها كما زين الله سمائها بأطياف ألوان قوس الرحمة بعد أمطار “السبرة” الموسمية، ولبست أبها حلة البهاء التي عرفت بها على أمتداد العصور، فتعارفت الأسر واقتربت من بعضها وتصاهرت وانصهرت في بوتقة واحدة فتوثقت بينهم عرى المحبة وتعزز إنتمائهم الوطني وسعت مجتمعة لخدمة الجميع، وبرز منهم رموز وطنية يشار إليها بالبنان، ويفتخر بها كل أبهاوي، وترك من رحل منهم بصمات لا تنسى في النسيج الوطني عامة والأبهاوي خاصة، ومنهم من مازال يعمل ويحافظ على ذلك النسيج وتماسكه ونموه ورقيه.

من أولئك الرموز الشيخ عبدالله بن سعيد أبوملحة، أيقونة أبها، الذي شرفت بمعرفته ومصاهرته وبزمالته في مجلس الشورى في الدورتين الرابعة والخامسة؛ فعرفته أكثر عن قرب؛ لمست غيرته على أبها ومشروعاتها وتنميتها، سمعت حديثه الصادق والشفاف أمام ولاة الأمر في مناسبات عدة لمتابعة مطالبات المنطقة، حضرت مناقشته بعض الوزراء والمسؤولين حول مشروعات أبها، وشاهدت مواقفه الإنسانية مع صاحب العثرة والحاجة وكرمه السخي وإصراره على استضافة كل قادم إلى الرياض أو أبها، عرفت دماثة خلقه مع من حوله والزملاء والأصدقاء وإيثاره الكبير.

الحديث معه شيق وماتع ويتوقع من محدثه صدق الحديث وبعد الأفق ودقة المعلومة، فمرات كثيرة يسأل عن مصدر معلومة ما أو يصحح وجهة نظر سلبية تجاه شخص أو شخصية ما بأسلوب العارف المقنع.

وفاء أبو عبدالعزيز الأبهاوي عجيب، وقلة من يجاريه في ذلك، فقد بح صوته لدعوة المستثمرين، وبذل ما بوسعه لإنشاء المشروعات التي تخدم أبناء وبناء المنطقة؛ وتابع بجلد وعود المسؤولين، ولم يثنه تقاعده أو بعده أو تقاعس غيره عن المتابعة والتواصل لمواصلة تحقيق أهداف التنمية الأبهاوية.

وفقك الله أبا عبدالعزيز وكتب لك طول العمر في صحة وعافية وحسن عمل؛ وكتب الله لك الأجر على ما قدمت وتقدم للوطن ولأبها ولأهلها، وأشهد الله أنك أوفيت وتعبت وكابدت؛ وأبشر.. فالغرس بفضل الله أثمر.

*عضو مجلس الشورى سابقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى