أبرز المواديكتبون

أيُّ حَجٍّ تُريد إيرانْ!؟

“من أتى قبر الحسين عارفاً بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة، وعشرين عمرة، مبرورات مقبولات، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة، ومن أتاه يوم عرفة

عارفاً بحقه كتب الله له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل”. (الكافي ج1/324).

هذا نص مما جاء في كتاب الكافي، فأي قيمة بعد هذا للحج الشرعي لدى الصفوية وأتباعها؟ وأي مكانة لمكة المكرمة وللمشاعر المقدسة بعد هذه المكانة للقبر المزعوم للحسين ، رضي الله عنه  وبرأه الله مما يقولون؟.

إن الكتب والدراسات والأدبيات والمقاطع المرئية على الشبكة العالمية في هذا الشأن زاخرة بفكر وعقيدة إيران المجوسية وتذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وتوضح بجلاء تقديس قُمْ وكربلاء وقبر الهالك الخميني على المشاعر المقدسة، وتثبت بما لا يدع مجال للريبة أو الشك  إرتباط حكومة الملالي في إيران بالفكر

الصهيوني العالمي الذي يدعوا – من ضمن ما يدعوا إليه – إلى تعطيل فريضة الحج إلى مكة حيث ترهبهم وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم وتأديتهم لشعائرالركن الخامس من أركان الاسلام الذي طالما سعت الصهيونية والمجوسية والصفوية في تعكير صفوه ومحاولة زعزعة الأمن فيه والنيل من اجتماع المسلمين ووحدة صفهم .

ومنذ بزوغ ثورة الهالك الخميني وإعلان دولته المجوسية البعيدة عن كونها إسلامية أخذت إيران على عاتقها تعطيل الحج فقامت بإرسال  فصائل الحرس الثوري في المناسبات الدينية المتعددة وأثناء فريضة الحج؛ ففجروا في الأماكن المقدسة في أيام الله الحُرُم ، واستغلوا السواطير والسلاح الأبيض لنحر الحجاجورجال الأمن، ورشُّوا الحجاج بالمبيدات السامة،  وأقاموا مظاهرات البراءة كما زعموا، ولعقود أربعة لم تتمكن إيران وأذنابها وأسيادها من نيل مرادهم بفضل الله ثم بيقظة حكومة المملكة وبسياسة النفس الطويل التي اتخذته إدراكاً منها بسياسة إيران التخريبية، وحرصاً منها على القيام برسالتها الإسلاميةالمتمثّلة في خدمة الحرمين الشريفين وتوفير الأمن والأمان لأهل الإيمان والتوحيد الذين يحرصون على أداء فريضة الحج وفقاً لتعاليم دين الله كما كتبها الله عليهم واتباعاً لسنة وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما إن المملكة وفرت كل إمكانياتها وسخرتها لأمن الحجاج ولم تتهاون ولن تتهاون في الضرب بيد من حديد على كل من أراد أن يعبث بأمن وسلامة الحجيج أياً كان.

فما الحل والبديل الصفوي إذاً؟؛ إن الحل من وجهة نظرهم والذي طال الترتيب له هجرة الحج وتحويله إلى قبلتهم الخمينية في إيران والطواف بالقبور التي يقدسونها ويعظمونها أكثر من شعائر الله، وهذه عقيدتهم من كتبهم فقد ورد في بحار الأنوار – واستغفر الله من قولهم ـ ما نصه: “إن الله أوحى إلى الكعبة: لولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخطت بك وهويت بك في نار جهنم”، (بحار الأنوار للمجلسى 101/107)، هل يقول أو يعتقد بهذا مسلم عاقل صحيح الإيمان سليم الفطرة !!!.

بعد هذا، لم يستغرب البعض من موقف إيران التي لم تأت للحج ولا للعبادة!، بل أتت إيران وتريد أن تأت لأغراض سياسية وأهداف تخريبية، وبروح طائفية مقيتة تسويقاً لثورتها الخمينية وبعثاً لطقوسها المجوسية، هذا هو الحج الذي تريد.. فهل تتوقع أن يسمح لها بذلك!؟ لم استغرب على الإطلاق ما حدث من رفض حكومة الملالي وولاية الفقيه السماح للحجاج الإيرانيين بالحج لهذا العام تحت ذريعة عدم موافقة حكومة المملكة لهم بممارسة طقوسهم التخريبية وسعيهم لإفساد الحج! لا غرابة في ذلك الموقف الإيراني الذي كانت تخفيه تقية لسنوات، ثم باحت به بعدما أماطت عاصفة الحزم اللثام عن تقيتها الطائفية ومناضتها لكل ما هو إسلامي.

يحز في النفس أن هناك وتحت وطأة الظلم والطغيان في إيران أخوة لنا موحدون ويتطلعون كغيرهم من المسلمين لأداء فريضة الحج، لكن عزاءنا وعزاءهم أن الله هو وحده المطلع على نياتهم وسرارئهم وسيرزقهم الله بفضله ومنه أجر الحج كاملاً غير منقوص، والله الهادي إلى سواء السبيل..

 

*عضو مجلس الشورى 

زر الذهاب إلى الأعلى